الجارديان : معركة دمشق وموقف روسيا مؤشران على قرب سقوط الأسد

عربي ودولي


ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية في عددها الصادر اليوم الأربعاء أن وصول الصراع بين الثوار السوريين ونظام الرئيس بشار الأسد إلى مرحلة المعركة الفاصلة في دمشق، إلى جانب وجود علامات تدل على تحول الموقف الروسي بشأن الأزمة السورية، يعدان من المؤشرات على قرب موعد سقوط الأسد.

وقالت الصحيفة - في تقرير بثته على موقعها على شبكة الإنترنت - إن معركة ضخمة ،قد تكون الفاصلة ، أوشكت على الإندلاع في العاصمة السورية، فالثوار السوريون يتجهون إلى دمشق محملين بأسلحة استولوا عليها من قواعد عسكرية استراتيجية تابعة للأسد، ومبالغ مالية ضخمة، وصواريخ أرض-جو، في الوقت نفسه فإن الأمم المتحدة قررت سحب موظفيها غير الضروريين من دمشق.

وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن الثوار قد لا يكونون بالقوة الكافية لخوض هذه المعركة ، لكنهم في الوقت نفسه لديهم من الإصرار ما ينفي وجود نية للتراجع أو الإنسحاب، فبعد حرب مريرة طويلة الأمد لم يعد لدى هؤلاء غير خيار واحد هو التحرك قدما تجاه دمشق.

وأوضحت أن الرئيس السوري ، الذي نقل عنه محاوروه الروس مؤخرا أنه فقد الأمل في النصر أو الهروب ، أحاط دمشق بقوات يبلغ عددها 80 ألف جندي ، وهو يعتمد في هذه المعركة على حلفائه من الطائفة العلوية التي فشل الثوار في إقناعها بأن حقوقها وممتلكاتها وأرواحها ستظل في مأمن بعد سقوطه ، لذا فإن الطبيعة الطائفية لمعركة دمشق تعكس مدى الشراسة التي سيتسم بها القتال في حال نشوبها.

من جهة أخرى ، رأت الجارديان أنه بعد 20 شهرا من الصراع في سوريا بدأت دلالات التحول في الموقف الروسي المساند لنظام الأسد تلوح في الأفق ، فبصرف النظر عما بدى عليه الدعم العسكري الروسي لدمشق من فشل ، فإن روسيا تخشى من عوامل ثلاثة أضعفهم شديد القسوة أولها الآثار البغيضة التي ستنتج عن الدعم التقليدي لسوريا وثانيا نتاج المخاوف المحلية من نشوب ثورات شعبية في روسيا وتغيير النظام واندلاع ثورة إسلامية في شمال القوقاز.

أما العامل الأخير ، وفقا للصحيفة البريطانية ، فيتعلق بقراءة موسكو الخاطئة كليا لطبيعة ثورات الربيع العربي ، فالعديد من محللي السياسات الخارجية في موسكو أقنعوا أنفسهم خلال العامين الماضيين بأن تلك الثورات ليس نتاج حراك شعبي ، لكنها بدأت أساسا بين أروقة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي ايه).

وقالت الصحيفة إن الحقيقة تدخلت على نحو غير مرغوب فيه في الحسابات الروسية المتعلقة بسوريا ، وأصبح الموقف الروسي ضعيفا مع تزايد قوة الثوار السوريين عسكريا ، وتدفق الدعم الأوروبي وما يحويه من أسلحة وأموال على الجيش السوري الحر ، وهو ما انعكس على تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخيرة التي قال فيها إن روسيا ليست محامي النظام السوري الحالي.

وأضافت الصحيفة أنه وفقا لهذه التصريحات فإن الرئيس الروسي يعمل على إبعاد نفسه عن حليفه السوري ، في الوقت نفسه ، فإن الأمر الصحيح الذي يتمسك به بوتين هو أن تدخل حلف شمال الأطلنطي (ناتو) في ليبيا يقدم دروسا حول أخطاء يجب تجنبها وأن النزاعات في ليبيا ذات الطبيعة القبلية تحتاج لسنوات لحلها بعد تدخل الحلف وهو أمر قد ينطبق على النزاع في سوريا ذي الطبيعة الطائفية ، ويجعل السؤال الأهم غير متعلق برحيل الأسد بقدر تعلقه بمن سيرحل معه ، ومن سيبقى بعده.