هل تعلم أن الأوانى المصنوعة من الألومنيوم تزيد من الإصابة بـ الزهايمر ؟
يؤكد الدكتور عبد الهادى مصباح، أستاذ المناعة زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، أن مرض الزهايمر، أو خرف الشيخوخة، يتميز بتدهور عقلى متزايد لدرجة تتعارض مع التواصل والعمل الاجتماعى أو الوظيفى، حيث تتلاشى الذاكرة، ويعترى المريض حالة من عدم الإدراك أو الإحساس بالزمان والمكان والأشخاص المحيطين به، وعدم القدرة على التركيز أو التفكير، كما يصاحب ذلك تغيرات فى شخصية المريض وتذبذب شديد فى حالته المزاجية من وقت لآخر، وينتهى الأمر بأن يصبح هذا الشخص عاجزًا تمامًا، ويعتمد فى كل حركة من حركات حياته اليومية على من حوله من أشخاص، وهناك العديد من الدراسات التى تم إجراؤها على هؤلاء المرضى من أجل تحديد الأسباب المحددة للإصابة به،وعلى الرغم من أن العلماء لم يتوصلوا كليًا إلى ذلك إلا أن هذه الأبحاث أظهرت أن العوامل لها دخل أكيد فى الإصابة بهذا المرض، مما يجعلنا ننتبه إلى الوقاية لتقليل احتمالات الإصابة به، فإلى جانب العامل الوراثى، المتمثل فى مضاعفة احتمال الإصابة لأولئك الذين يملكون نسختين من الجين المنتج لمادة تسمى المركب الدهنى البروتيني، فإن هناك عوامل أخرى بيئية ليس لها علاقة بالناحية الوراثية، ومن ضمنها سوء التغذية، فقد تبين أن مرضى الزهايمر لديهم نقص فى الزنك وفيتامين ب12 وبعض الفيتامينات والمعادن الأخرى التى تقل مع تقدم العمر والشيخوخة، كما أن هناك نقصًا فى مستويات موانع أو مضادات الأكسدة لدى هؤلاء المرضى، خاصة تلك التى تحتوى على فيتامينات أ، ج ، هـ، والبوتاسيوم والسلينيوم والبورون. لعل تراكم نوع من البروتين يسمى بيتا أميلويد فى مركز الذاكرة بالمخ، والمسمى فرس البحر هيبو كامباس جعل العلماء يحاولون الوصول إلى ما يصاحب هذا التراكم من خلال تشريح أمخاخ المرضى الذين توفوا بسبب مرض الزهايمر، كما أظهرت الأبحاث أن تجمع كميات كبيرة من الألومنيوم، تصل إلى أربعة أضعاف الكم الطبيعى فى الخلايا العصبية للمخ، له دخل كبير فى الإصابة بمرض الزهايمر، خاصة عندما يترسب فى منطقة قرن آمون الذى يلعب دورًا أساسيًا فى الذاكرة، وكذلك فى القشرة المخية والطبقة الخارجية من المادة الرمادية المسئولة عن الوظائف العليا للمخ. وقد نشرت مجلة لانست البريطانية دراسة تبين من خلالها زيادة نسبة حدوث مرض الزهايمر بنسبة أكثر من 50 % فى المناطق التى تحتوى على كم أكبر من الألومنيوم فى مياه الشرب فى بريطانيا، وتزداد خطورة ترسيب الألومنيوم مع حدوث نقص فى الكالسيوم، وأظهرت عدة دراسات أمريكية أن هناك الكثير من مشتقات الألومنيوم التى تدخل إلى جسم الإنسان وتترسب فى خلاياه العصبية وتسبب له مثل هذه الأمراض الخطيرة على المدى الطويل، ومن أمثلة ذلك الأسبرين المعادل الذى يضاف عليه ألومنيوم هيدروكسيد، أو ألومنيوم جليسينات، والذى يتناوله الكثير من مرضى القلب كوقاية أو مرضى الروماتيزم كعلاج لكى يعادل حامضية الأسبرين، ويكون أخف على معدتهم من الأسبرين العادى. ويحذر من أوانى الطهى المصنوعة من الألومنيوم، والتى تسهم بشكل مباشر فى زيادة كمية الألومنيوم فى الغذاء، وقد أوضحت إحدى الدراسات فى جامعة سينسيناتى الأمريكية أن طهى الطماطم فى إناء من الألومنيوم قد ضاعف كمية الألومنيوم فى هذه الطماطم 3 : 4 مرات عن الإناء الصاج العادى المطلى، فضلاً عن المعلبات وأكياس الألومنيوم التى تحتوى على العصائر، ولعل المشروبات الموضوعة فى زجاجات تعد أفضل من الناحية الصحية. هناك عددًا من الشامبوهات التى تحتوى على كبريتات الألومنيوم، وبعض مزيلات الروائح ومضادات العرق، وبعض مساحيق الجلد التى تحتوى على كلورهيدرات الألومنيوم، وكذلك بعض الأدوية المضادة للإسهال والمضادة للحموضة والتى تحتوى على ألومنيوم هيدروكسيد، فى الوقت الذى يوجد فيه أكثر من 20 نوعًا من مضادات الحموضة التى لا تحتوى على الألومنيوم على الإطلاق، بالإضافة إلى العديد من المواد الغذائية المجمدة، مثل العجائن التى تصنع منها البيتزا مثلاً والكعك وشرائح الجبن المطهى التى تحتوى على كبريتات الصوديوم والألومنيوم، ويزيد الطين بلة ما انتشر فى الآونة الأخيرة من لف الأغذية الساخنة برقائق الألومنيوم Foil حتى لا تفقد حرارتها بسرعة، مما يجعل جزءًا من هذا الألومنيوم يتفاعل مع الطعام الساخن ويلوثه دون أن يدرى الشخص الذى يتناوله.