بعد الارتفاع الجنوني في أسعارها.. مدخنون يكشفون عن بدائلهم لـ"السجائر".. وطبيب يحذر من كارثة

تقارير وحوارات

ارتفاع أسعار السجائر
ارتفاع أسعار السجائر



حالة من العشوائية والتخبط أصابت المُدخنين عقب الزيادة الجنونية التي شهدتها أنواع "السجائر" المختلفة خلال الفترة الأخيرة، وخاصة المستوردة منها، الأمر الذي جعلهم يضطرون إلى التوجه لبدائل أخرى كـ"الشيشة" أو استخدام سجائر صينية لرخص ثمنها، وهو ما حذر منه أحد الأطباء لما يهدد حياتهم من أضرار كبيرة قد تصل إلى حد الإصابة بـ"الأمراض السرطانية".

ورصدت "الفجر" في السطور التالية بدائل الشباب للسجائر عقب ارتفاع أسعارها.


التغيير للأرخص
"الفجر" قامت بجولة لاستطلاع آراء عدد من الشباب الذين تضرروا من ارتفاع أسعار السجائر، فيقول "سعد إبراهيم": "أنا كنت بشرب سجاير "ميريت" ودلوقتي وصل سعرها لـ31 جنيه، ولأني مش هقدر اشتريها غيرت نوع السجاير بـ"السجاير الصيني"، سعرها أقل بـ15 جنيه، اضطريت أغيرها علشان مش هقدر مشربش، هو التغيير تعبني جدا بس مكنش قدامي حل غيره.


هنلم إيدينا ونحافظ على صحتنا
فيما سخر عزت محمود، قائلا: "ارتفاع أسعار السجاير خلاني اقتصادي، ومحافظ على صحتي، زمان كنت بجيب علبة السجاير وبوزعها على أصحابي، دلوقتي سجايري ليا لوحدي ومحدش بيشرب منها نهائي، السجاير غالية هكفي صحابي منين؟؟..ومش كده وبس السجاير لما غليت كمان بقيت بشرب سجارة واحدة في اليوم، وبكده صحتي هتتحسن..أتاري الحكومة بتحافظ على صحتنا وبتعلمنا نلم إيدينا عن صحابنا ونبطل نوزع سجاير عليهم".


حيل وبدائل الشباب للسجائر
وأضاف محمد سيد, أن الشباب حالياً يقومون بالعديد من الحيل لمواجهة غلاء الأسعار, فمنهم من يقوم باستبدال السجائر بـ"الشيشة", حيث أن سعرالأولى أغلى, ومنهم من يقوم باللجوء لشراء السجائر "الفرط", ومنهم من يشتري نوعين سجائر نوعه الغالي الذي تعود عليه, ونوع ردئ لكي يدخل لجسمه كمية النيكوتين التي اعتاد عليها حتى لا يتعب جسده.

وروى محمد تجربته قائلاً: "أنا لجأت للكثير من الحيل, فجربت تارة الشيشة, والآن أقوم بشراء نوعين سجائر "إل إم" التي وصل سعرها لـ24 جنيه, والنوع الثاني "بوكس" والتي وصل ثمنها لـ18 جنيه, وأقوم بتقسيم علبة السجائر الغالية على 3 أيام, والأخرى أقوم بتناولها حتى أدخل لجسمي نفس كمية النيكوتين المعتادة حتى لا أتضرر, أو أقوم بتوزيعها على أصحابي, فلا أقوم بإعطاء أي أحد سيجارة واحدة من النوع الغالي".


استغلال الباعة
فيما ندد محمود أحمد، بارتفاع الأسعار، قائلاً: "الأسعار كل يوم بتزيد، وعلى حسب مزاج البياع، لو محلين جنب بعض بنلاقي السجاير هنا بسعر وهنا بسعر"، موضحاً أنه ليس ضد غلاء سعر السجائر، ولكنه ضد عدم الرقابة على البائعين الذين يستغلون الموقف ويقومون بزيادة الأسعار على حسب أهوئهم، ويستغلون المدخنين.


الحسنة الوحيدة لارتفاع الأسعار

وأكد يحيى إبراهيم، أن ارتفاع الأسعار كان سببًا في إقلاعه عن التدخين, موضحًا: "كنت من المدخنين بشراهة، وكنت أتناول السجائر (المارلبورو) ولكن بعد غلاء سعرها الذي وصل لـ30 جنيه، كنت أحاول تغييرها، فجربت جميع أنواع البدائل كشراء النوع الأرخص، أو استبدالها بالشيشة، ولكن كل ذلك لم ينجح، حتى تمكنت من التوقف عن التدخين، وذلك كان الحسنة الوحيدة من هوجة ارتفاع الأسعار".


عودة شراء "الفرط"
ومن ناحية أخرى أوضح عم سعد، بائع سجائر، أن ارتفاع الأسعار تسبب في عزوف الشباب عن شراء السجائر الغالية الثمن، وجعلتهم يلجأون للأنواع الصيني، أو الأقل سعراً، أو شرائها ولكن فرط، قائلاً: "أنا الكشك بتاعي لا يوجد به بيع للسجائر إلا لسجائر البوكس والكليوباترا، فقليل جداً من يأتي لشراء الأنواع الغالية كـ(الميريت، المارلبورو، النيكست، إل & إم) وأصبح الإقبال كبير على الأنواع الأرخص كـ(البوكس، الكليوباترا)"، موضحاً أن عادة شراء السجائر الفرط عادت وبقوة أيضاً تلك الفترة, حيث أن الكثيرين يقومون بشراء أنواعهم المفضلة فرط بسبب غلاء أسعار العلبة.


تغيير أنواع السجائر يسبب "السرطانات"
ومن جانبه قال دكتور عصام المغازي، استشاري أمراض الصدر، إن تغيير نوع السجائر يضر بصحة الإنسان، بسبب تغيير نسب النيكوتين والقطران التي تختلف من نوع إلى آخر،, مشيراً إلى أن تغيير نوع السيجارة سيسبب ظهور تلك الأعراض على المدخن مثل "السعال المستمر المصاحب بالبلغم والشعور بالاغماء والاكتئاب والاحباط".

وأشار المغازي، في تصريح لـ"الفجر"، إلى أن السجائر المغشوشة والمقلدة التي لا تتبع المعايير والمواصفات القياسية المصرية لمنتجات السجائر والصادرة من الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة، نسبة القطران بها أقل، ولكنها تحتوي على 4000 مادة كيميائية،40 منها تسبب السرطان و أمراض أخرى و بالتالي حتى السجائر الخفيفة ضارة على الصحة.

وأوضح استشاري أمراض الصدر، أن السجائر اليدوية خطيرة أيضاً، فضلاً عن احتوائها على القطران وأول أكسيد الكربون، كما أكد أن لجوء الشباب للشيشة بدلاً من السجائر يكون خطير، حيث أن كمية النيكوتين التي تنجم عن تدخين الشيشة في جلسة واحدة تعادل تدخين أكثر من علبة سجائر كاملة، كما أن المواد المستخدَمة لإشعال الدخان مثل الفحم تزيد من المخاطر الصحية، لما ينبعث منها عند اشتعالها من مواد سامة، وأيضاً المشاركة في "مبسم الشيشة" يزيد بشدَّة من مخاطر العدوى بالأمراض مثل الدرن (السل) والالتهاب الكبدي الوبائي، والدخان الناتج عن الشيشة، برغم مروره من خلال الماء، يحتوي على مستويات عالية من المركبات السامة.