صحيفة فرنسية: صمود الشارع المصري يؤتي ثماره

أخبار مصر


أوردت صحيفة لوفيجارو الفرنسية خبرًا عن التطورات الأخيرة على الساحة السياسية في مصر، حيث أن صمود الشارع المصري يؤتي ثماره. ففي تصريح متأخر مساء الجمعة على التليفزيون، أعلن نائب الرئيس محمود مكي أن محمد مرسي على استعداد للموافقة على تأجيل الاستفتاء على الدستور شرط تحصين هذا التأجيل من الطعن أمام القضاء.

ويأتي هذا الإعلان في أعقاب يوم جديد من المظاهرات في محيط القصر الرئاسي. فمنذ بداية بعد ظهر الجمعة، بدا القصر الرئاسي في حي مصر الجديدة معسكرًا محصنًا وتحيط به أسوار من الأسلاك الشائكة وقوات مكافحة الشغب والآلاف من المتظاهرين. وعند الساعة الثالثة عصرًا، بدأ المتظاهرون في الهتاف بأمرهم الجديد ارحل .

وكانت الاشتباكات الدموية الليلية التي وقعت الأربعاء الماضي بين مؤيدي مرسي ومعارضيه قد أثارت المحتجين بقوة. وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن الرئيس المصري تجاوز الحدود من خلال توقيعه على إعلان حرب حقيقي بعد خطابه الهجومي الذي ألقاه مساء الخميس.

وصرحت الناشطة نازلي حسين أن الخطاب مستفز وهو أسوأ من الخطابات التي كان يلقيها مبارك. هذا خطاب يستحق القذافي، متغير تمامًا مقارنةً بالواقع كما لو كان يعيش في كوكب آخر! وأضافت أنها لا تستطيع أن تتحمل ما وصفته بـ قصر نظر الرئيس المتمثل في إصراره في الإبقاء على مرسومه الذي لا يحظى بقبول الشعب والذي منح نفسه بمقتضاه سلطات مفرطة والاستفتاء المثير للجدل على دستور تمت صياغته بسرعة شديدة من قبل أغلبية إسلامية.

ومن جانبهم، اختفى أنصار الرئيس محمد مرسي، حيث أنهم فضلوا الاستجابة لدعوة المساجد واتبعوا بلا شك أوامر جماعة الإخوان المسلمين. وأشارت صحيفة لوفيجارو إلى أن الحشود المعارضة استفادت من عدم وجود أنصار الرئيس وازداد عددهم في محيط القصر الرئاسي. ونحو الساعة الخامسة مساءا، تجاوز المتظاهرون حاجز الجيش وأكد العديد من شهود العيان أنهم رأوا محتجين يصعدون على المدرعات للتلويح بالأعلام.

وتساءلت الصحيفة الفرنسية: هل رأى الرئيس تلك الصور على شاشة التليفزيون؟ ألم يعيد التفكير فجأة في مصير حسني مبارك قبل عامين تقريبًا؟ فقد جاء إعلان نائب الرئيس نحو الساعة التاسعة والنصف مساءا دليلًا على التنازل في الدقيقة الأخيرة وكذلك الإعلان عن تأجيل تصويت المصريين في الخارج الذي كان مقرر له هذا السبت.

ومن الممكن أن يمهد هذا الإعلان الطريق للتشاور بين الرئيس محمد مرسي ومعارضيه. وللمرة الأولى منذ خمسة عشر يومًا، تهب رياح من الأمل مساء الجمعة على مدينة القاهرة.