دراسة حديثة لعلاج الزهايمر باستخدام الضوء !
الأمل في الضوء
يعاني أكثر من خمسة ملايين شخص في الولايات المتحدة فقط من مرض الزهايمر. ويُعدّ هذا المرض مُنهكاً للمصابين به، ولا يقلّ الأمر صعوبةً على أصدقائهم وعائلاتهم، والذين يقفون عاجزين عملياً بينما يقوم المرض بحرمان أحبائهم من عقلهم وجسمهم. وتقوم حالياً إحدى الشركات ببحث أسلوب جديد وواعد لمساعدة هؤلاء المرضى وعائلاتهم.
وتبحث شركة كوجنيتو ثيرابيوتكس حول استخدام الضوء للمساعدة في مكافحة هذا المرض بطريقة غير جارحة قدر الإمكان. ويعتمد العلاج الذي يقومون بتطويره على ضوء وامض بتردد معين (40 هرتز) لتحريض موجات دماغية معروفة باسم ذبذبات جاما. ويقول لي وي ساي - وهو أحد كبار معدّي الدراسة - لصحيفة لوس أنجلوس تايمز: "لقد قمنا للتوّ بتطويع خلايا عصبية أخرى، وأنواع أخرى من الخلايا في الدماغ بشكل مباشر لتمكين القدرة الداخلية للدماغ نوعاً ما على ترميم نفسه".
وتم في التجربة تعريض الفئران إلى شريط من مصابيح (LED) الوامضة بتردد 40 هرتز لفترات مختلفة، وبعد التعرض لمدة ساعة واحدة، انخفض إنتاج الأميلويد بيتا - وهو نوع من البروتينات المرتبطة بمرض الزهايمر - بمقدار النصف في القشرة البصرية للفئران قيد الدراسة، على الرغم من عودة المستويات إلى ما كانت عليه عند البداية بعد ساعة من العلاج. وعندما تم تعريض الفئران للعلاج لمدة ساعة في اليوم لسبعة أيام، فقد أظهرت انخفاضاً كبيراً في كل من لويحات الأميلويد بيتا والأميلويد الحر العائم.
ولا يزال الباحثون يقومون بالاختبارات لمعرفة إلى متى ستظل المستويات منخفضة، ولكن تم نشر بحثهم الحالي في مجلة نيتشر.
الطريق إلى الأمام
بالطبع مع أي تجربة يتم إجراؤها على الفئران، فإن هناك احتمالاً كبيراً بأن لا تتكرر النتائج عند البشر، ولذلك فإن الباحثين يحثون على الحذر. ويقول ساي: "إنه افتراض كبير، لأن هناك أشياء كثيرة ثبت نجاحها عند الفئران، وفشلت عند البشر. ولكن في حال استجابَ البشر لهذا العلاج بشكل مماثل للفئران، فيمكنني اعتبار إمكاناته هائلة، لأنها غير جارحة، ويمكن الوصول إليها بسهولة".
ويذكر بأن الشركة لا تزال بعيدة عن مرحلة التجارب على الإنسان، بل وحتى أبعد عن موافقة إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية. ومع ذلك، فإن بحثهم يمنح الأمل للملايين التي لا تُحصى من الناس الذين أثّر عليهم مرض الزهايمر بشكل مباشر أو غير مباشر. وعلى أقل تقدير، فإن هذا البحث قد يقدم نظرة جديدة إلى الطريقة التي يمكن بها إعداد الجهاز المناعي لمواجهة المرض دون الحاجة إلى العلاجات الجارحة.