شرخ جديد في العلاقات "المصرية – السعوية".. والرياض تلاعب القاهرة بالورقة الأثيوبية

تقارير وحوارات

السيسي والعاهل السعودي
السيسي والعاهل السعودي



تعد زيارة مستشار العاهل السعودي بالديوان الملكي أحمد الخطيب، إلى سد النهضة الإثيوبي بمثابة شرخًا جديدًا في العلاقات "المصرية- السعودي"، حيث تحاول الثانية لعب دور القيادة في المنطقة مستغلة الوضع الاقتصادي لمصر.

وزار مستشار العاهل السعودي بالديوان الملكي أحمد الخطيب، أمس الجمعة، سد النهضة الإثيوبي، وذلك في إطار تواجده حاليا في العاصمة أديس أبابا للوقوف على إمكانية توليد الطاقة المتجددة، والاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة للتعاون بين البلدين في مجال الطاقة.

وترصد"الفجر"، فيما يلي، الأزمات القائمة بين الجانبين"المصري- والسعودي"، وتباين آراء بعض المختصين في هذا الشأن حول هذه القضية الشائكة.

تصويت مصر للمشروع الروسي
بدأت بوادر الخلاف السياسي بين مصر والسعودية، تظهر عقب تصويت مصر في مجلس الأمن الدولي لصالح مشروع القرار الروسي حول الوضع في سوريا، الذي لم يلق تأييدا إلا من أربع دول.

واستخدمت موسكو  "الفيتو" ضد مشروع القرار الفرنسي حول حلب بمجلس الأمن، يدعو لوقف القتال والغارات الجوية على المدينة، كما يدعو إلى هدنة ووصول المساعدات الإنسانية إلى مختلف المناطق في سوريا، قبل أن تفشل بتمرير مشروع قرار آخر قدمته لإحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا، لكنه لم يطالب بوقف الغارات الجوية.


رفع اسم جماعة الإخوان من قائمة الإرهاب
وقامت المملكة العربية السعودية اتخاذ عدة قرارات من شأنها رفع اسم جماعة الإخوان المسلمين في مصر من قوائم الإرهاب، في العاشر من ديسمبر، وتعتبر تلك الخطوة هي خطوة سعودية تأتي بعد ثلاثة أعوام بعد صدور قرار من الراحل عبد الله بن عبد العزيز للإطاحة بالرئيس المعزول مرسي.

حيث أوضحت " وكالة اليوم الإخبارية"،  أنه في الفترة الحالية هناك مشاورات قائمة في المملكة والعديد من اللقاءات التي تم عقدها في لندن والرياض وإسطنبول بين قيادات إخوانية مماثلة، وذلك لإزالة إسم جماعة الإخوان من قائمة الإرهاب مقابل تفاهمات بين المملكة والتنظيم الدولي للجماعة.


وقف إمداد مصر بالبترول
وفي السابع من نوفمبر الماضي، أعلنت شركة "أرامكو" تعليق إمداد مصر بالمواد البترولية، بالرغم من أن المملكة العربية السعودية كانت أبرمت مع مصر اتفاقية بإمداد مصر بمنتجات بترولية مكررة بواقع 700 ألف طن شهريا لمدة خمس سنوات بموجب اتفاق بقيمة 23 مليار دولار بين شركة أرامكو السعودية والهيئة المصرية العامة للبترول، جرى توقيعه خلال زيارة رسمية قام بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر في مطلع إبريل الماضي.


تيران وصنافير
وتصاعدت الأزمة بين مصر والسعودية عقب وقف تنفيذ الحكم الذي كان يقضي بسعودية الجزيرتين وأحقيتها في السيادة عليهما.


السعودية تحاول لعب دور القيادة في المنطقة 
من جانبه قال الدكتور محمد محي الدين، المحلل السياسي، والبرلماني السابق، إن الدعم الدولي الذي تتلقاه إثيوبيا لسد النهضة الإثيوبي بشكل عام لم يخرج عن نطاق الموقف الرسمي لمصر، موضحًا أن الرئيس السيسي وافق على بناء السد نظرًا لأن هناك مصلحة لدول حوض النيل، أي كانت الجهة التي ستموله.

وأوضح "محي الدين"، في تصريح لـ"الفجر" أن السعودية في الآونة الأخيرة استغلت الوضع الاقتصادي السيء الذي تمر به مصر، وتحاول تلعب دور القيادة في المنطقة، اعتمادًا على قدرتها المادية في تغطية مطالب الدول الأخرى وتلبية احتياجتها، في محاولة منها لإضعاف مصر.


وأضاف المحلل السياسي، أن توتر العلاقة بين مصر والسعودية أصبح واضحًا، لذا يجب على مصر أن تعتمد اعتماد ذاتي على نفسها مهما كان نوع الضغط، لعدم استخدام الدول الأخرى امكانيات مصر لخدمة مصالحها الخاصة، والضغط عليها بحجة الدعم المادي، كما فعلت المملكة، وتباطأت في  تنفيذ مشروع  جسر الملك سلمان، والمنطقة التجارية الحرة التي كانت المفترض تقام في سيناء.