السرطان مرض "الرتب العسكرية".. " أبوغزالة "الأبرز.. و"الكانسر" يحضر في ذكرى وفاة المشير أحمد إسماعيل
تعد ترقية قائد بالجيش إلى رتبة "المشير" حلم يراود أبناء القوات المسلحة، ولكننا في مصر الأوضاع المُتميزة دائمًا مُختلفة عن غيرنا، تلك الرتبة العسكرية تمثل "شبح" يطارد من يحصل عليها، وتصيبه بابتلاءات ما بين "المرض، القتل، التقاعد".
ففي ذكرى رحيل المشير أحمد إسماعيل القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية المصري الأسبق بعد صراعه مع مرض "السرطان" والذي انتهى بوفاته، أكتشف أن نفس المرض أصطحب المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة والذي توفى 6 سبتمبر 2008 عن عمر 78 عاما.
من جانبها، "الفجر" قامت برصد أبرز المعلومات عن أحمد إسماعيل علي في السطور التالية.
* نشأته
ولد أحمد إسماعيل في شهر أكتوبر عام 1917، بمحافظة القاهرة، ووالده كان يعمل ضابط شرطة.
*مراحل تعليمه
بعد حصوله على الثانوية العامة، حاول أحمد إسماعيل الالتحاق بالكلية الحربية ولكنه فشل فالتحق بكلية التجارة، وفي السنة الثانية قدم أوراقه مع الرئيس الراحل أنور السادات إلى الكلية الحربية، لكن الكلية رفضت طلبهما معًا لأنهما من عامة الشعب إلا أنه لم ييأس، وبعد إصدار الملك فؤاد الأول قرارا بقبول طلاب الكلية الحربية من عامة الشعب، قدم أوراقه بعد أن أتم عامه الثالث بكلية التجارة، ليتم قبلوه أخيرًا ليتخرج فيها عام 1938 وكان من زملائه : جمال عبد الناصر، ومحمد أنور السادات، وعبد المنعم رياض، ويوسف السباعي، وأحمد مظهر.
* حياته العسكرية
تخرج إسماعيل عام 1938 برتبة ملازم ثان والتحق بسلاح المشاة، وسافر في بعثة التدريب بدير سفير بفلسطين عام 1945 م وجاء ترتيبه الأول على الضباط المصريين والإنجليز، وبدأت موهبته تتألق في الحرب العالمية الثانية التي اشترك فيها كضابط مخابرات في الصحراء الغربية، وفى حرب فلسطين أصبح قائداً لسرية مشاه في رفح وغزة، وتلك الخبرة أهلته ليكون أول من قام بإنشاء نواة قوات الصاعقة, أثناء العدوان الثلاثي الذي قامت به بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر في خريف عام 1956 كان برتبة "عقيد" وقاد اللواء الثالث مشاه في رفح ثم القنطرة شرق.
* العسكرية بكليات الاتحاد السوفيتي
وفي عام 1957 م التحق بكلية مزونزا العسكرية بالاتحاد السوفيتي، وفى نفس العام عمل كبيراً للمعلمين في الكلية الحربية، وبعد ذلك تركها وتولى قيادة الفرقة الثانية مشاه التي أعاد تشكيلها لتكون أول تشكيل مقاتل في القوات المسلحة المصرية
*محاولات الإطاحة به
في عام 1960 حاولت مراكز القوى الإطاحة به، وكان برتبة "عميد" وبعد عام 1967، وجدت تلك المراكز مبرراً للإطاحة به، وبالفعل نجحوا في ذلك، ولكن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حينها استدعاه وسلمه قيادة القوات شرق قناة السويس، وبعد ثلاثة شهور فقط من معارك 1967 أقام أول خط دفاعي، كما قام بإعادة تنظيم هذه القوات وتدريبها وتسليحها، وبعد فترة وجيزة تمكنت هذه القوات أن تخوض معركة رأس العش، ومعركة الجزيرة الخضراء، وإغراق المدمرة الإسرائيلية "إيلات".
وبعد أيام من النكسة أصدر جمال عبد الناصر قرارا بإقالة عدد من الضباط وكبار القادة وكان من بينهم أحمد إسماعيل، وبعد أقل من 24 ساعة أمر عبد الناصر بإعادته للخدمة وتعيينه رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة، وبعد استشهاد الفريق "عبد المنعم رياض" رئيس أركان حرب القوات المسلحة على الجبهة في التاسع من شهر مارس عام 1969 تولى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة، وفى الثاني عشر من شهر سبتمبر عام 1969 تم إعفائه من منصبه بسبب إنزال الزعفرانة وترك الحياة العسكرية.
* رئيس المخابرات العامة
بعد وفاة الرئيس عبد الناصر عام 1970 وتولى الرئيس أنور السادات تم تعيين أحمد إسماعيل في 15 مايو 1971 رئيسا للمخابرات العامة وبقى في هذا المنصب قرابة العام ونصف العام حتى 26 أكتوبر 1972 عندما أصدر الرئيس السادات قرارا بتعيينه وزيراً للحربية وقائداً عاما للقوات المسلحة خلفاً للفريق أول محمد صادق ليقود إسماعيل الجيش المصري في مرحلة من أدق المراحل لخوض ملحمة التحرير.
وفي 28 يناير 1973 عينته هيئة مجلس الدفاع العربي قائداً عاماً للجبهات الثلاث المصرية والسورية والأردنية.
* مشاركته في حرب أكتوبر
عام 1972 قرر السادات إعفاء الفريق أول محمد صادق وعين أحمد إسماعيل مدير جهاز المخابرات العامة لخلفيته العسكرية, وحصوله علي أدق المعلومات عن قدرات الجيش الإسرائيلي بحكم منصبه, وخوضه معارك ميدانية عديدة قبلها، واستدعي السادات أحمد إسماعيل إلي منزله في الجيزة في 26 أكتوبر وكلفه بمنصب وزير الحربية والاستعداد للحرب بأسرع وقت, وبأعلى درجات الكفاءة.
وكان للمشير أحمد إسماعيل دور معنوي كبير وقيادي في حرب أكتوبر, فأنقذ الجبهة المصرية من الانهيار, وبعد قرار السادات تطوير الهجوم وتوغل القوات المصرية لتخفيف الضغط علي الجبهة السورية حدث الخلاف الشهير بين الرئيس السادات ورئيس هيئة الأركان الفريق سعد الدين الشاذلي وقرر السادات إعفاء الأخير من منصبه بشكل مؤقت، ونجح أحمد إسماعيل في الحفاظ علي وحدة الصف بين القادة, وانصاع في الوقت نفسه إلي تعليمات القائد الأعلى للقوات المسلحة.
*بعد الحرب
بعد الحرب منحه الرئيس السادات رتبة المشير في 19 فبراير عام 1974 اعتبارا من السادس من أكتوبر عام 1973 وهي أرفع رتبة عسكرية مصرية وهو ثاني ضابط مصري يصل لهذه الرتبة بعد المشير عبد الحكيم عامر، وحصل أيضا علي نجمة سيناء من الطبقة الأولى وتم تعيينه في 26 أبريل 1974 نائبا لرئيس الوزراء.
* وفاته
أصيب بسرطان الرئة المشير أحمد إسماعيل وفارق الحياة يوم الأربعاء ثاني أيام عيد الأضحى 25 ديسمبر 1974 عن 57 عاما في أحد مستشفيات لندن، بعد أيام من اختيار مجلة الجيش الأمريكي له كواحد من ضمن 50 شخصية عسكرية عالمية أضافت للحرب تكتيكاً جديداً.