أسرار وكواليس اقتحام "متحرشين"غرف نوم الطالبات بالمدينة الجامعية في المنوفية "ليلا"
مع دقات الساعة الثانية منتصف ليلة الخميس، فوجئت طالبة مقيمة بالمدينة الجامعية للفتيات بمدينة شبين الكوم، بوجود أحد اللصوص داخل غرفتها، لتبدأ الفتاة في إطلاق صراخات مفاجئة، أفجعت بها أبنية المدينة بأكملها وأيقظتهم بها جميع النائمين، فالموقف حقًا كان صادمًا ومريعًا.
انطلقت الطالبات إلى مصدر الصراخ، ليتفاجئن بوجود شخص آخر يخرج من إحدى الحمامات، ويحاول الهروب من المكان عقب انفضاح أمره، كل ذلك والأمن الإداري غير حاضر بالمشهد.
- طالبة تؤكد "المقتحم أزاح الغطاء عن زميلتي وهي نائمة وآخر اختبأ في الحمام
وقالت الطالبة "س.ع" شاهدة عيان على الواقعة، إن أحد المقتحمين، شاهدوه يزيح الغطاء عن زميلتهم وهي نائمة، بالطابق الخامس للمبنى، وآخر كان منتظر داخل الحمام الخاص بالفتيات في انتظار قدوم أي فتاة للاعتداء عليها.
وأفصحت الفتاة عن هيئة المقتحمين، مشيرة إلى أنهم في عمر الشباب، فكان الأول يرتدي "جاكيت" بني اللون، والآخر يرتدي "جاكيت" أسود، إضافة إلى أن زميلاتهن قالوا أن هناك شاب ثالث في المبنى، ولكنها رأت بعينها الشاب الأول يهرب عبر السلم، حتى استقر بالطابق الثاني داخل أحد الحمامات، فأغلقت الفتيات الباب الرئيسي للحمامات من الخارج.
- غياب الأمن الإداري وتأخرهم في التصرف سمح للصوص بالهروب
وأضافت أن شخصًا واحدًا فقط هو الممثل للأمن الإداري في ذلك الوقت، كان يمدغ علكة وتحاوطة "بطانية" مشاهدًا التلفاز، فاستنجدوا به لإنقاذهم من الشباب المقتحمين للمبنى، فلم يستجيب معلقًا: "أنا مش مسموح لي أطلع المبنى عندكم بالليل"، وحضرت إحدى المسؤولات "الميس" إلى سكن الطالبات لكنها لم تصدق الواقعة في البداية حتى رآت أحد الأشخاص بنفسها، وتسبب تأخر الأمن والإداريين في الصعود للمبنى، وتمكن المقتحمون من الهروب، واتصلت الفتيات بالشرطة لكنها جاءت بعد فوات الآوان.
- أسوار المدينة الجامعية بلا أسلاك.. والطالبات: "عايزين نطمن في السكن"
واستنكرت إحدى الطالبات تكليف شخص واحد بحماية مدينة لسكن الفتيات بها 1500 طالبة، لافتة إلى أن هناك بوابات خلفية مغلقة لكنها غير مانعة بشكل جيد لدخول أشخاص غرباء للمدينة، فضلًا عن وجود أسلاك لا تصلح لشئ ويمكن اختراقها والمرور من خلالها بسهولة، مطالبة إدارة الجامعة بتوفير الأمن لهم وزيادة أعداد أفراد الأمن المحيطين بالمباني الثلاثة للسكن الجامعي، خاصة أن الفتيات من محافظات عدة ومقيمين به لبُعد المسافة، ولا سيما فتيات محافظة المنوفية من مختلف المراكز.
وأوضحت الطالبة "سارة.ج"، أن سكن الجامعة مكون من 3 مباني إضافة إلى اثنين آخرين خاص بكليات الطب والعلوم، مشيرة إلى أنه من الطبيعي وجود فرد أمن لكل مبنى ولكن الواقع غير ذلك، وفرد الأمن الوحيد لا يحمل أي سلاح، وينام مبكرًا من الساعة 12 ليلًا.
كما طالبت الطالبة "منار.أ"، بضرورة تكثيف الأمن خاصة يومي الخميس والجمعة، مؤكدة على وجود أعداد قليلة من الطالبات خلال اليومين نظرا لسفر العديد من الطالبات لأسرهم في المحافظات الأخرى.
- رئيس جامعة المنوفية: "شكلنا لجنة للتحقيق في الواقعة.. وحماية الطالبات أولوية"
من جانبه، صرح رئيس جامعة المنوفية الدكتور "معوض الخولي"، أن إدارة الجامعة قد شكلت لجنة عاجلة لبحث ملابسات الحادث، وسماع شهادات الطالبات، للوصول إلى معلومات يمكن البناء عليها حين اتخاذ أي قرار، منوهًا إلى سعي الجامعة إلى منع وقوع تلك الخروقات، وحماية الطالبات هو أولوية الجامعة بأكملها.