الإخوان في 2016.. بين صراعات العواجيز والشباب.. والإنشقاقات الأقرب في 2017
جماعة الإخوان في عام 2016، شهدت عدد من الصراعات بين جبهتي الشباب والعواجيز داخل الجماعة، وعلى الرغم من وجودها من فترة طويلة منذ ثورة 30 يونيو إلا أنها لم تظهر للعلن إلا في 2016.
أول حلقات الصراع في 2016
أول حلقات الصراع داخل جماعة الإخوان في 2016، ظهر عندما أصدر مكتب جماعة الإخوان في محافظة الإسكندرية التابع لجبهة الشباب التي كان يقودها محمد منتصر في ذلك التوقيت، قال فيه إن جبهة العواجيز التي يقودها محمود عزت، منعت عنهم التمويل والمعونات الشهرية التي تحصل عليها أسر المسجونين، ويتهمهم باستخدام هذه الأموال للتحكم في القواعد الإخوانية في الإسكندرية.
الشباب وإتهامات العواجيز بالخيانة
وفي أكتوبر، فتح شباب الإخوان النيران على عواجيز الجماعة واتهموهم بالتآمر على جماعة الإخوان ، واعترفوا أن التنظيم يعيش حالة توهان وانفصام عن الواقع بسبب إدارة العواجيز للجماعة، وأشاروا إلى أن هذه القيادات تدمر الجماعة، معتبرين مقتل محمد كمال هو الذي أدى إلى كشف العملاء بجماعة الاخوان، مطالبا بضرورة حملة تطهير قوية.
إنشقاق الشباب عن الجماعة
وفي ديسمبر الجاري أعلن محمد منتصر المتحدث الرسمي باسم جبهة شباب الإخوان الانشقاق عن الجماعة وتكوين جماعة موازية بعيدا عن سيطرة القيادات القديمة وعلى رأسها القائم بعمل المرشد الحالي الدكتور محمود عزت وقادة الجماعة.
3 قرارات أعلنها "منتصر" وهي: احتفاظ الدكتور محمد بديع بموقعه كمرشد عام للجماعة، وكذلك احتفاظ جميع أعضاء مكتب الإرشاد في السجون بمواقعهم، والفصل بين الإدارة التنفيذية للجماعة الممثلة في مكتب الإرشاد والهيئة الرقابية التشريعية الممثلة في مجلس الشورى العام، وانتخاب مجلس الشورى من بين أعضائه رئيساً ووكيلاً وأميناً عاماً.
وفي جانب آخر احتدمت المواجهة بين عدد من قيادات الإخوان المتصارعين، حيث وجه مجدى شلش، عضو اللجنة الإدارية العليا للإخوان، رسالة إلى جبهة محمود عزت، ودعاهم للاستجابة للقرارات التى أصدرتها جبهته، مؤكدا فكرة أنهم هم السلطة الشرعية للإخوان.
وقال شلش في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إن كل المبادرات التي قُدمت للإخوان وعلي رأسها مبادرة يوسف القرضاوي أقرت مبدأ الانتخابات الشاملة للخروج من الأزمة ، فقبلت اللجنة الإدارية ورفض محمود عزت ومحمد عبد الرحمن، و كل المجالس المنتخبة انتهت ولايتها منذ 2014، وأصبحت الجماعة بلا مؤسسات.
وأضاف كان من الضروري إجراء انتخابات كلية شاملة معبرة عن آمال وطموحات الصف الإخواني خروجا من الأزمة، وبناء لمؤسسات جديدة"، موضحا أن جبهة محمود عزت منعت ما وصفه الدعم المالى على أسر الإخوان الذين خالفهم فى الرأي.
فيما رد ناصف الدفراوى القيادى بجبهة محمود عزت فى تدوينة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": أليس محمد منتصر هو من قال كذبا فى بداية الأزمة على قناة الجزيرة بأنه تمت انتخابات شاملة فى جميع قطاعات مصر وشارك فيها الصغير والكبير وانتخبوا أمينا عاما جديدا للجماعة واحتفظ الدكتور بديع بموقعه كمرشد طيب لو كان كلامه صادق ليه نادوا بعدها بانتخابات شاملة ولماذا أجروا انتخابات، "فالكذب ملوش رجلين".
استقالة المتحدث الإعلامي للجماعة
نتيجة ذلك الصراع، تقدم محمد منتصر، المتحدث الإعلامي لجبهة "الكماليون" باستقالته من موقعه، بعد البيان الذي أعلن فيه إنشقاق الشباب بأيام قليلية، بعدما ظل طرفا أصيلا في الصراع، مع جبهة القيادة التاريخية، والتي أعفته من منصبه ورفض الانصياع لقرارها.
انشقاق عمرو دراج عن الإخوان
وأعلن الدكتور عمرو دراج، القيادي فى تنظيم الاخوانالإرهابي، اعتزاله العمل السياسي والعام بعد الصراع الاخير الذي ضرب الجماعة.
وقال دراج في بيان له: كنت أنتظر الوقت المناسب لإعلانه، وهو اعتزالي كافة أشكال العمل العام، السياسي منه أو الإداري، سواء في حزب الحرية والعدالة المنحل، أو جماعة الإخوان، أو أية مؤسسة سياسية أخرى، سواء الآن أو في المستقبل.
وتابع دراج: أعلن بوضوح عن عدم نيتي أن أتبوأ أي مواقع في المستقبل في مصر عقب انتهاء الحكم الحالي، أو المشاركة في أي أعمال أو ترتيبات سياسية أيا كان شكلها، سواء الآن أو في المستقبل.
وأضاف: يأتي توقيت إعلان هذا القرار عقب انتهاء الانتخابات الشاملة التي أجرتها جماعة الإخوان مؤخرا في مصر، وتوجت بانتخاب مكتب عام جديد لإدارة الإخوان المصريين في هذه المرحلة، مما تبعه تقديم مكتب الإخوان المصريين بالخارج، الذي شرفت برئاسة برنامجه السياسي لمدة عامين كاملين لاستقالته، وبالتالي فأنا أرى هذا وقتًا مناسبًا تمامًا لأخذ خطوة للخلف، وإفساح المجال لكفاءات ووجوه جديدة تماما لتدير العمل في الداخل والخارج في هذه المرحلة الدقيقة".
إنشقاقات جديدة للقيادات متوقعة
وكشف القيادي السابق بجماعة الإخوان، المحامي مختار نوح، أن ما يحدث داخل جماعة الإخوان حاليًا يشير إلى وجود عدد من الانشقاقات للقيادات عن الجماعة خلال الفترة القادمة، لأنهم سيشعرون بمدى خطأهم في الإنتماء للجماعة خلال الترة الماضية وسيختارون قرار الرحيل.
وأضاف القيادي السابق بجماعة الإخوان، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن ما يحدث داخل الجماعة في تلك الفترة لا يعد صراعًا بل هو "إفاقة"، قائلًا: "ما يدور داخل الاخوان حاليًا ليس صراع وإنما إفاقة.. وكل واحد بيفوق من القيادات بيقول عايز أروح بيتي"، وهو ما يؤكد وجود إنشقاقات جديدة عن الجماعة خلال الفترة المقبلة.