مرصد الإفتاء: الاعتداء الإرهابي ببرلين يعزز من شعبية اليمين المتطرف في الغرب
أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدر الإفتاء المصرية على أن العمل الإرهابي الذي وقع بالعاصمة الألمانية برلين ستكون له نتائج سلبية خطيرة على المسلمين في ألمانيا وأوروبا بشكل عام، وسيعزز من مشاعر الكراهية والخوف من الإسلام في الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وسيصعّب أكثر من أوضاع الجاليات والأقليات المسلمة هناك.
وأضاف المرصد في تعقيبه على العمل الإرهابي الدامي الذي وقع في برلين، والذي استخدمت فيه شاحنة كبيرة لدهس حشد كبير من الناس في سوق لعيد الميلاد خلف وراءه ما لا يقل عن 12 قتيلاً و48 جريحًا، مؤكدًا أن هذا العمل يعزز من فرص وحظوظ التيارات اليمينية المتطرفة المعادية للأجانب بشكل عام، وللمسلمين على وجه الخصوص، وتزيد من فرص وصولهم إلى السلطة وتنفيذ برامجهم الموجه بالأساس لاستئصال المسلمين من مجتمعاتهم في الغرب وحظر دخول المسلمين إلى هناك.
وتابع المرصد أن وكالة "دي بي إيه" الألمانية قد نقلت عن مصادر في أجهزة الأمن أن منفذ الهجوم قد يكون باكستانيًّا أو أفغانيًّا، ويعتقد أنه وصل إلى ألمانيا كطالب لجوء في فبراير الماضي، وهو ما يعزز من انتقادات اليمين المتطرف في ألمانيا والمعارضة لسياسات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في تسهيل عمليات اللجوء إلى ألمانيا، واستقبال عدد من اللاجئين من مختلف الجنسيات، وخاصة من اللاجئين السوريين؛ نظرًا للأوضاع الحالية في سوريا، وهو الأمر الذي ينذر بتعرض اللاجئين من الدول العربية والإسلامية إلى اعتداءات وممارسات عنصرية في أوروبا بشكل عام، وذلك بذريعة أن طلب اللجوء أصبح أحد أبواب تسلل الإرهابيين إلى الغرب، كما أنه ينذر باتخاذ السلطات الألمانية إجراءات من شأنها الحد من عمليات استقبال اللاجئين من الدول العربية والإسلامية.
ولفت المرصد إلى أن هذا العمل الإرهابي يماثل اعتداء نيس والذي وقع في 14 يوليو في جنوب فرنسا حين دهست شاحنة الحشد المتجمع هناك في مساء العيد الوطني الفرنسي، ما تسبب في موجات هائلة من الاعتداءات التي طالت المسلمين هناك، بالإضافة إلى اتخاذ عديد من السلطات والدول لإجراءات تمييزية ومشددة فيما يتعلق بالمسلمين هناك، وهو الأمر الذي من المرجح أن يتكرر في ألمانيا في أعقاب هذا العمل الشنيع، ما يعني أن المسلمين في الغرب بشكل عام هم الأكثر تضررًا جراء تلك الأعمال الإرهابية هناك.
ودعا المرصد كافة الدول الأوروبية إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية المسلمين هناك، ومنع الاعتداء عليهم أو المساس بدور عبادتهم، لمنع التنظيمات المتطرفة من استثمار الأعمال العدائية ضد المسلمين وتجنيد البعض منهم، ومن ثم تنفيذ المزيد من العمليات الإرهابية هناك، فحماية مسلمي أوروبا تمثل ركنًا رئيسيًّا في حماية الأمن القومي الأوروبي بشكل عام، وحماية للأوروبيين المسلمين من التعرض للدعاية المتطرفة والخبيثة المبنية بالأساس على ما يتعرض له المسلمون في عدد من الدول الغربية.