"الداخلية": لا نتجسس على المواطنين.. وأغلقنا 1045 صفحة على "فيسبوك" في عام
قال العميد على أباظة مدير إدارة مكافحة جرائم الحاسبات وشبكات المعلومات بالإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات، إن الجريمة الالكترونية تعد من أخطر الجرائم في العصر الحديث، نظرا لأنها متعددة الأطراف، وعابرة للحدود، لافتا إلى أن مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" فى مصر، بلغ الآن حوالي 45 مليون مستخدم.
وأوضح "أباظة" في حوار لـ"أ
ش أ" اليوم السبت، أن وزارة الداخلية استبقت خطورة الجريمة الالكترونية، وأنشأت
إدارة مكافحة جرائم الحاسبات عام 2002 لمواجهتها؛ لافتا الى ان الإدارة كانت تتلقى
حينها 7 بلاغات فقط فى العام، بينما الآن وصل معدل البلاغات خلال العام الجارى نحو
6 آلاف بلاغ، مشيرا إلى أن هذا العدد لا يمثل الرقم الحقيقي لتلك الجرائم، لأن أغلب
القضايا تكون مرتبطة بالأخلاق والشرف، وهو ما يدفع العديد من المواطنين لعدم الابلاغ.
وحول طبيعة عمل إدارة مكافحة جرائم الحاسبات
وشبكات المعلومات، قال العميد أباظة أن إدارة مكافحة جرائم الحاسبات وشبكات المعلومات
تعمل على مدار ال24 ساعة لحماية المواطن المصري من الجريمة التي تقع من خلال الفضاء
الالكتروني "الانترنت"، والتى تتضمن جرائم القذف والسب والتشهير، والإرهاب
وتجنيد الشباب ونشر الأفكار الضالة، والابتزاز الجنسي، لافتا إلى أن ضباط الإدارة نجحوا
خلال الفترة الأخيرة فى ضبط العديد من قضايا الابتزاز الجنسي للأطفال في مصر من خلال
الانترنت؛ حيث تم ضبط العديد من مرتكبيها وإتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالهم.
وفيما يتعلق بمعدل أعمار ضباط إدارة مكافحة
جرائم الحاسبات وشبكات المعلومات، أكد العميد على أباظة، أنه تنفيذا لتوجيهات اللواء
مجدى عبدالغفار وزير الداخلية، تم الدفع بكوادر شبابية من الضباط للعمل بالإدارة، نظرا
لقدرتهم الفائقة على تعلم كل ما هو جديد فى عالم الحاسب الآلى و"الانترنت"،
مما يؤدى الى سرعة الاستجابة لبلاغات المواطنين.
وحول جهود الإدارة فى رصد الصفحات التى
تحرض على العنف والارهاب على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعى، قال العميد على أباظة
مدير إدارة مكافحة جرائم الحاسبات وشبكات المعلومات، إن هناك فريق عمل من مباحث الانترنت
يعمل على مدار ال24 ساعة على رصد تلك الصفحات من خلال الرصد الإليكترونى والفحص الفنى،
وهى عملية فنية يقوم بها ضباط البحث الجنائى، والضباط المتخصصون، سواء من خلال المتابعة
اليومية، او من خلال بلاغات المواطنين الشرفاء عن هذه الصفحات او المواقع؛ للوصول الى
المتهمين بالتحريض على القتل والعنف، ويتم وبعد تحديدهم والوصول اليهم، استخراج أذن
من النيابة العامة والقبض على أصحاب تلك الحساب على "الفيس بوك"، والتحقيق
معه، وهو ما يقود الأجهزة الأمنية فى معظم الأحوال الى الوصول الى معلومات مهمة حول
العناصر الارهابية التى تخطط لارتكاب العمليات الارهابية، وتمكن الأجهزة الأمنية من
توجيه ضربات استباقية لهم.
واعلن العميد أباظة أن ضباط إدارة مكافحة
جرائم الحاسبات وشبكات المعلومات نجحوا خلال عام 2016 فقط فى اغلاق 1045 صفحة اليكترونية
على "الفيس بوك" كانت تحرض على أعمال العنف، وقتل الضباط من الجيش والشرطة،
لافتا الى أن العديد ممن تم ضبطهم من القائمين على تلك الصفحات، تم اكتشاف إدارتهم
لأكثر من 50 صفحة على "فيسبوك" بمسميات أخرى مختلفة، للتحريض على العنف،
والدعوة للاحتشاد فى مسيرات وإغلاق الطرق.
وفيما يتعلق بأبرز جهود الإدارة خلال عام
2016، كشف مدير إدارة جرائم الحاسبات وشبكات المعلومات، عن نجاح ضباط الإدارة خلال
العام الجارى فى ضبط الفين و372 قضية سب، والف و623 قضية إساءة، و193 قضية نصب من خلال
الانترنت، و77 قضية اختراقات حسابات شخصية، كان أخطرها ضبط أحد شخص في محافظة الشرقية؛
لقيامه باختراق 360 جهاز حاسب آلى خاص بأفراد، وتصويرهم صوت وصورة داخل منازلهم لابتزازهم
ماليا.
وفيما يتعلق بمخاوف مستخدمى الانترنت وصفحات
التواصل الاجتماعى "الفيس بوك"، و"تويتر" بعد الاعلان العام الماضى
عن الاتفاق على تشغيل برنامج جديد يسمح بمتابعة مستخدمى الانترنت، أكد العميد على أباظة
مدير ادارة مكافحة جرائم الحاسبات وشبكات المعلومات بالإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات،
أن وزارة الداخلية تحترم الحريات الشخصية التي كفلها الدستور والقانون، لافتا إلى أنها
لا تتعقب أشخاصا بل تتعقب الجريمة وتعمل وفقا للقانون، لافتا إلى أن الادارة تتابع
كافة الصفحات العامة أو المفتوحة على مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت، وليس
الصفحات الخاصة المغلقة على أصحابها.
وأضاف أن وزارة الداخلية تعمل على رصد الإرهابيين
والعناصر الارهابية، وليس التجسس على المواطنين، مشيرا الى أنه كيف يمكن لأجهزة الأمن
أن تراقب 45 مليون مواطن يستخدمون "الفيس بوك" فى مصر !! ... مؤكدا ان تلك
المخاوف ليس لها أى أساس من الصحة، وأن الاجراءات التى تتخذها وزارة الداخلية فى هذا
الشأن، تتم وفقا للقانون بعد استئذان النيابة العامة، باعتبارها الجهة الوحيدة التى
تصرح بالدخول على الصفحات عند ورود تحريات مؤكدة عن قيام صاحب الصفحة بارتكاب جرائم
جنائية أو ارهابية.
وعن دور الإدارة لمكافحة جرائم الحاسبات
وشبكات المعلومات في تأمين امتحانات الثانوية العامة هذا العام، وعد العميد على أباظة
باتخاذ إجراءات تأمينية قوية لامتحانات الثانوية العامة، ومنع حدوث الغش الالكتروني
الذي كان يحدث داخل لجان الامتحانات، موضحا أن هناك فرقا بين الغش الالكتروني، والذى
يتمثل فى تصوير ورقة الامتحان داخل اللجنة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعى، وبين
تسريب الامتحانات الذي يحدث مسبقا قبل بدء الامتحان، لافتا إلى الإدارة نجحت بالتعاون
مع أجهزة وزارة الداخلية المعنية فى ضبط القائم على تسريب امتحانات العام الماضى وتم
تقديمهم للمحاكمة.
وفيما يتعلق بأهم الارشادات للمواطنين لتجنب
الوقوع فى براثن مجرمى "الانترنت"، قال العميد على أباظة مدير إدارة مكافحة
جرائم الحاسبات وشبكات المعلومات بالإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات "انصح
المواطنين بعدم وضع أي بيانات أو صور شخصية أو أرقام حسابات البنوك على التليفونات
المحمولة الحديثة، موضحا أن الجهاز في حالة عدم اتصاله بشبكة الانترنت، فهو آمن ولا
يشكل أي خطورة، وبالتالى فلا يجب على المواطن تركه متصلا على شبكة "الانترنت"
دائما، وإنما يجعله متصلا حتى ينتهى من عمله أو تصفحه للمواقع التى يزورها ثم يغلقه
فور الانتهاء".
وأضاف العميد أباظة انه يجب أيضا على المواطنين
عدم ترك الكاميرات الأمامية للهواتف المحمولة أو أجهزة الكمبيوتر مفتوحة باستمرار في
حالة الاتصال بالانترنت؛ حيث يفضل غلقها من خلال وضع شريط لاصق صغير عليها.
وناشد العميد علي أباظة مدير إدارة مكافحة
جرائم الحاسبات وشبكات المعلومات بالإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات، المواطنين
بتقديم البلاغات عند تعرضهم لأى نوع م أنواع الجرائم على الانترنت، وعدم الخوف من تقديم
البلاغات، مطمأنا كافة المواطنين بأن جميع البلاغات التى تتلاقها الإدارة من المواطنين
تكون محل اهتمام وسرية فى الوقت نفسه، خاصة فى الجرائم التى تتعلق بالشرف أو الابتزاز
الجنسي.