خبراء يوضحون حقيقة التقارب الروسي الأمريكي ومدى تأثيره على دول الشرق الأوسط
برغم الحرب الباردة التي دائما ما تظهر بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، في الكثير من الأوجه والاتجاهات، إلا أن دونالد ترامب يبدو أنه أذاب الكثير من جبالها، فبحكم خلفيته المتطرفة والشبيهة إلى حد كبير بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تظهر بعض نقاط الاتفاق فيما بينهما، كان آخرها توارد الأنباء بشأن ترشيح ترامب "ريكس تيلرسون" رئيس شركة إكسون موبيل، لشغل منصب وزارة الخارجية الأمريكية، ومن المعلوم أن "تيلرسون" لديه علاقات قوية مع الرئيس الروسي بوتين، وفقا لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية.
مؤشرات اتفاق أخرى
وليس للمرة الأولى أن تظهر هذه المؤشرات، وإنما تكرر قبل ذلك خلال اتصال هاتفي، جمع بين بوتين وترامب، حيث اتفقا الإثنين على ضرورة العمل بشكل مشترك لتطبيع العلاقات بين بلديهما، والتأكيد على أهمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
وأوضح الكرملين ائنذاك، إن بوتين أعرب عن استعداده لإجراء حوار مع الإدارة الأمريكية الجديدة على قدم المساواة، فيما أكد فريق ترامب بضرورة إقامة علاقات قوية ودائمة مع روسيا.
وتعد العلاقات الروسية الأمريكية، من أشرس العلاقات التي تشهد غالبيته أزمات، وهو ما جعلها تتراجع إلى مستويات كبرى منذ نهاية الحرب الباردة، بسبب الأزمتين السورية والأوكرانية.
التقارب يأتي نتيجة للتحديات
وفي سياق ما سبق أكد جمال أسعد الكاتب والمفكر السياسي، أن العلاقات الدولية دائما ما تتقلب وتتغير كثيرا، خاصة في ظل الأجواء المتقلبة وتزاحم القضايا التي تحرك سياسات الدول المختلفة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن هذه المتغيرات الدولية دائما ما تجعل صديق الأمس عدو اليوم، وكذلك على العكس أيضا، حيث أن العلاقات التي تقوم على أساس المصالح تتميز بهذا الأمر، موضحا أن العلاقات الروسية الأمريكية برغم تأزمها في بعض الملفات إلا أنه منذ صعود ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، هناك بعض المؤشرات التي تشير إلى أن هناك تقاربا بين الولايات المتحدة وبين روسيا في بعض الملفات ونتيجة للتحديات أيضا.
تحديات مشتركة
وعن هذه التحديات، ذكر أسعد أن الإرهاب يعد من أكثر الملفات التي تجعل هناك تقاربا بين الجانبين، فضلا عن القضية السورية وغيرها من قضايا ومشكلات الربيع العربي، مبينا أن كلا من بوتين وترامب لديهم نزعات قومية ووطنية، مما يسهل أجواء التقارب.
لا يمكن الجزم بأن هناك تقاربا
من جانبه أكد الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، إنه لا يمكن الجزم بأن هناك تقاربا قويا بين دونالد ترامب خاصة في هذا التوقيت الذي تتزاحم فيه المشكلات الكثيرة بين الدول.
وأضاف في تصريحات خاص لـ "الفجر"، أن كل ما ظهر من مؤشرات، لا يعتد بها في موازين السياسة على الإطلاق، حيث أن ترامب لا يزال إلى الآن خارج نطاق الخدمة، وبالتالي يصدر العديد من التصريحات التي لا تمثل اتجاهات ومواقف حقيقية تبنى عليها السياسات المتخذة بعد ذلك.
وقال أستاذ العلاقات الدولية، أن هناك بعض الملفات التي تجمعهم بالفعل، وهو ملف الإرهاب الذي أًصبح مهددا لهم جميعا، بما يسبب لهم مشكلات كبيرة للغاية، إلا أنه لا يمكن التكهن بأي تقارب حقيقي في الملفات الخلافية الأخرى، إلا أن التأثيرات على دول الشرق الأوسط ستكون سيئة في جميع الحالات..