ليبيا في عام 2016.. حرب أهلية وأزمات سياسية طاحنة وهزيمة نكراء لداعش في سرت
تعد ليبيا من أهم الدول التي شهدت تطورات كبيرة، انطلاقا من وقوعها هي الأخرى في أتون الحرب التي اندلعت منذ سقوط ومقتل الرئيس الراحل معمر القذافي، ولا تزال تشهد حربا كبيرة، سياسية من ناحية، نظرا لاختلاف القوى السياسية مع بعضها البعض، ومن ناحية أخرى، تشهد حربا ضروسا مع الجماعات المسلحة، التي اتخذت حيزا كبيرا وتطورات هامة خلال عام 2016.
وفي السطور التالية ترصد الفجر أهم هذه التطورات التي جاءت على مدار عام 2016 والذي قارب على الانتهاء
الخلافات السياسية ومظاهرها
تشكيل حكومة الوفاق
كان هذا من أوائل الأحداث التي شهدتها ليبيا، في الشهور الأولى من هذا العام 2016، ففي 19 يناير 2016، أعلن المجلس الرئاسي الليبي، تشكيل حكومة الوفاق الوطني، برئاسة فايز السراج، ورحبت بها ائنذاك العديد من القوى الدولية والكيانات السياسية، مثل دول الاتحاد الأوروبي.
حكومتان في ليبيا
وبرغم ما تعانيه ليبيا من حرب مع الجماعات المسلحة المتطرفة، إلا أن الوضع السياسي، بين السياسيين لم يتجه إلى الاصطفاف، بل كان مضادا لهذا الأمر تماما، تجلى هذا في تواجد حكومات متعددة، إذ توجد حاليا حكومتان، مقر الأولى طرابلس التابعة للمجلس الرئاسي، وهي التي تساند أيضا القوات التي حررت سرت من قبضة تنظيم داعش، فيما تتواجد حكومة أخرى، وهي التي يقودها القائد خليفة حفتر، والتي تحظى أيضا بدعم قوي ضد الجماعات المتطرفة.
محادثات سلام فاشلة
وشهدت ليبيا أيضا محادثات سلام أممية، والي يتولاها مارتن كوبلر، مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، إلا أنها لم تنجح في إذابة الجليد الحاصل بين الحكومتين الليبيتين، مما أدى إلى تعقيد كبير في الأزمة السياسية الليبية، والتي من بينها تواجد هاتين الحكومتين، حيث يتمسك كل واحد منهما برأيه ورؤيته.
على صعيد المواطنين والطوائف
أزمات إنسانية طاحنة
وكنتيجة لما تعيشه ليبيا على مدر هذه السنوات، واندلاع هذه الحروب، كانت النتائج إلى الأسوأ، حيث أدى ذلك إلى أزمة إنسانية، بوجود حوالي 400 ألف نازح داخلي، وتزايد تعطل الخدمات الأساسية مثل إمدادات الكهرباء والوقود.
حرب أهلية مستمرة
و كنتيجة طبيعية أيضا للانقسام السياسي، تعيش ليبيا حالة قبلية، فالحرب لا تأتي فقط على مستوى التنظيمات والجيوش، وإنما تشهد بعض أنحاء ليبيا اشتباكات قبلية، كما جرى بين أبناء قبيلتي القذاذفة وأولاد سليمان في سبها، فيما تتعاظم أيضا الحرب بين كتائب أمنية تابعة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، وكذلك بعض الفصائل الأخرى، وتأتي أيضا حكومة الإنقاذ الوطني برئاسة خليفة الغويل، والذي يدخل هو الآخر على خط المواجهة.
ليبيا 2016 على مستوى الحرب
سيطرة برلمان طبرق على منطقة الهلال النفطي
يعد هذا الحدث الذي من أهم الأحداث التي شهدها عام 2016، والذي كان في سبتمبر الماضي، حيث تمكنت القوات الليبية التي يقودها المشير خليفة حفتر، والتابعة لبرلمان طبرق في السيطرة على منطقة الهلال النفطي، والتي تعد من أهم المناطق الإستراتيجية نظرا لما تحمله من أهمية نفطية كبرى، وجاء هذا الانتصار لقوات حفتر، ضربة قاتلة لحكومة الوفاق الوطني، ولا تزال الأمور ممتدة في خضم حرب بين الجانبين، حيث يستمر وزير الدفاع الليبي المهدي البرغثي، لحكومة الوفاق، في تخطيطه لاستعادة منطقة الهلال النفطي مرة أخرى، من أيدي قوات حفتر.
تحرير سرت من أيدي تنظيم داعش
من بين الأحداث المهمة أيضا، جاء تحرير مدينة سرت، من قبل قوات البنيان المرصوص، التي تحظى بدعم دولي كبير، ففي مطلع هذا الشهر الأخير من عام 2016، أعلن فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطنية، عن تحريرها، بعد سيطرة القوات عليها وحرب استمرت على مدار 7 شهور، ومقتل 700 شخص وإصابة ثلاثة آلاف آخرين بجروح في صفوف القوات الحكومية، ومقتل عدد غير معروف من مقاتلي التنظيم، وهو ما يعد هزيمة نكراء لتنظيم داعش، الذي لجأ إلى التمدد خارج المدينة، فيما يدرس مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني الآن، مقترحا بتشكيل قوة لمكافحة الإرهاب نواتها من مقاتلي البنيان المرصوص.
نجاحات الجيش الليبي في بنغازي
كما شهد عام 2016، تقدم كبير للقوات الليبية التابعة للبرلمان الليبي في طبرق، على مساحات كبيرة من مدينة بنغازي، ومنها حي الليثي، ومنطقة الصابري، وكذلك منطتي الهواري و ميناء المريسة، والتي تعد من أهم المناطق التي كان يتخذها المسلحين مأوى لهم، فيما تستمر الاشتباكات بين قوات برلمان في طبرق ومجموعات مسلحة تابعة لمجموعة مجلس شورى بنغازي في محور القوارشة غرب بنغازي، انتهت بسيطرة الجيش على مواقع جديدة في محور القوارشة، بجانب تقدم ملموس في منطقة قنفوذة.
تعيين مبعوث عربي لليبيا
شهدت ليبيا على الصعيد الخارجي، بعضا من الأمور الهامة، احتل حضور الدور العربي، أهم هذه الأحداث، حيث عيّن صلاح الدين الجمالي، مبعوثا خاصا لها في 10/11/2016، من قبل جامعة الدول العربية، بما يؤكد على أهمية ليبيا في المعتركات السياسية الكثيرة، بجانب الكثير ممن الجهود التي قدمتها الدول العربية على مدار عام 2016.