اغتصاب الأطفال.. ظاهرة هزت عرش الإنسانية
"متآمنش على إبنك وهو في المدرسة".. جملة شاع استخدامها بين أولياء الأمور في الفترة الأخيرة، بسبب تزايد حالات التحرش الجنسي والاغتصاب داخل المدارس والحضانات، الأمر الذي جعل هذه الأماكن غير آمنة لتواجد الأطفال بها.
عادةً ما تكون ممارسة التحرش الجنسي بالأطفال داخل المدارس بسبب الإضطراب النفسي للمدرسين، وغياب الرقابة على الأطفال، الأمر الذي أدى لتزايد نسبة تلك الحوادث، فبالرغم من أن الكثير منها غير معلن إلا أن الذي وصل لنا منه كثير.
وخلال السطور التالية تستعرض "الفجر" أشهر حالات اغتصاب جنسي للأطفال، كما رصدنا من خلال خبراء علم نفس والاجتماع أسباب تفاقم تلك الظاهرة الخطيرة.
أشهر حوادث الاغتصاب والتحرش الجنسي
- اغتصاب طفل حتى الموت بـ"دار السلام"
في ديسمبر الماضي، تعرض طفل للاغتصاب داخل حضانة بمنطقة دار السلام بالقاهرة، وعلى إثر ذلك قررت النيابة تشريح الجثة لبيان سبب الوفاة وإعداد تقرير فنى بالصفة التشريحية للجثمان.
كان أصيب طفل يبلغ الرابعة من عمره بحالة إعياء شديدة عقب عودته إلى منزله مما اضطر والدته لنقله إلى مستشفى الحميات بالعباسية، للكشف الطبى عليه، ولكنه توفى على إثر إصابته قبل الوصول إلى المستشفى.
وأثبت الكشف الطبي على الطفل، تناوله كمية كبيرة من أقراص الترامادول المخدر وتعرضه للاغتصاب.
- اغتصاب طفل بمدرسة المعادي الدولية
وفي أكتوبر 2016، وقعت حالة اغتصاب جنسي لطفل بمدرسة المعادي الدولية، حيث كشفت إيمان رجب، والدة الطفل أن ابنها تعرض للاغتصاب داخل المدرسة، وإنها وجدت آثار اعتداء جنسي وحشي عليه.
وأضافت إيمان، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي وائل الإبراشي، أن ابنها مصاب بمرض التوحد ولا يتكلم، وهذا ما استغله المعتدي عليه.
وأشارت إلى أنها اتخذت كل الإجراءات القانونية ضد المدرسة، مشيرة إلى أنها استخرجت تقريراً طبياً يكشف أن المعتدي رجل كبير في السن وليس طالباً، وإنه استغل حالة ابنها الصحية، وعدم قدرته على النطق لينفذ جريمته.
- اعتداء جنسي بمدارس الفيوتشر
وفي مدارس "الفيوتشر" الشهيرة تم الاعتداء الجنسي على 5 أطفال من قبل عامل نظافة لا يتجاوز عمرهم الخمس سنوات، في إبريل الماضي، وقد أثارت تلك الحالة الجدل وصل لمطالبة الأهالي بإعدام المغتصب.
- تأثير الاغتصاب على الطفل
وحول هذه الظاهرة قال جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، إن الحالة النفسية للطفل الذي يتم اغتصابه، أو التحرش به جنسياً تكون سيئة جداً، فمصير ذلك الطفل يكون في ثلاث طرق، الأولى أن يكون في كِبره مغتصب ومتحرش للأطفال، للإنتقام لما وقع عليه في صغره، فمغتصب ومتحرش اليوم، سيخرج لنا جيلاً من المغتصبين الغد.
وأوضح فرويز، في تصريحات لـ"الفجر" أن الطريق التاني الذي سيقع على الطفل الضحية هو كره التعليم، والطريق الثالث إما الإكتئاب والعزلة، او التعب الجسدي، بسبب تلك الفعلة المشينة، قائلاً: "فالتحرش بالأطفال واغتصابهم سينتج لنا جيلاً من الجهلة غير المتعلمين، والمتوحدين، والمرضى أصحاب العقد".
- أسباب توجه الشخص لاغتصاب الأطفال
وأكد أستاذ الطب النفسي، أن الأسباب التي تجعل البعض يلجأ إلى اغتصاب الأطفال هي اضطرابات نفسية مع المغتصب منذ الصغر، فوقوع أزمة معه وهو صغير سبب رئيسي في اضطرابه النفسي في الكبر، موضحاً أن السبب الثاني هو قيام المغتصب في صغره بأفعال مشينة مع بني جنسه الأمر الذي يجعله يبحث عن ضحايا آخرين عندما يكبر، قائلاً: " سبب ذلك في مشاهدة أفلام جنسية، أو وقوع مثل تلك الافعال الجنسية أمامه من الأب والأم فعلاقتهم الحميمية أمام الأطفال سبب أساسي في محاولة تقليد الطفل لتلك العادات في صغره مع طفل مثله، ومن ثم يكبر ويحاول تنفيذه مع أطفال حتى لا يكتشفون شذوذه".
- تأثير انتشار ظاهرة اغتصاب الأطفال على المجتمع
وأضاف حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع، أن ظهور متحرش جنسي أو مغتصب واحد للأطفال، يهدد المجتمع ككل، وتأثيره سلبي، حيث أنه يستهدف شريحة الأطفال أهم شرائح المجتمع، مؤكداً أن تلك الشريحة إذا أصابها أي إضطراب سيتأثر المجتمع ككل.
وأشار الخولي، في تصريحات لـ"الفجر" أن اي إضطراب في شريحة الأطفال سينتج لنا جيلاً مُدمّر نفسياً، ومُشوش الشخصية، وهو ما يهدد مستقبل الدولة التي تعتمد على الأجيال القادمة لاستكمال مسيرتها.
- كيف توقف الظاهرة؟
وطالب أستاذ علم الاجتماع، بتشديد العقوبات على المتحرشين والمغتصبين، مع تصعيد ذلك التشديد في حالة إذا كان الضحية طفل، قائلاً: "تشديد العقوبة هي الرادع الوحيد الذي سيوقف تفشي تلك الظاهرة لحماية المجتمع والدولة".