تعرف على البكائون السبعة من الصحابة

إسلاميات

الصحابة - أرشيفية
الصحابة - أرشيفية


بدون الإخلاص وصدق النية في طاعة الله سبحانة وتعالى قد تتغير نيه العبد ويصبح عمله هباءً منثورًا، وقد كان الصحابة الكرام يعيشون تلك المعاني الراقية، بل يبكون تعلقًا بطاعة الله إذا ما فاتتهم، ويبكون شوقًا إلى الله.

وفي سورة التوبة، تصور لنا آية كريمة موقفًا لبعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كانوا يتمنون الجهاد في سبيل الله ونيل الشهادة وذلك عندما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجهز جيش العسرة، ولكن منعتهم الحاجة والفقر من ذلك، فذهبوا إلى النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، لعلهم يجدون عنده الحل، ولكن كان الحبيب قد استكمل تنظيم الجيش ولم يعد هناك عتادًا ولا دوابًا ليحملهم عليهم، فانظروا كيف يصف لنا القرآن الكريم رد فعلهم.

قال تعالى: {وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ}.. [التوبة : 92].

إنهم الصحابة الكرام سالم بن عمير من بني عمرو، وعلية بن زيد من بني حارثة، وعبد الرحمن بن كعب من بني النجار، وعمرو بن الحمام من بني سلمة، وعبد الله بن المغفل المزني، وهرمي بن عبد الله الواقفي، وعرباض بن سارية.

لم يجد النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ما يحمل عليه هؤلاء المخلصين، فقد كان أكثر من شخص يتشاركون الدابة الواحدة لنقص الدواب، فذهبوا وهم يبكون حزنًا على فوات هذا الفضل وعدم مشاركتهم في الجهاد في سبيل الله، ولهذا سموا بـ "البكائين".

وفي طريق عودتهم لاقى اثنان منهم الصحابي الجليل يامين بن عمرو فسألهما عما يبكيهما، فحكيا له، فأهداهما ببعيرًا ليركبا عليه، كما أعطى كل واحد منهما زاد من التمر. وعندما علم الصحابة سارعوا في حملهم، فحمل سيدنا العباس بن عبد المطلب رجلين منهم، وحمل سيّدنا عثمان بن عفّان آخرين، وذهبوا جميعاً وقاتلوا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتشرفوا بالجهاد معه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الأطهار.