روشته أزمة الدواء بـ"المختصر المفيد"
بعد أن رضخ وزير الصحة هذا الأسبوع لشركات الأدوية ورفع أسعار الأدوية المزمنة 60٪ أصبح لا حيلة إلا اللجوء لله تعالى خاصة أن الطبيب مستفيد وبالطبع شركة الأدوية والغلبان المواطن هو الذى يدفع فاتورة ذلك إز أى بقا؟!
أقول لكم.. من زمان وأنا عايزة أكتب فى الموضوع ده، حتى من قبل أزمة الأدوية والدولار من سنين، فشركات الأدوية عاملة من خلال مندوبيها الذين يوزعون الأدوية «تارجت» معين لكل طبيب، يعنى الطبيب الذى يكتب فى روشتة صنفًا من أصناف أدويتهم ويعدى رقم معين له رحلة ولأسرته فى دولة أوروبية لمدة أسبوع، والمستوى الثانى نصف أسبوع، والثالث رحلة داخل مصر، كل ذلك بخلاف هدايا عينية ذات قيمة عالية، ساعات ذات ماركات وخلافه.
ففى هذه الحالة الطبيب عايز يأخذ أسرته رحلة لأوروبا «فول بورد» كاملة مجانية يقوم يكلف المواطن المريض الغلبان ما لا يطيق، لاده عنده ضمير ولاده عنده ضمير.. طب الحل؟، الحل طبعاً يعود لضمير الطبيب الذى أعتقد أنه لن يفعلها، وهى كتابة الاسم العلمى للدواء فى الروشتة، يعنى مثلا يكتب «باراسيتامول»، وهذا موجود بقا فى البانادول أو البارامول أو الكونجستال، كل واحد حسب مقدرته، ولأن هذا سوف يجعل شركات الأدوية غالباً تفلس فلن يحدث، طالما الطبيب يملأ الروشتة ويمد يده فى جيب المريض الغلبان، الذى لا يجد أحياناً ثمن الكشف له، كلها فى النهاية أزمة ضمير وليست أزمة وزارة، ورغم أن هذه الفئة أقصد الأطباء الأعلى ذكاءً وعلمًا إلا أن بعضهم بيعمل فينا كده بـ«المختصر المفيد».