"ناشيونال انترست":8 أسباب تجعل دول البلطيق مسرح الحرب النووية بين روسيا والناتو
قالت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية، إن الولايات المتحدة ارتكبت خطأً تاريخياً باعتقادها أن الخطر النووي زال بمجرد تفكّك الاتحاد السوفيتي، وسمحت لروسيا بتحديث ترسانتها النووية.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن إمكانية
الصراع النووي بين واشنطن وموسكو، تتزايد، وأن شرارة اندلاعها ستكون في دول
البلطيق الصغيرة "استونيا، لاتفيا، وليتوانيا"، والتي تتعهّد أمريكا
بالدفاع عنها منذ انضمامها لحلف الناتو عام 2004، الذي تأسس لمواجهة توسّع روسيا
النووية.
وأرجعت "ناشيونال انترست" 8 أسباب
ترجّح اندلاع حرب نووية بدول البلطيق، أولها أن كلاً من واشنطن وموسكو يعتبران تلك
المنطقة ذات أهمية استراتيجية عالية.
فبالنسبة لموسكو تتواجد دول البلطيق قرب
مراكز القوى السياسية والعسكرية الروسية، كما تتواجد عاصمة ليتوانيا على مسافة أقل
من 500 ميل، أما بالنسبة لواشنطن، فإن الفشل في حماية دول البلطيق من العدوان
الروسي قد يؤدي إلى انهيار التحالف الأمريكي.
ثانياً: جاهرت واشنطن بالتزامها تجاه دول
البلطيق، حيث أجرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما بزيارة استونيا عام 2014، بعد غزو
روسيا للقرم الأوكرانية، مؤكداً أن الدفاع عن تلك البلدان الثلاث لا يقل أهمية عن
حماية باريس ولندن وبرلين.
ثالثاً: هناك فجوة بين خطاب واشنطن لدعم دول
البلطيق، والقدرات الحقيقية التي تمكّنها من الدفاع عنها في حال قررت روسيا غزو
تلك الدول في المستقبل القريب، والتي تمهّد طبيعتها الجغرافية السهلة انتصار سهل
وسريع لموسكو خلال أيام قليلة.
رابعا: أن خطة الناتو لنقل 4 كتائب عسكرية في
كل دولة من دول البلطيق قوة كلّ منها 100 جندي بكل دولة، مما يعني تشكيل تحالف
كبير، لكنه لن يكون قادراً على منع روسيا من الوصول لأهدافه العسكرية سريعاً.
خامساً: أن أي هجوم مضاد للناتو بدول البلطيق
ضد الهجوم الروسي سيمثّل تهديداً مباشراً لروسيا، حيث أن بعض الغارات قد تقع داخل العاصمة
الروسية، مما يسهّل اندلاع حرب نووية بين روسيا والناتو.
سادساً: أن العقيدة العسكرية لكلا القوتين
تتيح استخدام الأسلحة النووية لتجنب الهزيمة، ومواجهة التفوق العسكري لكليهما.
سابعا: أن كلا الجانبين نشر منظومات صواريخ
نووية بالفعل بقواعد عسكرية متاخمة لدول البلطيق، حيث نشرت روسيا منظومة
"اسكندر- ام" بقاعدة كالننجراد، الواقعة بين ليتوانيا وبولندا، أما
بالنسبة لحلف الناتو، فإن الأسلحة النووية قد تصل في غضون ساعات قليلة حال اندلاع
تهديد.
ثامناً: التكنولوجيا الحديثة بمجال الدفاع
الجوي لكلا الجانبين قد يسارع من خطى الحرب، فمثلاً مقاتلة "اف-35" قد
تحل مكان "اف-16" بنقل الصواريخ النووية، والتي يصعب تعقب مسارها من قبل
الرادار الروسي.
كما أن قدرات الدفاع الجوي التي نشرتها روسيا
بقاعدة كالننجراد، قد تمنع الناتو من استخدام المجال الجوي المحلي لدعم دول
البلطيق، ووصول أية إمدادات برية لدعمها.