نادية صالح تكتب: الجرد السنوى مع الذات "4-4"
هذا هو الجزء الرابع مع الجرد السنوى مع الذات الذى تواعدنا أن نجريه..، وإذا كانت الأنفلونزا اللعينة قد أعاقتنى عن الجرد فى الأسبوع الماضى، وهو الأخير من عام 2016، فلابد أن اعترف لكم أن ذلك كان من نوع «المانع خير»..، فلا أظن إما أنه خير ألا تتذكر تلك المآسى والأوجاع التى كانت خلال ذلك العام البائس والحزين إلا عندما نتدارس ما يستفاد منها وذلك ليس مكانه أو زمانه الآن -بل دعونا نطلب من الله أن يجعل من 2017 عام سعد ونصر «v» كما يسمونه «victory» والآن.. عندما أجلس مع نفسى وقلمى أتأمل تلك الأيام الأولى من عام 2017 لا أجد القدرة على نسيان بعض الناس أو على الأصح أصحاب الرسالات الذين غادرونا هذا العام.
سوف نفتقد د. بطرس غالى.. رجل الدبلوماسية المصرى والعالمى.. المسيحى الشجاع.. المدافع عن بلده.. الحافظ والمحافظ على كرامتها وشموخها..، راقبوه فى الأمم المتحدة عندما كان أمنياً عاماً لها..، لقد سجل فى التاريخ أنه المصرى صاحب المبادئ والكرامة والرأى الذى لا تهزه أو تهزمه أمريكا ولا غيرها حتى لو كان الثمن موقعه الهام الذى كان يشغله وقتها.. د. غالى.. غبت ولكن لم تغب يا غالى.. فالكرامة والوطنية لا تغيبان.. ومع بطرس غالى يقف «الأستاذ محمد حسنين هيكل» الكاتب والمفكر والمبدع، شامخاً ومجدداً معتزاً برأيه ومصريته.. عاشقا لمصر ومدافعاً دائماً عن الحق والخير والجمال فى كل شىء..، سيظل «هيكل» «هيكل» الاحترام وربما «هرم» من أهرامات مصر.. «هيكل» الصحافة.. «هيكل» «الجورنالجي» كما كان يحلو له أن يسمى نفسه.. سيظل أسطورة القلم والفكر ولن يغيب مهما طال الزمان..، ومع «غالى» و«هيكل» يقف «زويل».. ليكمل ثلاثى الفكر والإبداع و«العلم».. «زويل» الحاصل على نوبل.. هل يرحل وهل رحل «بطرس» و«هيكل».. أظن أنه من الأنسب أن نسمى رحيلهم هذا.. الرحيل الموجود أو الموصول مثلاً، فرحيلهم يحمل طعم الخلود وأخيرا وليس آخرا لن أنسى مع هذا الجرد السنوى للشخصيات التى تركتنا إلى عالم الخلود.. لن أنسى أحد أبرز عمالقة اللغة.. اللغة الجميلة.. هل تنسى أيها العالم «فاروق شوشة».. ألا يرن صوته الآن فى آذاننا.. صوته الرائق.. الموحى.. يغوص فى معانى الكلمات ليقدمها لك مجسدة وموحية بالمعنى السليم والفكر القويم.. كان عام 2016 حافلاً بالعظماء وهم يرحلون دفعة واحدة تقريبا.. وأظنها دفعة «خلود» «د.غالى»، «هيكل»، «زويل»، «شوشة» أتذكرهم وأفخر أننى عاصرتهم جميعا.. بل قابلتهم وحادثتهم أيضاً.. وهذا فخر كبير وشرف أكبر..
والآن.. وقد جرنا العام إلى ذكريات من رحلوا اسمحولى أن أضع أمنية غالية «أظنها أمنية لنا جميعاً نتمناها ونرجو الله أن يحققها لنا.. لعلنا نحل مشاكلنا الاقتصادية ويتعاطف بعضنا مع بعض ولا ينتهز الفرصة ليحقق المكاسب التى ولا شك زائلة.. فكل شىء فان فى هذه الحياة ولا يبقى إلا وجه الله... ولابد أن ننتبه إلى هذه الحقائق التى ربما نسيناها فى زحة الحياة والمشاكل.. فلننتبه.. انتبهوا يا سادة.. انتبهوا.. الأوطان والقيم والأعمال الصالحة هى الأهم والأبقى.. ويا أيها العام 2017.. خذ من اسمك معنى النصر.. نصراً لكل ما هو حق ولكل ما هو خير ولكل ما هو جميل..