بعد المطالبة بإلغائه.. "الكتاب الجامعي" في مرمى النيران و"البيزنس" يضعه في قفص الاتهام
عقب ظهور اقتراح بإلغاء الكتب الجامعية من قبل عضو المجلس الاستشاري العلمي لرئيس الجمهورية، يرى بعض المختصين في الشئون التربوية أن هذا الاقتراح بمثابة نهضة تعليمية، لاسيما وأن كثير من الطلاب لا يرجعون إليه، بل يعتمدون على "الملخصات" التي تلخص المقرر آخر العام.
واقترح الدكتور محمد غنيم عضو المجلس الاستشاري العلمي لرئيس الجمهورية، بإلغاء الكتاب الجامعي وتخصيص المبالغ المخصصة له لشراء حقوق النشر لأمهات الكتب وإعادة نشرها، وذلك خلال كلمته بأولى جلسات الاستطلاع والمواجهة، التي تنظمها لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، لمناقشة سبل وآليات تطوير التعليم الجامعي، وهو ما اتفق معه فيه بعض المختصين في الشئوة التربوية، وبعض الطلاب، وهو ما ترصده "الفجر" في هذا التقرير التالي.
كلام دش
في ضوء ما سبق قالت ميريهان مسعد، طالبة في الصف الثالث بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن شراء الكتاب الجامعي بالنسبة لها مجرد ضمان لعدم معاقبتها من قبل دكتور المادة بتقليل درجاتها العلمية.
وترى "مسعد"، في حديثها لـ"الفجر"، أن طالما هناك "ملخصات" تلخص المادة فلا داعي للكتاب الجامعي، واصفة إياه بـ "كلام دش في الفاضي"، مؤكدة أنها لم تفتح الكتاب الجامعي، فمنذ أن تحصل عليه وهو يوضع فوق "رف" المكتب إلى أن ينتهي العام الدراسي ثم تتخلص منه إمابـ"بيعه لعامل الخردوات" أو وضعه في مستلزمات المنزل القديمة.
عدم الاهتمام بشراء الكتب
في سياق متصل، ترى الطالبة غادة عباس، الطالبة بكلية الحقوق جامعة القاهرة، أن الكتاب الجامعي لم يعد ذو قيمة لتحصيل المناهج؛ نظرًا لثقل ما به من معلومات لا تمت بصلة بما يأتي في الامتحانات.
وأضافت "عباس"، في حديثها لـ"الفجر"، أن نسبة كبيرة من زملائها لا يهتموا بشراء الكتب الجامعية، وذلك لأن نظام الجامعات لا يمنع الطلاب دخول الامتحانات حال عدم شرائهم لهذه الكتب ولا يحجب نتائجهم، وهو على عكس ما يحدث حال عدم دفعهم للمصروفات.
وعن أسعار الكتب، تقول "عباس"، أن مجمل أسعار كتب كلية الحقوق (156) جنيه في الفصل الدراسي الواحد، وفي العام الدراسي الكامل(312) جنيه.
الكتاب الجامعي "مرض خبيث"
من جانبه علق الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، بأن الكتاب الجامعي لا داعي له في مراحل التعليم الجامعي.
وأوضح "مغيث"، في تصريح لـ"الفجر"، أن الأصل في التعليم الجامعي هو أن يكون هناك موضوعات علمية يدرسها الطلاب، مستنكرًا المقرر الذي يضعه الأستاذ الجامعي داخل هذه الكتب، قائلاً: "الكتاب الجامعي عبارة عن مرض خبيث مثلها مثل الدورس الخصوصية في التعليم العام"، لافتًا إلى أن هذه الكتب تسببت في فشل المنظومة التعليمية.
ويرى الخبير التربوي، أن هناك بدائل للكتاب الجامعي كتوفير "المراجع" في المكتبات الجامعية، لتكفي الأعداد الكثيرة من الطلاب، لاسيما وأن في السنوات الأخيرة ارتفعت نسبة الطلاب داخل الكليات، فضلا عن وجود أساتذة متخصصة مطلعة على هذه المراجع لتوجيه الطلاب.
الكتاب الجامعي آفة استثمارية
وقالت الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، إن الكتب الدراسية حاليًا في الجامعات المصرية أصبحت تتلخص في ملخصات تتدوال بين الطلاب، دون مراجعة علمية صحيحة من قبل المختصين، وأصبحت "تبتُر" المعلومة العلمية وليس بها نوع من الابتكار والتشجيع على البحث، موضحة أن الطالب استسهل وصول المعلومة بهذا الشكل وأصبحت عادة لديه، فضلا عن أنها باتت عملية استثمارية لبعض أعضاء هيئة التدريس.
وأضافت"نصر"، في تصريح لـ"الفجر"، أنها تؤيد إعادة نشر أمهات الكتب إلكترونيًا أو ورقيًا من خلال المكتبات الجامعية، متابعة أن الكتاب الجامعي بحاجة لتطوير شامل خاصة طريقة سرد المعلومة، نظرًا لأن التعليم الجامعي يختلف عن التعليم العام.
وأوضحت عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، آن الأون أن يشارك الطالب الأستاذ الجامعي في المعلومة، وذلك عن طريق البحث في المراجع، وليس عن طريق معلومة مكتوبة داخل كتاب مسلم بها، وبالنهاية تكتب داخل ورقة إجابة دون وعي لطالب.