"لو وجدنا من يسمعنا لتركنا صحيفة الجدران".. فن الكتابة بين تشويه المدن وحرية التعبير !

منوعات

تعبيرية - ارشيفية
تعبيرية - ارشيفية


لو وجدنا من يسمعنا لتركنا صحيفة الجدران، الحياة مستمرة والمستقبل ضايع، لا احد سواى يعلم أن قلبي يوجعني، عبارات وغيرها الكثير من العبارات العاطفية والسياسية خطت على جدران المدرسة، وجدران اخرى كتب عليها "لا ترمي الاوساخ هنا"، "ممنوع الوقوف امام الدار"، لم تعد ترى من الجدران شيء فكل ما تريد ان تعرفه من الاخبار يمكنك ان تقرا اقرب جدار من الشارع فتعرف فوز الريال ام خسارة برشلونة او عنوان ما، او حتى رقم هاتف البيت المعروض للبيع، ومما يؤسف له ان هذه العدوى (عدوى الكتابة على الجدران) انتقلت الى أبواب وجدران دورات المياه العامة أيضا.

بدايات فن الشارع
ان "الكتابة على الجدران انتشرت في الستينيات عند أنفاق المترو في فرنسا، حيث تراكمت عبارات الاحتجاج والرفض ضد المجتمع الرأسمالي، فكانت ثورة الشباب في مايو 1968، وبعدها انتشرت في المجتمعات العربية الحديثة، وأصبحت تمثل مجموعة من السلوكيات عند بعض الشباب، فقد اعتبرها البعض منفس وحيد لفراغ اوقاتهم وقد يكون الدافع نفسي، ورغم أن هناك العديد من العبارات الجميلة والمفيدة التي يتهافت الشباب لكتابتها، كأشعار نزار القباني، وخواطر عن الحشد.

لكن تبقى الظاهرة سلبية ويتوجب فرض القوانين الصارمة للحد منها وذلك حفاظا على متملكات العامة والذوق العام كما وصفها البعض الاخر، فقال عنهم انهم غير عابئين بجمال ونظافة المدينة، أحيانا يستعمل المحتجون البخاخات للتعبير عن آراءهم، لو بحثنا عن هذه الظاهرة لوجدها موجودة منذ قديم الزمان، أيام الحضارة الفرعونية والإغريقية و الرومانية، الا انها تطور الجرافيتي عبر الزمن فاستخدام بخاخ دهان أو قلم تعليم أو أي مواد أخرى.

أسباب رئيسية للكتابة على الجدران

- دوافع نفسية مكبوتة عند الشباب.

- ممارسة السب والشتم بغرض الإساءة إلى صاحب الدار او عن عداوة شخصية.

- لا هدف فقط اشباع رغباته والقضاء على الملل.

ـ- ابراز موهبتهم عن طريق الرسم والخط كنوع من الدعاية لموهبتهم الدفينة.

سبل الحد من العوامل السلبية لظاهرة الكتابة على الجدران

- يجب أن تتضافر جهود الجميع من اجل تثقيف افرد المجتمع وزيادة وعيهم للحد من سلبيات هذه الظاهرة.

- الحسينيات وذلك عن طريق إلقاء الخطب والمحاضرات التي تحث على عدم إتباع مثل هذه السلوكيات المشوهة للمدن.

- وضع بعض اللافتات في الشوارع التي تحث الشباب إلى الابتعاد عن مثل هذه الأعمال والتقليل من شأن الذين يقومون بمثل هذه الأعمال.

- استخدام الدعاية الترشدية عن أضرار الكتابة على الجدران، وان هذا السلوك ناتج عن مشاعر وأفكار مكبوتة لم يتمكن صاحبها من إظهارها في صوته، فيجبر المجتمع على تقبله فكرته وكلماته، بالكتابة أو الرسم على الحائط وبعضهم يبدع مع كل هذا.

- ضرورة الالتزام بالقانون لحماية المدن من التشويه.