في ذكرى ضم الجولان إلى إسرائيل.. نتنياهو يتوعد بجعلها أبدية لهم والحرب السورية حجر عثرة في استعادتها
لا يزال العرب يعيشون حقبة من حقب الذل والهوان، فبينما تحتفل إسرائيل في كل يوم بالأراضي التي أخذتها عنوة، نرى الحروب العربية العربية، التي لم تبق ولم تذر، وتعد منطقة الجولان السورية، من أهم المناطق التي أخذتها إسرائيل عنوة، حيث تحين ذكراها في هذا اليوم الموافق 15/12/1981، والذي تضمن إصدار قانونً إسرائيلي يقضي بضم هضبة الجولان السورية للأراضي الإسرائيلية.
أهمية الجولان بالنسبة لإسرائيل
تعد الجولان من أهم المناطق بالنسبة لإسرائيل، بل إن البعض من المتخصصين أكد أن لها أهمية عند إسرائيل تفوق مدينة القدس بالنسبة لإسرائيل، وهو الصحفي المتخصص في الشأن العربي، أشرف أبوالهول، نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام مفسرا بأن القدس لها قيمة معنوية، أما الجولان فهي تتحكم في أمن إسرائيل وأن تلك الهضبة هي ما تجعل إسرائيل ترفض العودة إلى حدود الرابع من يونيو 1967.
وتبرز أيضا بعض العوامل الأخرى التي تكشف أهمية الجولان لدى إسرائيل، إذ تحض الكتب الدينية المقدسة لدى اليهود، على أهمية السيطرة على تلك المنطقة، فضلا عن الأسباب الأمنية التي تجعل إسرائيل تسيطر على تلك المنطقة، ولذا حرص الزعماء اليهود على تنفيذ هذه الوصايا منذ القديم ، ففي سنة 1917 طالبت اللجنة الصهيونية البريطانية إدخال الجولان ضمن حدود دولة إسرائيل، وفي سنة 1919 اقترح الوفد الصهيوني الذي مثل اليهود في مؤتمر باريس للسلام أن تكون الجولان جزءاً من دولة إسرائيل.
ستبقى أبدية لإسرائيل!
هكذا يصيح دائما رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، مؤكدا أن الجولان ستبقى لهم خالصة تماما كمنطقة أبدية خالصة للكيان الإسرائيلي، فمن العادات أن تعقد جلسات للحكومة الإسرائيلية في الجولان المحتل، وخلال لقاء عقد في مطلع هذا العام أكد نتنياهو، إن الانسحاب من الهضبة السورية المحتلة ليس ورادا على الإطلاق، متعهدا أن يبقى الجولان جزءا من إسرائيل "إلى الأبد".
تساؤلات حاضرة
وتأتي العديد من التساؤلات حول مدى تأثير المشهد السوري الحالي، حول تمكين إسرائيل في تلك الهضبة، وتحقيق وعدها بالفعل بأن الجولان عاصمة أبدية لهم؟ وما هي الاستفادة الكبرى التي ستفيدها إسرائيل من هذا المشهد السوري الفوضوي؟
قرارا مخالفا
ويؤكد محمد حامد، الباحث في العلاقات الدولية، أن قرار ضم الجولان السوري إلي إسرائيل، يعد قرارا مخالفا للقانون الدولي حيث رفضته الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية وكافة المنظمات الدولية.
وأوضح حامد في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الأمم المتحدة نشرت قوات "الاندوف" وهي قوات حفظ السلام بين البلدين، مشيرا إلى أن قوات المعارضة المسلحة، قامت بطرد القوات السورية من منطقة القنيطرة عاصمة هضبة الجولان السوري المحتل، إلا القوات السورية الحكومة السورية طردت المسلحين من حدود الجولان واستعادتها بداية هذا العام.
المعارضة تتلقى الدعم من إسرائيل
وشدد الباحث في العلاقات الدولية، أن قوات المعارضة السورية تتلقى الدعم من إسرائيل وهذا موثق، مؤكدا إن إسرائيل اعترفت بدعمها وعلاجها المسلحين كافة، فضلا عن تلقيها الدعم من غرفة "موك" في الأردن والتي تضم أمريكا وبريطانيا ودول أوروبية أخري.
ما يحمله المستقبل
ويتوقع حامد في المستقبل أن توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل، حيث صرحت المعارضة السورية أنها لا تمانع توقيع اتفاقية سلام على غرار مصر والأردن لكن هذا في المستقبل البعيد وليس القريب.