بعد ذبح بائع خمور الإسكندرية.. السلفية تتبرأ من الجاني.. وخبراء يؤكدون: "داعشي"
على الطريقة الداعشية أقدم مٌلتحي على ذبح صاحب محل خمور، بمدينة الإسكندرية، وهو ما استنكره بعض الخبراء والمختصين في شؤون الجماعات الإسلامية، مؤكدين أن الفاعل يعتنق الفكر الداعشي، ومشددين على ضرورة تجديد الخطاب الديني لمواجهة الفكر المتشدد الذي بات كـ"الفيروس" الذي يهدد المجتمع.
وشهد شارع خالد بن الوليد في شرق الإسكندرية، اليوم الثلاثاء، حالة ذعر بين المواطنين، إثر ذبح مجهول "لمعي يوسف" أحد أكبر تجار الخمور في الإسكندرية، وتطارد حاليا الأجهزة الأمنية الفاعل بعد هروبه فور ارتكاب جريمته.
منفذ العملية يعتنق الفكر الداعشي
قال الدكتور أحمد بان، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن قاتل بائع الخمور يعتنق فكر "داعش"، حيث إنه اتخذ نهجهم في عملية الذبح، مشيرًا إلى أنه قد يكون مرتبطًا بمجموعة متطرفة وتشبع بأفكارها وقرر أن يطبقها برغبة ذاتيه منه.
وأضاف"بان"، في تصريح لـ"الفجر"، أن من المحتمل أن يكون القاتل ينتمي بالفعل لتنظيم داعش، لافتًا إلى أن التنظيم قد يكون استخدمه في عمليات متدرجة من أجل نشر الفوضى في مصر عبر استهداف الأقباط.
داعش يستهدف أقباط مصر
وتابع: "داعش راهن على استهداف الأقباط في الثلاث أعوام السابقة من خلال حكم جماعة الإخوان المسلمين، و لم تتمكن الجماعة من مساعدتهم على الوصول لأهدافهم، فقاموا بانضاج أهدافهم عبر استغلالهم عناصرهم الداخلية داخل مصر، وهو ما تم فعليا في تفجير الكنيسة البطرسية، واليوم بذبح قبطي، لاشعال الفتنة الطائفية وزعزعة استقرار مصر".
وأشار الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إلى أن الفكر الداعشي احتل دولتين ذو أهمية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط (سوريا والعراق)، وأخرجهم من دائرة الدول إلى دول الفوضى، مؤكدًا أن هذا التنظيم يسعى لاشعال مزيد من نشر الفوضى في باقي الدول مثل مصر لأنها جغرافيا من أكبر دول المنطقة.
خطة داعشية
وقال اللواء خالد عكاشة, الخبير الأمني، إن طريقة الذبح التي استخدمها ملتحي الإسكندرية, لذبح بائع الخمور هي وسيلة من وسائل تنظيم داعش الإرهابي لتصدير الرعب للشعب المصري, حيث أن التنظيم يسعى أن يوصل للمواطن العادي أن استهدافه سهل, وأن هدف التنظيم هو تطبيق منهجه على الكل وليس محاربة الجيش فقط, إنما محاربة كل من لا ينتهج نفس نهجهم وفكرهم الداعشي.
وأكد عكاشة في تصريحات لـ"الفجر", أن الحل الوحيد لإيقاف تفاقم تلك الأفعال الإرهابية هو تجديد الخطاب الديني من قبل الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف حتى لا ينضم الكثيرين لهذا الفكر الداعشي, مضيفًا أن الحل الثاني هو قيام الجيش والشرطة بتعقب تلك الخلايا الإرهابية والقبض عليهم, ومعاقبة قياداتها حتى يتعظ من ورائهم ليوقفوا تلك الأعمال الإرهابية.
وأضاف الخبير الأمني, أن استخدام طريقة الذبح, واستهداف مواطن عادي, هي خطة داعشية لتصدير الرعب داخل نفوس المواطن العادي, حتى يقدم ولائه لهم, فيجب على القوات الأمنية سرعة التعامل مع الموقف لإفشال تلك الخطة الخطيرة التي إذا وصلت لنفوس الشعب سيكون الوضع خطير.
السلفية تتبرأ من الجاني
واستنكر شعبان عبد العليم، نائب رئيس حزب النور السلفي، حادث الإسكندرية الذي استهدف بائع الخمور، قائلاً: " قتل بائع الخمور بيد رجل ملتحي ليست جريمة سلفية، فليس كل ملتحي سلفي، ويوجد الكثير من البلطجية ملتحين".
وأشار عبد العليم، في تصريحات لـ"الفجر" إلى أن هناك الكثير يحاربون السلفيين، ونحن سنتابع الحادث لنكشف الجهة التي تسعى لتوريطنا، من خلال الزج بملتحي في جريمة كهذه، لتشويه صورة السلفيين.