"ترامب وداعش وبوتين".. ولأسباب أخرى يتوقعون الحرب الكبرى في 2017
يستقبل العالم عاماً جديداً وأمنيات بأن يسود السلام والأمن والاستقرار، وخوف مما خلّفته السنة الماضية، حيث يرى العديد من الخبراء أن العالم قد يصبح أكثر خطورة في 2017، من عصور الحرب الباردة التي انتهت بتفكّك الاتحاد السوفيتي 1991.
وفي التقرير السنوي لرئيسة الوزراء
البريطانية تيريزا ماي، قالت إنه بنهاية 2016، فإن العالم قد يبدو أكثر غموضاً
ومليء بالتحديات عن الأعوام السابقة.
نحن نشهد تصاعد تهديدات تدعمها الدول، كما
ظهر بتحركات روسيا في أوكرانيا لدعم متمردبن، وفي روسيا لدعم النظام السوري.
كما أشار عدد من الخبراء العسكريين لصحيفة
"ذا صن" البريطانية، إلى أنه إذا كانت 2016 شهدت توترات عصبية بين القوى
العظمى في سوريا وأوكرانيا ودول البلطيق وشبه الجزيرة الكورية وكان أخرها صعود الجهوري
المتشدد دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة، لذا يجب علينا انتظار ما تحمله
2017.
"ترامب والشرق الأوسط":
ويرى
خبراء أن خطة تحرّك الرئيس الجمهوري ضد تنظيم داعش بسوريا والعراق، الأكثر
عدوانية، وفي ذلك السياق حذّر مستشار ترامب "نيوت جرينجريش" بأن يمتلك
العديد من المستشارين العسكريين ضمن فريقه الرئاسي، وقد يلجأون لخطة تحرك عدوانية،
كما أضاف أن الرئيس المنتخب أكثر واقعبة على الأرض من إدارة أوباما.
ويرفع من تلك التوقعات، إرجاء أوباما حسم
معركة تحرير مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية، وهو ما قد ينذر بتحرك عسكري
شامل، ولا ننسى أن ترامب طالب بقصف داعش بالأسلحة النووية.
وفي
الوقت الذي حذّرت فيه منظمات غربية من خطر مؤيدي داعش بأوروبا، وسيفترض رداً
عنيفاً ومبررّا من قبل الرئيس الأمريكي الجديد.
ولا ننسى تحذيرات ترامب للدول النووية من
سباق تسلح، رداً على تصريحات بوتين بأن قدراتهم تستطيع ردع أية قووى معادية
بالعالم، داعياً لتطوير الترسانة النووية لكي تتمكن من تجاوز أية منظومة دفاع
صاروخي.
"التوتر بين روسيا والناتو":
كانت
2016 سنة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بامتياز وحقّق فيها ما أراد بتمكين حليفه
السوري بشار الأسد، وانتصار اليمين المتشدد بأمريكا ودول غربية، وقرار خروج
بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ويأمل بوتين في أن يمثّل فوز الشعبوي ترامب
لإزالة التوترات بين روسيا وحلف الناتو، والاعتراف بضم القرم الأوكرانية لروسيا.
لكن العديد من الخبراء الغرب يتوقعّون مزيد
من القوة لروسيا بعد تصاعد قوتها النووية، ومساعي التوسّع وإحياء الاتحاد السوفيتي
في حال ضعف النفوذ الأمريكي بالعالم، ونشر منظومات نووية على حدود أوروبا رداً على
تعزيز حلف الناتو تواجده العسكري، بإرسال 4 كتائب عسكرية لدول البلطيق.
كما حذّر الجنرال السابق بحلف الناتو
"سير أليكساندر ريتشارد" من أن روسيا قد تغزو دول البلطيق في 2017، وأن
بوتين نشر بالفعل قوات قرب تلك الدول، بينما لن ينشر الناتو تعزيزات جديدة قبل
مايو المقبل.
كما زعم أن عشرات الآلاف من القوات الروسية
متمركزة على الحدود قرب دول البلطيق، وأن روسيا تستطيع غزو تلك الدول في أيام
قليلة قبل أن يتمكن الناتو من الردّ.
شبه الجزيرة الكورية:
حيث حذّر الرئيس
الأمريكي باراك أوباما، سلفه ترامب من أن الأزمة الكورية يجب أن تكون على رأس
أولويات سياسة إدارته، نظراً لما تمثله قوة كوريا الشمالية النووية
المتزايدة.
وهناك عدة سيناريوهات للحرب بتلك المنطقة،
أبرزها "قيام أمريكا بهجوم وقائي مفاجيء لمنع تطوير كوريا الشمالية قدراتها
النووية، أو أن "بيونجيانج" تفسر خطأً الإشارات الأمريكية، وتبادر
بالهجوم.
"الصين وأمريكا":
ومنذ انتخابه
رئيساً لأمريكا، توعّد ترامب بحرب تجارية مع الصين، وفرض رسوم تجارية على بضائعها،
كما أثار أزمة دبلوماسية بعد إجراء اتصال برئيسة تايوان، في مخالفة لاتفاق
"سياسة الصين الواحدة" وعدم الاعتراف باستقلال تايوان عن الصين.
وأثارت الصين غضب الرئيس الأمريكي الجديد
بالاستيلاء على غواصة أمريكية قرب مياهها الإقليمية، والذي اتهمها بالسرقة، وسط
صمت الإدارة الأمريكية الحالية.
وتزداد المخاوف من نشوب حرب بتلك المنطقة،
رداً على استيلاء الصين على جزر استراتيجية متنازع عليها ببحر الصين الجنوبي، مما
يقيد حرية الملاحة.
الهند وباكستان:
ويشار إلى أن منطقة كشمير،
تمثل أخطر بؤر النزاع بالعالم، بين القوتين النوويتين، وأضافت أن أخر
التطورات بتلك القضية هو تدخّل ترامب كوسيط شخصي للأزمة، عبر إجراء اتصال برئيس
الوزراء الباكستاني نواز شريف، وهو ما رفضته الهند خوفاً من حدوث تغير بالسياسة
الأمريكية لتوطيد التعاون معها.
كما أن الهند قد تشعر بالحاجة لتصفية أهداف
باكستانية وتنفيذ عمليات عسكرية بطول الحدود الفاصلة معها، مما يثير المخاوف من
تصعيد قد يجرّ الصين وأمريكا للحرب النووية.
حرب إليكترونية:
فرض الرئيس الأمريكي أوباما، عقوبات صادمة ضد روسيا بطرد دبلوماسيين وإغلاق مكاتب لها بتهمة التخابر، كما هدّد بمزيد من الإجراءات لحماية الامن القومي.
وقد تلجأ النخبة العسكرية الأمريكية لاتخاذ
إجراءات وقائية نتيجة رداً على ما تصفه بالاستفزازت الروسية والصينية، وسط تحذيرات من
تهوّر بكين وموسكو من مهاجمة واشنطن بدون إدراك عواقب ذلك.