التقارب "المصري السعودي".. خبراء يكشفون الأسباب الخفية وراء إنهاء التوتر بين البلدين

تقارير وحوارات

السيسي والعاهل السعودي
السيسي والعاهل السعودي



فصل جديد تشهده العلاقات المصرية السعودية، توقع البعض السيناريو الخاص به بزيارة مرتقبة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى القاهرة، بعد أشهر من التوتر ومحاولات للتقارب بين البلدين بائت جميعها بالفشل.

وكشفت مصادر دبلوماسية مصرية رفيعة المستوى عن استعدادات سرية بالقاهرة لتنسيق زيارة للعاهل السعودي الملك، سلمان بن عبد العزيز إلى مصر قريبا.

وفسر بعض المحللين والمختصين بالشأن العربي السر وراء هذا التقارب وعودة العلاقات بين البلدين إلى ما كانت عليه من قبل، مشيرين إلى أن اتفاقية إعادة ترسيم الحدود كانت "كلمة السر" وراء ذلك، وهو ما أوضحوه خلال السطور التالية.


زيارة مرتقبة ستوحد وجهات النظر
من جانبه رأى الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، أن هناك العديد من القضايا الدولية المهمة لمناقشتها من قبل الطرفين خلال الفترة القادمة، والتي ستكون سببًا في لقاء مرتقب بين الرئيس السيسي والعاهل السعودي، موضحًا أن على رأس تلك القضايا اتفاقية ترسيم الحدود وأيضًا الملف الأمني في الشرق الأوسط.

وأضاف "كمال"، في تصريح لـ"الفجر"، أن هذه الزيارة تأتي في توقيت هام للغاية، خاصة بعد حدة التوتر في العلاقات بين البلدين، متوقعًا أن يكون لها أثرًا إيجابيًا على البلدين في توحيد وجهات النظر.

الوصول لنقطة توافق
وقال الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ الاقتصاد السياسي، في الجامعة الأمريكية، إن زيارة العاهل السعودي، تأتي تزامنًا مع استعداد البرلمان المصري لمناقشة اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية.

 وأضاف "السيد"، في تصريح لـ"الفجر"، ربما تتصور الحكومة أن مجلس النواب سيوافق على هذة الاتفاقية بعد إجراء استفتاء على الاتفاقية، وتنازل مصر عن الجزيرتين للسعودية،لأنها العائق الأكبر في العلاقات بين البلدين.

وأشار أستاذ الاقتصاد السياسي في الجامعة الأمريكية ، إلى أن هناك العديد من القضايا الدولية والهامة في المنطقة، من الممكن أن يكون الطرفين وصلا  لنقطة تواصل واتفاق فيما بينهم كملف سوريا، فضلا عن تقارب وجهات النظر وإعطاء البلدين فرصة للتفاوض السياسي حول باقي الموضوعات محل الخلاف بين القاهرة والرياض.

"تيران وصنافير" كلمة السر التي انهت التوتر بين البلدين
وتوقع الدكتور مختار غباشي، الباحث في الشان العربي، أن "تيران وصنافير" كلمة السر التي انهت التوتر بين الجانبين"المصري- السعودي"، لاسيما وأن هذا الملف كان الورقة الأكثر ضغطًا على  الجانب المصري، وكان الشرط الرئيسي من قبل المملكة العربي السعودية لبداية التصالح بين الطرافين.

وأوضح" غباشي"، في تصريح لـ"الفجر"، أن الفترة الماضية كان هناك وفود سعودية تزور مصر بشكل غير معلن، والعكس وفود مصرية تزور المملكة؛  لبحث سبل التوافق في نقاط الخلاف بين البلدين، وهو ما جعل مسار اتفاقية ترسيم الحدود تتغير بشكل سريعًا، لإنتهاء الاحتقان بين البلدين.

وأشار الباحث في الشان العربي، إلى أن ماحدث في قضية "تيران وصنافير" يشير إلى أن في الأفق شيئا ما، موضحًا أن مجلس الوزراء صدق عليها بشكل سريع يوم الخميس الماضي، ثم يحلها للتصويت عليها من مجلس النواب، ثم تخرج دائرة القضاء المستعجل في عابدين وتقوم بابطال الحكم، مشيرًا إلى أن هناك أمر ما متفق عليه، واصفًا الأحداث المتتالية في القضية بـ"السيناريو غير الطبيعي".