دراسة حديثة تكشف عن علاقة محتملة بين بدانة الأبوين وتأخر نمو الطفل !
توصلت دراسة حديثة إلى أن الأطفال المولودين لأبوين بدينين قد تظهر لديهم علامات تأخر في النمو بعمر ثلاث سنوات، مثل ضعف المهارات الاجتماعية والمهارات الحركية.
وبحسب الباحثين، فإن هذه المشاكل التطورية تختلف بحسب ما إذا كان كلا الأبوين بديناً أو أحدهما فقط.
تقول المعدة الرئيسة للدراسة إيدوينا يونغ، الباحثة في قسم أبحاث صحة السكان الجماعية في المعهد الأمريكية لصحة الطفل والتطور البشري: "لقد وجدنا بأن بدانة الأم ترتبط بتأخر تطور المهارات الحركية عند الطفل، في حين أن بدانة الأب ترتبط بتأخر تطور المهارات الشخصية والاجتماعية عند الطفل، في حين أن بدانة كلا الأبوين ترتبط بتأخر تطور مهارات حل المشاكل عند الطفل".
وتؤكد يونغ على أن الدراسة اعتمدت فقط على معاينة بيانات الأطفال وأهاليهم، ما يعني بأنها لم تثبت علاقة سبب ونتيجة بين بدانة الأهالي وتأخر نمو الأطفال، وإنما مجرد ارتباط بينهما يحتاج إلى إجراء المزيد من الدراسات لتفسيره وفهم آليته.
قام الباحثون بتحليل بيانات أكثر من خمسة آلاف امرأة بريطانية وأزواجهن وأطفالهن، كانوا قد شاركوا في دراسة حول تأثير أدوية علاج العقم على تطور الطفل منذ الولادة وحتى عمر 3 سنوات، وقد جرى جمع تلك البيانات في الفترة بين عامي 2008 و 2010.
وجد الباحثون بأن الأطفال بعمر 3 سنوات المولودين لأمهات بدينات كانوا أكثر عرضة للفشل في اختبار المهارات الحركية الدقيقة (باستخدام الأيدي والأصابع) بنسبة 67 في المائة، وذلك عند مقارنتهم مع أقرانهم المولودين لأمهات يتمتعن بأوزانٍ طبيعية.
كما وجد الباحثون بأن الأطفال بعمر 3 سنوات المولودين لآباء بدينين كانوا أكثر عرضة للفشل في اختبارات المهارات الشخصية والاجتماعية بنسبة 71 في المائة، وذلك عند مقارنتهم مع أقرانهم المولودين لآباء يتمتعون بأوزانٍ طبيعية.
أما الأطفال بعمر 3 سنوات المولودون لآباء وأمهات بدينين، فقد كانوا أكثر عرضة بنسبة 3 أضعاف للفشل في اختبارات مهارات حل المشاكل، وذلك عند مقارنتهم مع أقرانهم المولودين لآباءٍ وأمهاتٍ يتمتعون بأوزانٍ طبيعية.
وتقول يونغ، بأنها عاجزة حالياً عن تفسير ذلك الارتباط الغريب بين أوزان الأهالي وأداء أطفالهم في اختبارات التطور المختلفة. ولكن فيما يخص بدانة الأمهات تحديداً، فقد وجدت بعض الدراسات السابقة على الحيوانات بأن الالتهاب في الجسم الناجم عن البدانة قد يؤثر سلباً في تطور دماغ الجنين.
تقول يونغ: "أعتقد بأن الأمر عائد إلى طفرات وراثية أو عوامل جينية موروثة. ولا بد من إجراء المزيد من الدراسات التي تركز على فهم تطور الطفل من خلال صحة الأم العامة وصحتها في أثناء الحمل، بالإضافة إلى صحة الأب العامة أيضاً".