5 سنوات على استشهاد "عماد عفت".. الشيخ الثائر وعدو الإخوان
خدوه على الإسعاف بسرعة.. كانت آخر الكلمات التي طرأت على أذن الشيخ عماد عفت، بعد أن تلقى رصاصة غدر في أحداث مجلس الوزراء منذ 5 سنوات، ولكن بوصوله إلى الإسعاف كان نال الشهادة مدافعًا عن وطنه ومطالب ثورة 25 يناير.
دراسات الشيخ عماد عفت
الشيخ عماد عفت، من مواليد عام 1959 وأنهى حياته في 16 ديسمبر 2011، وكان مشغفًا بالعلم حيث حصل علي ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب جامعة عين شمس عام 1991، وكذلك ليسانس الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف عام 1997، ثم دبلومة الفقه الإسلامي العام من كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة عام 1999.
لقب الشيخ التقي
لقب بـ"الشيخ التقي"، من قبل الشيوخ الذين تتلمذ على أيديهم لأنه ظل طيلة حياته يحارب الظلم بكافة الوسائل المتاحة، وحث الناس على ترسيخ مبدأ المساواة والعدل والحق، وفي أحداث ثورة يناير كان من طليعة المشاركين فيها، بداية من جمعة الغضب، مرورًا بكافة تفاصيلها.
ثقة في نصر الله الكريم
"عفت"، كان دائمًا واثقًا من نصر الله، فكان آخر ما كتبه على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "ﺛِﻖ ﺑﺎﻟﻜﺮﻳﻢِ ﻭﺃﺣﺴِﻦ ﺍﻟﻈﻨَّﺎ.. ﻟُﺬ ﺑﺎﻟﻮﺩﻭﺩ ﻭﺃﻣِّﻞ ﺍﻟﻤَﻨّﺎ.. ﻗُﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﻧﻜِّﺲ ﺍﻟﺮﺃﺳﺎ.. ﻳَﺴﻤَﻊْ ﺩُﻋﺎﻙ ﻭﻳَﺮﺣَﻢِ ﺍﻷﻧّﺎ.. ﻭﺍﻟﺰﻡ ﺟَﻨﺎﺏَ ﺍﻟﺮﺏِّ ﻭﺍﺧﺪُﻣﻪُ .. ﻭﺍﻟﺘَﺬَّ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﺗﻬﻨﺎ".
من قتل عماد عفت؟
لم تتضح حتى الآن الرؤية حول الجاني الذي أهدر حياة الشيخ عماد عفت، ولكن أصبع الإتهام تتجه إلى نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك لأنه أفتى بعدم جواز التصويت لهم في الانتخابات، وأخرى تجاه جماعة الإخوان لأنها كانت تهدف اشعال الصراع بين الثوار والمجلس العسكري بقيادة المشير طنطاوي.
موقف عفت من الإخوان
"مواقف إخوانية"، رسالة كتبها "عفت" فضح فيها الجماعة حيث قال: "هل يتوقع هؤلاء المحترمون- يقصد الإخوان- أن يقوم هؤلاء- يقصد المجلس العسكري- بتسليم السلطة إلى من سيحاكمهم ويجرجرهم إلى السجون؛ حيث إنهم من أشرف على الداخلية التي انتهكت أعراض الناس واستباحت أجسادهم أحياء وأمواتا. بل والشرطة العسكرية نفسها هي من مارست أسوأ وأخسّ التصرفات التي لم يمارسها حتى نظام المخلوع، وهذا حصل مبكرا، بعد التنحّي، وليس وليد أحداث مؤخرة. لأنهم بكل سهولة لا يعترفون بالثورة، وإنما فقط يعتبرون أن كل الغرض منها هو إسقاط التوريث. أما وقد تم، فهم حريصون على كل النظام السابق ورجالاته؛ لأنهم جزء منه، شاركوا في غيه وظلمه وبيعه للبلد".
وتابع الشيخ في رسالته: "الثورة تريد استكمال مسيرتها، وتصحيح خطأ تسليم السلطة لهذا الوكيل الخائن، ولا يكون ذلك إلا بالضغط الشعبي وشبه الإجماع الوطني الذي أظهر الله فعله الساحر، وأقام علينا الحجة بما تكحّلت به عيوننا وتشنفّت به آذاننا في 11 فبراير (يوم تنحي مبارك). فهل بعد هذا نساعد في تضييع سلاحنا الماضي بتضييع الإجماع الوطني، الذي ما حصل أي شيء من مكاسب الثورة إلا به وبالنزول للميادين؟ فهل نترك المجرَّب الذي عندنا من الله تعالى فيه برهان إلى مجلس شعب لا ندري عنه شيئا حتى ولو كانت لنا فيه أغلبية، وبعد أن تكون الجماعة الوطنية قد تفتت؟".