خبير عراقي يحذر من تداعيات انهيار سد الموصل

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


انتشرت خلال الأيام الماضية شائعات، حول الخطر الداهم لسد الموصل، وتحذيرات من انهيار مفاجىء، وما يتبعه من تدمير البنى التحتية لمعظم محافظات العراق، وتشريد وقتل الملايين، بالإضافة للخسائر الزراعية والتكاليف الباهظة لعملية الانهيار.

قال الباحث السياسي والخبير العسكري العراقي قُصي المعتصم، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، إن السد يعاني منذ سنوات من الإهمال الجسيم، في ظل الحكومات المتعاقبة، وزاد الإهمال في أعقاب دخول القوات الأمريكية للعراق، وتراكم الفساد، فالسد صُمم بحيث تغذت أرضيته بالأسمنت، وتم عمل نفق بداخله من أجل الصيانة السنوية، لأن المنطقة التي يقع بها رسوبية تذوب مع الزمن.

وأضاف "منذ إنشاء السد في 1984، وهو يعاني من الإهمال، وبعد سيطرة "داعش" على الموصل في عام 2014، كانت هناك مخاوف من انهياره، ثم عاد إلى القوات العراقية، ومع ذلك مازال الإهمال مستمراً والخوف من الكارثة قائما".

وتابع "تم توجيه نداءات للعالم تحمل تحذيرات من خطورة انهيار السد، والتبعات المترتبة على ذلك، ومع ذلك مازالت الحكومة العراقية تعيد إنتاج سيناريو الإهمال القديم، بعد سيطرتها على السد من جديد، وربما يكون ذلك من أجل التغطية على الإخفاقات التي تواجهها، نتيجة تغلغل الفساد في كل مفاصل الدولة". 

وحذر قُصي من حدوث انهيار كامل، سواء بشكل طبيعي أو نتيجة إهمال الصيانة، مؤكداً على أن تدمير السد هو جريمة إبادة ضد الشعب العراقي وضد الإنسانية، وسيحال المتسببين فيه إلى المحكمة الجنائية الدولية والمنظمات المختصة بجرائم الحرب، وسيلاحقهم الشعب أينما كانوا. 

وطالب المعتصم بتفريغ مياه السد في هذا التوقيت من العام، قبل ذوبان الجليد وزيادة كميات المياه، الأمر الذي سيضاعف الآثار الناتجة عن عملية الانهيار حال حدوثها، فعملية التفريغ يمكن التحكم فيها الآن، حيث زار السد خبراء أمريكان في عام 2006 ووجهوا تنبيهات للحكومة العراقية بضرورة إجراء عمليات الصيانة الدورية، وتم تجاهل الأمر لعشر سنوات، ما دعا الشركة المكلفة بعملية الصيانة للخوف من انهيار السد أثناء العمل. 

وأشار إلى أن مبلغ الصيانة السنوية للسد لا يزيد عن 5 ملايين دولار، لحقن السد بالمثبتات الأسمنتية، أما المليارات التي يتحدثون عنها الآن فهي تتعلق بإنشاء سد "ساند" للسد الأصلي، للقضاء على مشكلة السد نهائيا.