هؤلاء هم الراقصون على أنقاض "حلب".. وخبراء يحذرون من تابعات الحرب المشتعلة

تقارير وحوارات

الحرب في حلب
الحرب في حلب



مازالت الأزمة السورية في عامها الخامس، ولم يتحرك ساكنًا من الدول العربية والغربية لإيجاد حل يضمن السلام لشعبها، ما أدى إلى قوة النظام السوري وفرض سيطرته على حلب وسط انهيار دفاعات المعارضة، إلى أن دخلت "حلب" في حيز سوريا الجديدة الذي خطط لها الغرب- بحسب ما قاله المختصين.

وبالرغم من الانتصار الذي حققه الأسد في حلب، إلا أن بعض المختصين في شئون العلاقات الدولية، أكدوا أن تابعات ذلك ستكون سلبية جثيمة على سوريا، نظرًا لأن الحرب في حلب تعتد مؤامرة روسية إيرانية من أجل تعزيز نفوذهما في المنطقة، فضلاً عن أن سقوطها لا يعني انتهاء الحرب في سوريا.

ونفذت قوات النظام السوري، عشرات الإعدامات الميدانية في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، بعد سيطرتها على معظم أحياء المدينة، مما أدى إلى انهيار دفاعات المعارضة؛ وتقدم جيش النظام السوري في أكثر المناطق بحلب، ما أجبر مقاتلي المعارضة إلى التقهقر إلى بضعة أحياء على الضفة الغربية من نهر حلب.


الأوضاع في "حلب"
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات النظام أعدمت 60 من عناصر المعارضة في الأحياء الشرقية، أمس الإثنين.

فيما أفاد الدفاع المدني في حلب، بأن جثث القتلى تملأ الشوارع في حلب، وتحت الركام مع استمرار القصف العنيف، فيما شهدت الأحياء التي بقيت تحت سيطرة المعارضة حركة نزوح كبيرة للمدنيين، مشيرًا إلى أن مازالت القوات السورية تتوغل في مناطق المعارضة في حلب بعدما قصفتها وجوعتها لأشهر، حيث استولت على مزيد من الأحياء، وأغرقت ما تبقى منها.


مؤامرة روسية إيرانية
وفي ضوء ما سبق علق الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، أن ما يحدث في حلب الآن يعتبر مؤامرة روسية إيرانية وتواطؤ دولي وتخاذل عربي، منوهًا بأن ذلك سيدفع ثمنه الجميع وأولهم "بشار الأسد" وسوريا بأكملها، فالدعم "الإيراني الروسي" لسوريا  ليس من باب التعاون بل من أجل سيطرتهما وتعزيز نفوذهما الإقليمي في المنطقة.

وأضاف" حسين"، في تصريح لـ"الفجر"، أن النظام السوري من الصعب أن يسيطر على "حلب"، وحتى إذا نجح سوف تخرج قواته منها مثلما حدث من قبل، موضحًا أن سوريا كانت تحت قبضة النظام السوري من قبل ثم اقتطعت منه بعض المدن واحدة تلو الأخرى، وهذا لا يعتبر انتصار للنظام بل "خيبة كبيرة".


وأكد أن مطالبة المعارضة التدخل الدولي لحماية المدنيين، أمرًا طبيعيًا من أجل مساعدة وحماية المدنيين، موضحًا أن هذا ليس معناه ضعفها بل هو نوع من الاستغاثة.


لماذا حلب الآن؟
ورأى الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات السياسية والدولية، أن اختيار مدينة حلب وتمزقها الآن، تخطيط من الولايات المتحدة الأمريكية التي تحاول اسقاطها، بحيث يتم اختزال الأزمة السورية في حلب، كما يتم في العراق واشعال الحرب في الموصل، مؤكدًا أنها رغبة أمريكية لتفتيت سوريا.

وأضاف  اللاوندي في تصريح لـ"الفجر"، أن سقوط حلب لا يعني انتهاء الحرب في سوريا، بل سينتقل الهجوم الشرس من قبل النظام السوري إلى مناطق ومحافظات أخرى والسيطرة عليها، لاسيما وأن الجانب الروسي ضد المعارضة السورية، باعتبارهم متطرفين من وجهة نظر الروس، وبالتالي اشعال الحرب وتفتيت وارهاق المعارضة يصب لصالح روسيا والغرب بشكل عام.

وأرجح خبير العلاقات السياسية والدولية، أن النظام السوري سوف يسيطر على حلب بأكلها، خاصة أنه يمتلك امكانيات قتالية ودعم روسي، مما يؤدي إلى انتشار الفوضى واستمرار القتال، وهو ما جعل المعارضة تناشد التحالف الدولي لحماية المدنيين والخروج من الأزمة.


سوريا الجديدة وانتهاء دور المعارضة
من جانبه أكد اللواء حسام سويلم، خبير استراتيجي،  أن حلب دخلت في حيز سوريا الجديدة الذي خطط لها الغرب، وبهذا الشكل انتهى دور المعارضة السورية تمامًا.

وأضاف"سويلم"، في تصريح لـ"الفجر"، أن حلب تعد من أهم المناطق بعد العاصمة دمشق، والسيطرة عليها من قبل نظام الأسد يعني تفتت سوريا، مؤكدًا أن هذه الضربة كانت الأشد قسوة على سوريا، وسيكون لها تابعات جثيمة أولها استمرار حالة الحرب فيها والفقر على المدى الطويل.

وأشار"سويلم"،إلى أن الحل السياسي الآن بات من الصعب أن يأتي بثمار مفرحة على سوريا، لافتًا إلى أن الحل في يد مجلس التعاون الدولي للتدخل وايقاف نزيف الدماء.