"مسيحيون" استشهدوا في سبيل الدفاع عن أرض الوطن
في ساحة القتال وأرض المعركة، لا تستطيع التفرقة بين جندي
مسلم، وجندي مسيحي سوي في الشجاعة والإقدام، ولطالما سطر الأخوة الأقباط تاريخا مشرفا
من الجرأة والتضحية في حروب كثيرة خاضتها مصر ضد المعتدين، ومازال أخوتنا في السلاح
يقودون أشرس المعارك ضد الجماعات الإرهابية في سيناء وعلى حدود مصر، إيمانا منهم بالوطن،
والدفاع عن الشرف والعرض ضد كل من تسول له نفسه الاعتداء عليه، أو تهديد أمنه وسلامة
مواطنيه، ومن هنا نروي قصص لأبطال أقباط استشهدوا في العمليات النوعية التي خاضتها
القوات المسلحة ضد الجماعات الإرهابية.
قال والد الشهيد "مينا نصري"، والذي استشهد نتيجة
انفجار عبوة ناسفة في المدرعة التي كان يعتليها،
إنه فور قدومه لاستلام جثمان البطل، امتلأت القرية بآلاف من الجنود والضباط والقادة،
الذين حضروا للعزاء، وشهد زملائه أن البطل "مينا"، كان يفضل الجلوس علي المدرعة
من الأعلى ليرصد أي تحركات غريبة من المناطق البعيدة قائلاً: "عشان أكون أول واحد
أحارب الإرهابيين".
وتابع والد البطل مجند "مينا": أنا ابني كان حسن الخلق،
وكان يساعده في المعيشة في كل أجازة كان ينالها، وكان يتمني الشهادة دائما، مضيفاً
أن ابنه مات فداء للوطن، في سبيل الدفاع عنه ضد كل جماعات إرهابية تريد النيل من مقدرات
الوطن ، وأن الإرهاب لا يفرق بين مسلم ومسيحي.
والبطل الشهيد "أبانوب
صابر جاب الله" من محافظة الإسماعيلية، استشهد وهو لم يتجاوز عمره 23 عاماً، بعدما
قدم أروع الأمثلة في الفداء والتضحية هو وزملائه، في مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، وبشهادة زملائه كان
"أبانوب"، يلبي نداء الوطن كلما استدعته وحدته من أجازته، ليحل محل بعض من
زملائه، وفي يوم استشهاده لبي نداء الواجب،
وامتاز البطل بالجدية في الخدمة وحسن الخلق والسمعة وتقاليد العسكرية المصرية، وحب
الوطن والتضحية في سبيل الدفاع عن الأصدقاء والأهل والأرض.
وما كان لتلك الأخلاق والوطنية من البطل أبانوب، إلا أن تجسدت
في عزاءه واستقبال جثمانه، بعد أن امتلأت القرية بالآلاف من الجنود والضباط والقادة،
للتعزية في الشهيد البطل، وكانت آخر كلمات والدة الشهيد البطل له قبل استشهاده هي
"خليك في ضهر زمايلك".
وعلى حدود المحروسة، في سلاح حرس الحدود، حيث يقف الشجعان
أسودا للدفاع عن كل شبر من الوطن، كان المجند الشهيد البطل "أندرو ألبر نادر اسحاق"
من محافظة قنا، والذي ضرب هو وزملائه أروع الأمثلة في الدفاع عن الوطن باستماتة وشجاعة
حيث تعرضت النقطة الأمنية الذين كانوا يتولون حراستها بالقرب من واحة الفرافرة، للهجوم من مجموعة من الإرهابيين، فما كان منهم إلا
أن تصدوا للهجوم بشجاعة، وتبادل عنيف لاطلاق النيران مع العناصر الارهابية نتج عنه مقتل العشرات من الإرهابيين، مما جعل العناصر
الخسيسة، تطلق قذائف من أر بي جي علي القوات، لعدم تمكنها من الاشتباك معها، وتمكن
الأبطال من ضبط سيارتين مفخختين معدتين للتفجير، وشهد زملاء "أندرو" بشجاعته
وبطولته في صد الجماعات الارهابية المعتدية، جنباً إلي جنب مع زملائه، تكبيد الجماعات
خسائر فادحة في تلك المعركة، مما جعل المتبقين منهم يفرون هربا.
"الرصاصة التي لم تصبك تعطيك فرصة أن تردها"، هذه
العبارة كان آخر كلمات الشهيد البطل الملازم أول "ميلاد مسعد جورج شنودة"
خريج دفعة 105 حربية سلاح المدرعات محافظة الشرقية، والذي استشهد في أحد الأكمنة بمدينة
الشيخ زويد بشمال سيناء، فبعد أن فشلت الجماعات الإرهابية في استهداف الكمين الذي كان
يتولي الشهيد حراسته، استطاعت بيد الخسة أن تغتاله برصاصة قناصة من منطقة بعيدة، لتشتيت
الكمين وإعطاء فرصة لجماعات أخري للهجوم عليه ، ودخل الشهيد في غيبوبة ، وتوفي بعدها
.
وشهد جنود البطل الشهيد، بشجاعة البطل "شنودة"،
ومدي التزامه في حماية الكمين، بفداء وتضحية واقدام، مما جعل اقتحامه والهجوم عليه
أمراً صعباً، مما استوجب اغتيال البطل علي يد الجماعات الارهابية، مشيرين إلي حسن خلق
البطل في التعامل مع الجنود ومشاركته لهم في كافة المناسبات والأعياد قائلين
:"لم نفكر قط أن البطل مسيحي بل كنا ننظر له علي أنه أخ وقائد".