"شحات" النحاسين.. 6 ساعات في مواجهة النار (تقرير فيديو)

لقاء مع أحد المواطنين
لقاء مع أحد المواطنين بالجمالية



مكان يحوي تفاصيل شتى؛ ففور مرورك به ينقلك من عالمك الحالي إلى آخر اشبه بمنطقة أثرية ذات معدات بدائية، وعمال بسطاء يحولون الخامات من خلالها إلى أشكال زخرفية ذات منافع عدة، تجذب كل من يراها وتستثيره لشرائها.

عثر "الفجر تي في" في جولته بمنطقة الجمالية على شحات سعيد يجلس بمكان ذو معالم آثرية جذابة منذ 42 عام، كثيرًا ما كان يحلم بورشة صغيرة لتقطيع المعدن وتشكيله؛ ليصبح أشياء تستخدم إما لتزين البيوت كالنجف، وإما لتصنيع أواني الطهي بأشكال مختلفة، وغيرها، وسرعان ماتحقق حلمه وبدأ العمل بمهنة أحبها واتقنها جيدًا بمعدات وماكينات بدائية كادت أن تنقرض في عصرنا هذا. 


يروي "شحات" مراحل مهنته بداية من جلب خامات النحاس والألمونيوم مرورًا بتقطيعه وتدوريه حسب الشكل المراد تصنيعه، من خلال مقص ضخم الحجم يحول الخامة إلى دوائر يسهل تشكيلها، نهاية إلى وضعها على قالب معين للخروج بها في شكلها الأخير قبل مرحلة طلائها.


يبدأ عمله من الحادية عشر صباحًا وحتى الخامسة ليلًا، لا يكل ولا يمل يومًا ما، يتعرض خلالها لمخاطر كثيرة بسبب شظيات النيران المتناثرة، أثناء تدوير الخامات حسب الشكل المطلوب، والتي كادت أن تقضي على بصره  للأبد، ولكنه يسلم أمره لله ومازال يتحمل عواقب مهنته لعشقه الشديد لها.


يقول "الشحات" إنه لديه خمس أبناء جميعهم في مراحل التعليم المختلفة يحتاجون لمصاريف باهظة، ولكن الوضع الحالي للمهنه يرثى لها ووصل بها الحال للإنقراض، بعد أن غزت الصين الأسواق المصرية، بكافة المنتجات، الأمر الذي جعلها تقضي على الورش المصرية البسيطة من الأساس وتوقف حال مبتكريها.


وبنبرة صوت حادة؛ طلب "عم شحات" من الشباب الراغب في معرفة تلك المهنة أخد طريقًا أخر بخلافها لمخاطرها وصعوبة عملها من جهه، وانقراضها مع مرور الوقت من جهة أخرى.