ساعات الدم والدمار في "حلب" (تقرير)
خمس سنوات من الحرب المشتعلة في الداخل السوري بين النظام والمعارضة شارف على نهايته بعد تقدم قوات النظام السوري في مناطق جديدة شرقي حلب.
فبعد حصار وقصف جوي على شرقي حلب تقدمت قوات النظام على المعارضة، الأمر الذي تسبب في إنسحاب الأخيرة وتراجعها في قطاع صغير من المدينة بعد مجازر وقعت بين الطرفين.
وخلال السطور التالية تستعرض "الفجر" تفاصيل 48 ساعة من الحرب الدائرة في حلب بين النظام والمعارضة.
انتصار النظام.. وهزيمة المعارضة
منذ بدء الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2011، وانقسمت "حلب" أكبر مدينة سورية جزئين، غربي تحت سيطرة النظام، وشرقي تحت سيطرة المعارضين.
وخلال اليومين السابقين تمكنت القوات الموالية للنظام السوري، تساندها ميليشيات موالية لإيران وقصف جوي روسي، من تغيير هذا الوضع، إذ تمكنت في سبتمبر الماضي من تشديد حصارها للجزء الشرقي وشن هجوم شامل بعد اسابيع من ذلك.
والآن أصبحت الحكومة السورية تسيطر على أكثر من 95 ٪ من المناطق التي كان المسلحون يسيطرون عليها، بحسب ما يقوله المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض الذي يضيف أن القوات السورية على وشك استعادة المدينة بأكملها.
إعدامات جماعية
ونفذت قوات نظام الأسد والميليشيات المذهبية، أمس الإثنين، قرابة المئتي عملية إعدام رميا بالرصاص لأهالي حلب، بينهم نساء وأطفال، وكانت بعض عمليات الإعدام جماعية، وفقا لشهود عيان من داخل مدينة حلب.
إعدام عناصر المعارضة
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات النظام أعدمت 60 من عناصر المعارضة في الأحياء الشرقية، فيما أفاد الدفاع المدني في حلب، بأن جثث القتلى تملأ الشوارع في حلب، وتحت الركام مع استمرار القصف العنيف.
اقتحام المنازل وقتل سكانها
وقالت الأمم المتحدة الثلاثاء إن القوات الموالية للحكومة السورية تقتحم المنازل في حلب الشرقية وتقتل سكانها بمن فيهم النساء والاطفال.
نزوح المدنيين.. وتسليم المسلحين أنفسهم للجيش السور
وتقول روسيا التي تدعم الحكومة السورية، إن أكثر من 100 ألف من المدنيين قد نزحوا من مناطق القتال وسلم 2200 من المسلحين انفسهم.
انسحاب المعارضة
قوات المعارضة اضطرت للانسحاب، اليوم الثلاثاء، من مناطق باب أنطاكيا، وبستان القصر، وحي الجلوم الذي يقع فيه المسجد الأموي التاريخي، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام وداعميه بدأت ظهر أمس الإثنين واستمرت حتى صباح اليوم.
المدنيين عالقين
وعلى وقع انسحاب قوات المعارضة من المناطق الثلاث، أصبحت المساحة التي تسيطر عليها قواتها، 6 كم مربع بعدما كانت 8.6 كم مربع، وبات عشرات الآلاف من المدنيين عالقين في منطقة لا تتجاوز مساحتها 6 كم مربع في الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب السورية.
المفاوضات
على صعيد آخر، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو، اليوم الثلاثاء إن تركيا ستكثف مفاوضاتها مع روسيا وغيرها من الدول حول الموقف في حلب، مضيفا ان ثمة ضرورة للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار للسماح باخلاء المدنيين.
وأكد الوزير التركي في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره التشيكي في انقرة ان مسؤولين اتراك وروس سيجتمعون لهذا الغرض، ولكنه اضاف ان هذا الاجتماع هو واحد من سلسلة من الاجتماعات عقدتها تركيا مع المجتمع الدولي حول الازمة السورية.
احتفالات
هذا وقد عرض التلفزيون السوري الرسمي صورا لاحتفالات جرت في حلب بعد ورود تقارير تفيد بأن الجيش الحكومي يوشك على تحقيق النصر على المعارضين في المدينة.