رئيس التشيك السابق: العالم العربي بحاجة إلى الاتحاد

أخبار مصر

بوابة الفجر


بدأت اليوم بالقاهرة، أعمال المؤتمر العربي الدولي الثالث للعلاقات العامة والذي تعقده المنظمة العربية للتنمية الإدارية، في القاهرة خلال الفترة 19-20 ديسمبر 2016 تحت عنوان "آفاق جديدة للتواصل في عالم عربي متغير المداخل الفعالة لإدارة التواصل".

 

 

واشتملت الجلسة الافتتاحية  للمؤتمر على كلمات للدكتور/ ناصر القحطاني، مدير عام المنظمة  قال، فيها  إن هذا المؤتمر في نسخته الثالثة يهدف إلى التأكيد على أهمية الدور المناط بالعلاقات العامة لتعزيز التواصل الفعال بين جميع الأطراف والمكونات حكومات ومجموعات وأفراد من اجل فهم وإدراك الكثير من المشتركات ومن أجل تعزيز ثقافة الحوار وانه في غياب ذلك تغيب الحكمة ويغيب العقل.

 

وتابع أن التواصل الفاعل لا يحقق الفهم المشترك فقط بل يبدد كثيرا من الأوهام والاعتقادات التي تشيطن الآخر وتصنع العداوة والبغضاء بين الإنسان وأخيه الإنسان ومن ثم يقع المحظور، ولعل المشهد العربي الراهن ينبئ عن ذلك حيث كان التواصل غائبا بين الشعوب والحكومات من ناحية وبين بقية مكونات المجتمع العربي من ناحية أخرى

 

وأردف: ندرك جيدا أننا لسنا في عالم الملائكة وان الشر والخير سمتان لازمتا المسيرة البشرية منذ زمن بعيد لكن ومع ذلك تبقى فرص الخير أوفر ومساحة المشتركات اكبر بكثير وان ذلك يتطلب وعيا بها، وان الوعي المنشود يتطلب تعليما نوعيا وإعلاميا يقوم على التسامح والانفتاح على الآخر، وإعلاما يليق بالمرحلة وان مساحة الوعي والفهم المشترك تتسع كلما ضاقت مساحة الجهل، وكلما ضاقت مساحة الجهل ضاقت دائرة الظلم كما تعلمون، سيقى كلامنا طرحا نظريا مالم يتم الحوار والتواصل بشكل فعال من خلال مؤسسات وآليات يستطيع أفراد المجتمع من خلالها تحقيق الأهداف المنشودة.

 

كما شملت الجلسة الافتتاحية كلمة للدكتورة رانيا عبد الرازق منسق عام المؤتمر قالت فيها: لقد حرصنا من خلال هذا المؤتمر العربي الثالث للعلاقات العامة على استعراض آفاق التواصل الجديدة بعالمنا ككل وعرض أهم الاتجاهات الأساسية في إدارة التواصل، حيث باتت استراتجيات التواصل لاعبا أساسيا في منظومة الفرد والمؤسسات والحكومات بل والدول نفسها.

 

من جانبه قدم المتحدث الرئيس للمؤتمر  فاكلاف كلاوس، الرئيس السابق لجمهورية التشيك، ورقة عمل قال فيها انه لا يتفق مع العلومة وتوحيد البشر ربما اتفق مع وجود توحدي بيولوجي لكن توحيد الثقافات مستحيل علينا أن نقبل اختلافاتنا الثقافية والدينية وأن نحارب في نفس الوقت الاغتراب الحالي،  ولقد انتقضت من قبل العواقب المدمرة للعولمة وانتشارها، وأنا لا أؤيد العولمة بمفهومه التقدمي لاينبغي أن نقبل بهذا الشكل المشكوك فيه، في أوربا يوجد تعدد ثقافات، بالنسبة للعام العربي لأستطيع أن أقدم الوعظ  لكن عندما انظر إليه أجد بعض المتناقضات ومنها غياب التكامل الاقتصادي والاجتماعي والتعاون بين دول المنطقة.

 

وتابع: اقترح عليكم النموذج الأوروبي للوحدة، كما أرى وجود العديد من الاضطرابات نتيجة للتدخل الأجنبي ومحاولات تصدير ديمقراطية غير مناسبة وتتعقد حالات العنف والبحث اللامتنهي عن الهوية واحتدام الخلافات الطائفية والدينية، وفي نفس الوقت إخفاق النظام الصناعي القديم والاعتماد المستمر على الغاز والبترول، أنا لا انتقدكم لكن كسياسي لست مقتنع أن العالم العربي يحدث به تحول مفاجئ ولا ينبغي ان يستند لأنماط سلوكية بل يجب أن يكون التحول جذري مع رؤية واضحة ومشاركة من المجتمع وشفافية واستراتيجية ذات جدوى وأن يكون هناك تفاهم بين الأغلبية العظمى من الناس، فالتغيير مهمة داخلية ومهمة مبينة على الديمقراطية التي لايمكن استيرادها أو تفرض على الشعب من الخارج أنهم لا يحتاجون إلى المعونة بل عليهم التعامل مع واقعهم الاقتصادي وبدون أي قيود من الخارج هذا هو أساس التغيير.

 

  وفي كلمته إلى  المؤتمر نوه السيد عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، بدور الجامعة العربية وانه ربما تكون فشلت سياسيا لكنها استطاعت وعن طريق منظمتها المتخصصة أن تحقق نقل نوعية في التعاون العربي المشترك، وأوضح أن العالم يتغير بسرعة، مشيرا إلى ان العرب بحاجة إلى طرح جديد ونظام جديد يعتمد على التعاون لتحقيق الأحلام العربية.

 

وأشار إلى أن العالم العربي اليوم يشهد الكثير من الاضطرابات  بعضها واضح وبعضها سيأخذ وقت طويل وستكون هناك مرحلة انتقالية تطلب الجدية لإعادة بناء المجتمعات، وفي مصر وبصفة أعتقد أن الخلل الذي حدث كان نتيجة لسوء إدارة الحكم وبصورة متكررة حدثت الانتفاضة في عام 2011 وكانت بالتزامن،  ولنفس الأسباب حدثت في باقي أنحاء الوطن العربي بداء من تونس، ويظل السؤال قائما هل ما حدث نتيجة مؤامرة خارجية ام فشل داخلي وأين الخطوط التي تفصل بين كل هذا ؟،  لايمكن إنكار وجود مؤامرات وفي هذا أثير نظرية الفوضى الخلاقة، تتصل بنظريات غياب التميز وفعلا هناك نظرية تتحدث عن إحداث فوضى في العالم العربي، وهناك فشل في معظم الوطن العربي وإخفاق في تحقيق حياة أكثر راحة للمواطنين والنتيجة كانت وخيمة بلا شك، والنتيجة كانت الثورة.

 

 

 وأضاف ماحدث كان مزيج بين تدخل خارجي وأخطاء داخلية في الخارج يبررون تداخلهم في شئوننا أنه بهدف المساعدة وتصحيح أخطائنا، مرة أخرى بالعودة إلى مصر إذا كانت أنظمة الحكم قد حققت عدالة اجتماعية وتنمية حقيقية للمواطنين ماكنت حدثت الثورة ولا نجحت فوضى، الثورة نجحت لأن العالم العربي فشل في أن يقدم حياة متطورة التي تريح الناس ليس أمامنا إلا الإصلاح والإصلاح في مصر يجب أن يكون شاملا.

 

ومصر في 2050 قد يصل التعداد السكاني إلى 150 مليون نسمة ويجب إعداد خطط تنموية ليس للتعامل فقط مع الأزمات من الصعوبة، ولا يمكن تحقيق هذا التقدم دون تعاون وتنسيق التعاون العربي ويجب ان يكون شاملا لأن هذا يدعم التنمية في كل الدول، ونحن في القرن الحادي والعشرين والعالم يتحرك بمفاهيم جديدة من الصعوبة بمكان أن نعود إلى طرق الحكم السابقة ويجب ان نتحرك إلى الأمام فنحن جزء من هذا العالم ويجب أن نحقق آمالنا لا يمكن ان ننسحب من مسئولياتنا تحت أي دعوة من الدعاوي.