دراسة تؤكد أن المادة الشمعية في الأذن ضرورية لصحتها ووقايتها من الأمراض !
يحذر الأطباء من أن محاولة الشخص إزالة المادة الشمعية من القناة السمعية قد يلحق الضرر بالأذن، وبحسب التعليمات الإرشادية الجديدة التي أصدرتها الأكاديمية الأمريكية لطب الأنف والأذن والحنجرة، فإن الجسم يُفرز المادة الشمعية لتنظيف الأذن ووقايتها من الجراثيم والفضلات المختلفة، إذ إنها تساعد على جمع تلك الفضلات وذرات الغبار ومنعها من الوصول إلى تجويف الأذن.
يقول الدكتور سيث شفارتز رئيس لجنة تحديث التوصيات في الأكاديمية: "يرغب الكثير من الناس بإزالة المادة الشمعية من آذانهم لاعتقادهم بأنها دليل على عدم نظافة الأذن، وهو تصور خاطئ وينجم عنه عادات صحية سيئة".
ويُضيف شفارتز: "إن القيام بالحركات الفموية المختلفة، مثل تحريك الفكين والمضغ، يساعد على دفع المادة الشمعية باتجاه فتحة الأذن حيث تطرح غريزياً خارج الجسم في أثناء الاستحمام أو غسل الوجه، وهي عملية طبيعية ومستمرة، ولكنها قد تتباطأ أو تتوقف لسبب ما، مما يؤدي إلى تراكم المادة الشمعية في المجرى السمعي وقد تسده بالكامل. وقد يعتقد الشخص بأن استخدام عود قطني أو أداة بلاستيكية رفيعة أو غير ذلك سيزيل هذه المادة الشمعية من أذنه، ولكنه في الحقيقة يدفعها أكثر باتجاه القناة السمعية".
يقول شفارتز: "قد يسبب دخول أي جسم غريب إلى داخل الأذن جملة من المشاكل الخطيرة، مثل انثقاب غشاء الطبل أو أذية القناة السمعية، وهو ما قد يؤدي إلى ضرر مؤقت أو دائم في السمع".
جرى نشر التعليمات الإرشادية الحديثة في الثالث من شهر يناير الحالي في مجلة طب الأنف والأذن والحنجرة Otolaryngology -- Head and Neck Surgery، وتنص هذه التعليمات أيضاً على أن الإفراط في غسل القناة السمعية قد يُسبب الضرر لها، مثل العدوى وزيادة احتمالات تراكم المادة الشمعية وانحشارها.
وتقدم التعليمات الإرشادية الجديدة بعض النصائح لوقاية الأذن، نذكر منها:
تجنب الإفراط في تنظيف الأذن، فمن شأن ذلك أن يُخرش القناة السمعية أو ينقل العدوى لها.
تجنب حشر أية أجسام غريبة في الأذن، مثل الأعواد القطنية أو دبابيس الشعر أو نكاشات الأسنان، فجميعها قد تسبب انثقاباً في طبلة الأذن أو تخريشاً للقناة السمعية أو حتى أذية العظيمات السمعية، ما قد يؤدي إلى مشاكل سمعية عديدة، مثل ضعف السمع أو الدوخة أو طنين الأذن.
تجنب استخدام ما يُسمى بشموع الأذن ear candles، فلا يوجد دليل علمي على أنها تُزيل المادة الشمعية المنحشرة في الأذن، بل على العكس قد تسبب أضراراً جسيمة للقناة السمعية وطبلة الأذن.
ينبغي طلب المساعدة الطبية عند الإصابة بضعف في السمع أو الشعور بامتلاء الأذن، أو خروج مفرزات أو نزف منها أو الإحساس بألم فيها.
ينبغي استشارة الطبيب حول الطرق المنزلية الصحيحة للتخلص من تراكم المادة الشمعية في الأذن، والانتباه إلى أن بعض الحالات الطبية أو الأمراض السمعية تتعارض مع تلك الطرق.