هل انتصر "الأسد"؟.. خبراء: ما حدث في حلب سيصحبه كوارث مستقبلية

عربي ودولي

بوابة الفجر


لا تزال الأزمة السورية مستمرة، فحلول العقل غائبة، والحلول العسكرية هي السائدة، حيث تتخذ صنوفا عديدة من المواجهات، والتي يتأجج معها كل ألوان العنف والتطرف، مع ما يفعله النظام السوري، الذي يدمر المنازل ويحرق الأطفال والنساء ويجري دمائهم أنهارا، بأسلحته المحرمة وغير المحرمة، في سبيل السيطرة على مدينة حلب، وهو ما حدث أخيرا حيث أعلن النظام السوري السيطرة بالكامل على مدينة حلب التي تعد من أكبر محافظات الدولة السورية.

احتفالات بالانتصار وقتلى بالشوارع 
وبعد الإعلان عن السيطرة اندلعت الاحتفالات في شوارع حلب، كما نقلت وكالة "سبوتنيك" من أن هناك احتفالات بالشوارع، وسيارات تطوف أرجاء المدينة ابتهاجاً بتحرير المدينة بالكامل، فيما يأتي على النقيض من استمرار أعمال التذبيح والتقتيل التي ترتكبها قوات النظام السوري،  بسكان مدينة حلب، وهو ما أكدته صحيفة "ديلي ستار" البريطانية، من أن هناك أعمال حرق لمدنيين أحياء، وارتكاب إبادات جماعية، فيما كشفت منظمة الأمم المتحدة، في تقارير لها، نشرتها اليوم عن إعدام 82 مدنيًا على يد الميليشيات الموالية للنظام السوري في 4 أحياء بالمدينة.

تحذيرات وتخوفات
وبرغم هذا الانتصار المدوي للجيش السوري وحلفاؤه، إلا أن هناك العديد من التساؤلات يطرحها العديد الآن، وهي ما مدى اعتبار ما حدث انتصارا حقيقيا لبشار الأسد؟ وما هي التأثيرات السلبية التي ستتسبب فيها أعمال القتل الشديدة في حلب؟ وما مدى انعكاسه على المواجهات والمنطقة بأكملها؟

ما حدث في حلب سيصحبه كوارث مستقبلية
الدكتور عمروعبد المنعم، خبير الجماعات الجهادية، أكد إن انتصار بشار الأسد في حلب، لا يأتي انتصارا بالمعني الحقيقي، لافتا إلى أن هذا الانتصار الذي يأتي بالدماء، والتقتيل والتذبيح، سيسبب الكثير من الكوارث في المستقبل.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الخلافات التي جاءت بين فصائل المعارضة المناوئة لبشار الأسد، كانت ضمن أهم الأسباب التي أخذها بشار وروسيا في الاعتبار، حيث استشعر ضعف المعارضة وقرر القضاء عليها مستغلا عامل التوقيت، موضحا أنه بجانب هذا الضعف، جاء أيضا الآلة القوية من أسلحة ثقيلة وصواريخ، مما أدى إلى سيطرة النظام عليها.

يأتي في مصلحة العنف 
وعن التأثيرات السلبية التي ستتسبب فيها سيطرة النظام على حلب، أوضح عبد المنعم، أن المنطقة كلها ستكتوي بنار الإرهاب أكثر من حالته الآنية، قائلا أن هذا الكم من القتل والدماء والأشلاء التي قام بها النظام وحلفاؤه من سيسبب رد فعل قوي للغاية من زيادة العنف في الشرق الأوسط وأوروبا أيضا. 

ليس انتصارا بل كارثة على الأمن القومي العربي
من جانبه أكد الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، أن ما يحدث في حلب يأت في إطار كارثة محققة ستشعل المنطقة بأكملها، لافتا إلى أن هذا الإنتصار الذي يراه بشار الأسد وحلفاؤه كذلك، لا يعبر في الحقيقة عن أية انتصارات حقيقية للنظام، بل يأتي في نطاق المؤامرة على احتلال الأراضي السورية، من قبل روسيا وإيران.

يأتي في مصلحة المحتل
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن هذا سيكون له تبعات شديدة الخطورة على المنطقة بأكملها، حيث أنه يعزز من نفوذ المحتل الروسي والإيراني، بما يسبب مشكلة كبيرة للأمن القومي العربي، مبينا أن الحرب المتواجدة الآن ليست حرب نهائية، وإنما تأتي بأسلوب الكر والفر، بما سيجعل هناك سجالات أخرى بين النظام وقوات المعارضة.

ما حدث في حلب سيزيد من التشدد
وفي مقالة لمركز الروابط للبحوث والدراسات الإستراتيجية، أكد أن هذه المعركة ستجعل  الأزمة مستمرة، وستكون هناك  أشكالا مختلفة من نمط حرب العصابات أو المزيد من الاغتيالات والتفجيرات ستكون وسيلة من وسائل مواجهة فصائل المعارضة لنظام الأسد.

وأوضح المركز أن هناك مصادر غربية، أكدت أنّ ظاهرة تمدد نفوذ القوى الإسلامية المتشددة ستبرز أكثر فأكثر، وبالتالي فإنّ الشرخ سيتنامى بين النظام ومعارضيه، وستشكل السمة المذهبية اختصارا للمواجهة في الداخل السوري.

أمريكا تريد تفتيت المنطقة
كما أكد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات السياسية والدولية، أن كل ماا يحدث من خراب وتدمير في سوريا، خاصة ما تشهده حلب يعد من الأمور التي تؤكد أن هناك تحالفا أمريكيا، للعمل على تخريب الدولة السورية، والسيطرة عليها وأخذها في طور التفتيت الذي يحدث للبلاد للعربية.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الحرب السورية بما حدث من قتل وتشريد بهذه البشاعة للسكان في حلب، لن تنتهي  على الإطلاق، بل ستظل مؤججة بين الكثير من القوى المختلفة، بما يعني مزيد من التخريب والدمار، ليس فقط لسوريا وإنما سيكون لذلك عواقب وخيمة على المنطقة العربية بكاملها.