الأكل ببطء يجعلك تستغني عن الحميات القاسية

الفجر الطبي

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


التغذية الحدسية والوجبة البطيئة طرق جديدة تعلمك الاستمتاع بأكل كل شيء دون أن تخشى زيادة الوزن. بيد أن تطبيقها ليس سهلاً ويحتاج إلى الصبر والتأني. وهذه قد تشكل الطريقة المثالية لمن لا يرغب في اتباع حميات قاسية وشاقة.

يحاول البعض التخلص من الوزن الزائد عبر حميات شاقة قد تحقق الهدف المرجو. فيما يفضل آخرون اللجوء إلى طرق أقل قساوة وأكثر صحية. ومن بين تلك الطرق: توجه غذائي جديد يهدف إلى استبدال كل حمية بالتغذية البطيئة، وفقاً لتقرير مجلة فوكوس الألمانية.

مفهوم التغذية البطيئة
الفكرة وراء الأكل ببطئ تكمن في تناول الطعام انطلاقاً من الحدس بدلاً من احتساب السعرات الحرارية. فكرة توصف بأنها صحية أكثر وأنها تجلب الهدوء إلى الطعام. 
وكردة فعل على ذلك تطورت خلال السنوات الـ25 الماضية حركة الوجبة البطيئة (Slow-Food) والتي كانت تدافع عن مبدأ مفاده: "من خلال كل وجبة نتناولها، فإننا نتخذ قرارات ذات تداعيات كبيرة على حياتنا. فالأمر يتعلق هنا بالمذاق والجودة الإيكولوجية والجهوية وجودة المطعم أيضاً"، وفق ما جاء في التقرير الإلكتروني لمجلة فوكوس الألمانية.

طريقة الأكل
أستاذ التأمل تيش نهات هان متخصص في تدريس تناول الطعام ببطئ وبانتباه. يؤكد أن الأمر لا يتعلق هنا بنوعية الطعام الذي نتناوله وإنما بالطريقة التي نتناوله بها. ويوضح أنه من خلال مثال التفاحة يمكننا أن نتدرب على ذلك جيداً.
ويشرح: "اقضم قطعة من التفاحة وأمضغها ببطئ مرات عديدة. لا تدع أحداً أو أي أمر آخر يلهيك عن ذلك. استمتع بكل مضغة وبأكل التفاحة"، مفيداً أن الاستمتاع بالأكل والإصغاء لإشارات الجسد هذا الاتجاه الجديد يستند إلى ظاهرة أو فلسفة التغذية الحدسية. 

الإنصات إلى الجسد
فالحميات الغذائية إنما ترهق الجسد والروح وتفسد الشهية، وبالتالي فإن التغذية الحدسية تعتمد على تناول الطعام بشكل واع وعلى الإنصات للجسم لمعرفة إشارات الجوع الطبيعية. 

ولمعرفة ذلك يتعين التركيز للإجابة على الأسئلة التالية: ما الذي يحتاج إليه الجسد؟ ما الذي أشتهيه فعلاً؟ أم أني أخلط بين أمور أخرى على غرار الرغبة في النوم أو الراحة أو حتى العطش؟ الإنصات إلى الجسد يعني عدم السماح بإغراءات أخرى تلهيني عن نفسي وإنما التأني ومعرفة ما الذي يريده الجسد فعلاً. وهذا الأمر يمكن أن ينجح بشكل جيد إذا ما حرصنا على تناول طعامنا ببطئ.

متى يشبع الدماغ؟
وينصح بالقول: "حاول أن تخصص على الأقل 30 دقيقة بأكملها لتناول وجبة الطعام. وإذا اقتضى الأمر إبحث عن مكان هادئ أو إجعل بيتك مريحاً واستمتع بكل مضغة طعام. ومن يتناول طعامه ببطئ، فإنه يأكل أقل من المعتاد".

ويفسر أن "الدماغ يحتاج إلى 15 دقيقة حتى تصله إشارات الشبع من البطن. وبالتالي حاول ألاّ تعبئ بطنك بما لا يحتاجه من طعام زائد. ويمكنك أن تبطئ من الطعام من خلال مثلاً استخدام أعواد الأكل كما يفعل الصينيون أو اليابانيون مثلاً. استمتع وتلذذ بطعامك...ولكل بهدوء وبطء".