عيون إلكترونية حيوية لعلاج المصابين بالعمى في بريطانيا
يعدّ التهاب الشبكية الصباغي (RP) من الاضطرابات الوراثية النادرة التي تخرّب قدرة الشبكية على الاستجابة للضوء عن طريق تعطيل المستقبلات الضوئية العصويّة. ويقدّر المعهد الوطني للعيون بأن واحداً من كل 4 آلاف شخص حول العالم يعاني من هذا الاضطراب.
غير أن الأشخاص الذين فقدوا بصرهم بسبب التهاب الشبكية الصباغي في المملكة المتحدة قد يكون لديهم الأمل قريباً، لأن هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) تموّل عملية زرع أجهزة عند عشرة مرضى للمساعدة في علاج هذا النوع من العمى.
وتعمل زرعات العين الإلكترونية الحيوية آرغوس 2 جنباً إلى جنب مع كاميرا صغيرة محمولة على زوج من النظارات التي يرتديها المريض. ويتم تحويل الصور الناجمة عن الكاميرا إلى إشارات لاسلكية عبر أقطاب كهربائية مثبّتة في شبكية العين. وتقوم هذه الأقطاب الكهربائية بتحفيز الخلايا الشبكية المتبقية، والتي تقوم بعد ذلك بنقل المعلومات إلى الدماغ، مما يعيد بعض البصر بشكل فعال إلى المريض.
كيفية عمل زرعات شبكية العين آرغوس 2. حقوق الصورة: بي بي سي
ويقول الدكتور جوناثان فيلدن - مدير الانتداب المتخصص في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية: "إن هذا الإجراء المبتكر للغاية، والذي تموّله هيئة الخدمات الصحية الوطنية، يبدو واعداً في الحقيقة، ويمكنه أن يغيّر من حياة الأشخاص".
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يتاح فيها أحد العلاجات لالتهاب الشبكية الصباغي. حيث سيتم علاج نصف المرضى أثناء خضوعهم لعملية الزرع في مستشفى مانشستر الملكي للعيون، في حين سيتم إجراء العملية للنصف المتبقي في مستشفى مورفيلدز للعيون في عام 2017.
وبعد إجراء العمليات الجراحية، سيتم مراقبة المرضى ومتابعتهم بشكل وثيق لمدة عام لتحديد مدى قدرة الزرعات على تحسين نوعية حياتهم.
تكنولوجيا تغيّر الحياة
وتفيد الجارديان بأنه يوجد في المملكة المتحدة - حيث يتم تنفيذ البرنامج - ما يقدّر بـ16 ألف شخص يعاني من هذا الاضطراب. ويوجد من بين هؤلاء حوالي 160-320 شخصاً من المحتمل أن يكونوا مؤهلين للخضوع لعملية العين الإلكترونية الحيوية. وترتكز نية هيئة الخدمات الصحية الوطنية في دعم التمويل لأول عشرة مرضى يحصلون على الزرعات على رؤيتها في عرض العلاجات القابلة للتطبيق والمتاحة لمرضى التهاب الشبكية الصباغي.
ومع ذلك، ففي مختلف مجالات العلوم، أظهرت التطورات في مجال التكنولوجيا والأبحاث بأنها واعدة من حيث الوقاية من العمى أو استعادة البصر.
ففي إحدى الدراسات، قامت جوجل ديب مايند - وهي شركة أبحاث الذكاء الاصطناعي (AI) التابعة لشركة ألفابت - بتطوير خوارزمية للذكاء الاصطناعي يمكنها الكشف عن اعتلال الشبكية السكري، وهو أحد أكثر أشكال العمى شيوعاً ويؤدي إلى فقدان تدريجي للبصر.
علاوة على ذلك، فإن العلاج الجيني الذي يهدف إلى علاج العمى الناجم عن ضمور الشبكية الوراثي هو بالفعل في المرحلة النهائية من موافقة إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية، ويمكن أن يصل إلى السوق في وقت مبكر من عام 2017. كما استخدم الباحثون في معهد سولك التقنية الثورية لتعديل الجينات كريسبر / كاس 9 لإظهار كيف يمكن استخدامها لاستعادة البصر بشكل جزئي وذلك في إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران المصابة بعيوب وراثية.