اعترافات ومتعلقات قاتل صاحب محل الخمور تكشف انتمائه الإخواني والداعشي.. وجيرانه: كان متدينا وانطوائيا

حوادث

شعار الإخوان على
شعار الإخوان على باب منزله

نجحت إدارة البحث الجنائي بالإسكندرية بالتعاون مع ضباط الأمن الوطني من إلقاء القبض على "عادل عبد النور السيد" الذي ذبح صاحب المحمصة وبيع الخمور "يوسف لمعي" الكائن محله بشارع خالد ابن الوليد، وذلك خلال 24 ساعة من وقت حدوث الواقعة.

وكشفت تحقيقات البحث الجنائي مع المتهم بأنه يتبنى الفكر التكفيري، ورصد المجني عليه، لقتله ذبحًا، عقب تحذيره قبل الواقعة بعدم بيع الخمور مرة أخرى، وأنه قتله، وذلك لمخالفة فعل "يوسف لمعي" لمعتقده الديني.

وقال اللواء شريف عبد الحميد مدير إدارة البحث الجنائي، لـ"الفجر"، إن القاتل يعتنق الفكر التكفيري، ومن خلال التحقيقات لم تظهر عليه علامات الاضطراب النفسي، وقد كان شخص متزن، وكان يخطط لاستهداف عدد من الاشخاص، وأنه لا يفرق بين مسلم ومسيحي، وأنه قد قام قبل الحادثة بتنبيه المقتول "يوسف لمعي" بعدم بيع الخمور مرة أخرى، وأنه ظهر من خلال التحقيقات أن الجاني كان يرصد المجني عليه، وأنه كان يستهدف شخصه، لأنه كان يبيع الخمور.

ونوه مدير إدارة البحث الجنائي، بأن الجاني ليس عليه أية قضايا سياسية أو جنائية من قبل، وقام بالحادثة دون توجيه من أية أشخاص، وأنه لا ينتمي لأي جماعة محددة، ولكنه ليس متعلم ومعتنق الفكر التكفيري، وكان متزوج ولديه أطفال، وأضاف الجاني في التحقيقات أنه قتله، لأن تفكير المجني عليه مخالف لاعتقاده الديني.

وعلى الرغم من انتهاء مديرية أمن الإسكندرية والأمن الوطني من التحقيقات مع المتهم وتحويله إلى النيابة، إلا أن الطريقة التي تبناها الجاني، وثيقة الصلة بطريقة تنظيم "داعش" الارهابي بذبح المعارضين لهم، وتعد الواقعة الأولى التي يتبناها أحد المتطرفين على طريقة تنظيم داعش داخل مصر.

واستطاعت "الفجر" عقب إلقاء القبض على المتهم، الوصول إلى منزله بمنطقة أرض الطنطاوي شرق الإسكندرية، والذي يتكون من غرفة صغيرة، وعلق شعار جماعة الإخوان المحظورة على حائط المنزل، الأمر الذي يشير إلى انتمائه الفكري والعاطفي مع تنظيم الجماعة.

وتفاجأ جيران المتهم "عادل عسلية" بقيامه بتنفيذ تلك الواقعة، وذلك بسبب انطوائه عن الجيران وترك انطباع التدين عنه، وأكد شهود عيان من أهالي منطقة دربالة بالإسكندرية، أن "عادل عسلية" قاتل صاحب محل الخمور، قد اختبأ آخر ساعاته قبل القبض عليه داخل منزل شقيقته في المنطقة، وقبل إلقاء القبض عليه ترك الحقيبة الخاصة به أمام باب العقار، وأخرج سكينة وحاول الهرب بها، إلا أن أحد أهالي المنطقة تمكن من عرقلته، وقامت قوات الأمن بالقبض عليه.

وأضاف شهود العيان لـ"الفجر"، أن المتهم كان دائمًا منطويًا، وكان يحرص على عدم الاختلاط بأحد، حيث كان يأتي من حين إلى آخر لزيارة نجلة شقيقته والاطمئنان عليها، ولم يصدر عنه أي مشاكل، وكان الجميع يحترمه لكونه شخص متدين.

وعن مقطع الفيديو المنتشر أثناء القبض عليه، كشف أهالي المنطقة، عن قيام قوات الأمن بإطلاق النيران أثناء واقعة القبض عليه، وكانت المنطقة بأكملها في حالة ذعر نتيجة لضرب النيران في الهواء من قبل الأمن، إلا أن عدد من المخبرين طلبوا من بعض شباب المنطقة القيام بتصوير واقعة القبض عليه، قائلًا: "صورونا زي ما بتصوروا سلبياتنا".

وتواجدت كاميرا "الفجر" داخل منزل نجلة شقيقة "عادل عسلية" المتهم بقتل صاحب محل الخمور، والذي يقع بمنطقة دربالة شرقي الإسكندرية، والذي قام بالاختباء به قبل القبض عليه بعدة ساعات.

وتقع شقة نجلة شقيقة المتهم في الطابق الأرضي، وتتكون من حجرتين صغيرين، وتبدو عليها الفوضى لقيام قوات الأمن بالتفتيش بداخلها قبل إلقاء القبض عليه، للعثور على أي دلالات للواقعة.

وقالت "سارة" نجلت شقيقة المتهم، إنها تفاجأت بقيام قوات الأمن بالدخول إلى منزلها والتفتيش بداخله عن أوراق أو أشياء تدل على الواقعة، وقيام قوات الأمن باقتيادها للتحقيق معها ثم إطلاق سراحها مرة أخرى، مشيرة إلى أنها لم تكن على علم من الواقعة إلا من جيرانها، مضيفة أنها وجهت سؤالها لقوات الأمن أثناء اقتيادها إلى القسم عن الدافع للقبض عليها وتفتيش منزلها، وكان الرد: "أبقي أسالي الناس".

وأكدت "سارة"، أن خالها المتهم كان دائم الحرص على زيارتها، وكانت يملكه طابع الهدوء التام، وعدم الاحتكاك مع أى شخص، منوهة بأنها فى حالة استغراب مما يحدث، وأن خالها متدين ولكن ليس تكفيريًا.