"البرادعي" يكشف لأول مرة أسباب رفض "مصر" للعرض الأمريكي في 67.. ويؤكد: "كامب ديفيد" فتحت باب العربدة
كشف الدكتور محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، أن الخارجية المصرية رفضت عرضاً أمريكياً أول أيام حرب 67 بانسحاب إسرائيل، وذلك عبر قناة "التلفزيون العربي" والتي تستضيفه في حوار يستعرض فيه رؤيته لمستقبل مصر والمنطقة العربية والعالم، وذلك في ظهوره الإعلامي الأول منذ حوالي ثلاث سنوات.
من جانبها، قامت "الفجر" برصد أبرز القضايا التي تحدث فيها البرادعي في السطور التالية.
* رفض مصر
قال الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية الأسبق، إن الخارجية المصرية أوفدته قبل حرب 1967 إلى بعثة مصر بالأمم المتحدة، وكان يحمل مستندات تدعم وجهة النظر المصرية، وكان شاهداً على ضياع فرصة تاريخية بذلك الوقت.
وأوضح البرادعي، في حواره مع برنامج "وفي رواية أخرى" على التلفزيون العربي، إنه شاهد على القنوات الأمريكية خبر تدمير سلاح الطيران المصري، لكن وزير الخارجية محمود رياض قال لرئيس البعثة المصرية للسفير محمد عوض القوني إن هذه الأخبار كاذبة وسلاح الطيران لم يُضرب، لذلك رفضت مصر عرض المندوب الأمريكي في يوم 5 يونيو بصدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار وعودة الأمور إلى ما كانت عليه.
وتابع: "رفضنا لأن وزير الخارجية قالنا الأمور عظيمة، وأحنا لسه هنطلع بالطيران، ورفضنا لأن عودة الامور إلى ما كانت عليه يعني عودة قوات الطواريء، وإحنا قلنا رافضين قوات الطواريء عشان السيادة المصرية".
* محاولات التهدئة
وقال البرادعي أنه فوجيء بعدها يوم 7 يونيو باتصال من وزير الخارجية يطلب منهم قبول العرض الأمريكي، فلم يصدق أعضاء البعثة وكان منهم وقتها السفير نبيل العربي، حتى أن أحدهم طلب من السفير القوني أن يتصل مرة أخرى بالوزير لأنه من الوارد أن يكون هناك من يقلد صوته ليضللهم.
وتابع البرادعي: "بعدها رحنا للمندوب الأمريكي وقلناله نقبل اللي قلته يوم 5 يونيو قالنا ما معناه كان زمان وجبر".
* وقف إطلاق النار
كما روى البرادعي موقفاً آخر وصفه بالفرصة الضائعة، وهو أنه بعد الحرب وصدور قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار دون انسحاب إسرائيل، اجتمعت الجمعية العامة في يوليو وكان هناك مشروع قرار مقدم من 18 دولة، مكون من فقرتين الأولى تنص على الإنسحاب من كامل أراضي 67، والثاني ينص على إنهاء حالة الحرب وحل عادل للقضية الفلسطينية، لكن الدول العربية رفضته وضغطت لإسقاط القرار، حتى سقط لأنه نال أغلبية ضعيفة بحصوله على 57 صوتاً في مقابل 43 دولة رافضة هي الدول العربية وأصدقائها.
وتابع البرادعي: "أنا متذكر لسه وإحنا سنة 67 بنسقف إننا اسقطنا هذا القرار، طيب أسقطنا القرار ليه؟ أنا باسال نفسي النهاردة، مش كان زماننا رجعنا كل الأراضي وأنهينا حالة الحرب، وعمرنا ما كان عندنا تقدير سليم ايه قدراتي وبناء عليه أحدد مطالبي وإمكانياتي".
وأشار البرادعي إلى أن الرئيس الجزائري بورقيبة حين أعلن قبوله إقامة دولة فلسطينية بالضفة وغزة لاقى رفضاً واسعاً وتعرض لإلقاء الطماطم عليه.
* كامب ديفيد فتحت لإسرائيل باب العربدة في المنطقة
قال المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي، إن معاهدة كامب ديفيد أخرجت مصر لمدة 10 سنوات من العالم العربي، و"بعدها عمر ما مصر رجعت كقلب العالم العربي زي ما كانت، وكامب ديفيد فتحت لإسرائيل الباب انها تعربد في المنطقة لأن مصر رمانة الميزان خرجت".
وقال البرادعي، إن القضية الفلسطينية أصبحت الآن "سرابًا"، مضيفا: "الوقت الحالي ليس لدينا المقومات للحديث عن حل عادل للقضية الفلسطينية"، مشيرًا إلى أن العالم العربي الآن في وضع "يذبحون بعضهم البعض".