ملك الأردن يشهد مراسم عسكرية لدفن رفات شهيد من أبطال معارك القدس

عربي ودولي

العاهل الأردني الملك
العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني - أرشيفية

 شهد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي - اليوم الاثنين، مراسم عسكرية مهيبة جرت في صرح الشهيد، لدفن رفات أحد شهداء الجيش العربي في معارك القدس، وإعادة افتتاح الصرح ضمن احتفالات المملكة بمئوية الثورة العربية الكبرى.. وفقا لبيان صدر اليوم عن الديوان الملكي الهاشمي.

وكانت قد جرت فجر اليوم مراسم نقل الرفات من مقبرة لشهداء الجيش العربي في موقع النبي صموئيل في مدينة القدس الشريف، حيث كان جثمان الشهيد يرقد لعقود طويلة إلى جانب رفات زملائه، والذين وبسبب ظروف الحرب حينذاك دفنوا دون أن يكون هناك تعريف لأسماء بعضهم.. ورافق الرفات مجموعة من حرس الشرف، ومندوب من مديرية الإفتاء في القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي.

وبعد وصول الرفات إلى عمان، انطلق موكب الشهيد محمولا على ذات عربة المدفع التي حملت جثمان الملك الحسين بن طلال، ملفوفا بالعلم الأردني، من ميدان الراية في الديوان الملكي الهاشمي إلى صرح الشهيد، ترافقه كوكبة من الفرسان وتشكيلة من الآليات العسكرية الحديثة.. وحلقت طائرات عامودية من سلاح الجو الملكي تحمل راية الثورة العربية الكبرى، وعلم المملكة الأردنية الهاشمية، وعلم القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي تحية للشهيد، فيما أطلقت المدفعية 21 طلقة مع بدء صعود الرفات إلى ساحة المراسم الرئيسية.

وحملت مجموعة من الضباط وضباط الصف رفات الشهيد على أكتافهم في مراسم عسكرية استثنائية .. واصطفوا أمام القائد الأعلى الذي حيا الشهيد، فيما عزفت موسيقات القوات المسلحة "سلام الشهيد" الذي أُلف خصيصاً لهذه المناسبة.. بحضور عدد من الأمراء، ورئيس الوزراء وزير الدفاع، ورئيسي مجلسي الأعيان والنواب، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين.

وجرت مراسم دفن الرفات، في مثوى الجندي المجهول، الذي يتوسط البناء الداخلي لصرح الشهيد، في أجواء تستحضر قيم الإيمان والشهادة والتضحية والكرامة، ووضع القائد الأعلى إكليلا من الزهور على قبر الشهيد.

وخلال جولة الملك عبدالله الثاني في مرافق صرح الشهيد، اطلع على ما شهده الصرح، الذي كان قد افتتح في 25 يوليو عام 1977 ضمن احتفالات المملكة باليوبيل الفضي لجلوس الملك الحسين بن طلال على العرش، من أعمال تطوير وتحديث وتجديد للباحات الخارجية، وإثراء للمقتنيات والمعروضات التاريخية.

وفي ساحة النهضة، بباحة صرح الشهيد، شهد القائد الأعلى مراسم تبديل الحرس، التي نفذتها سرية المشاة الاستعراضية الخاصة من مجموعة حرس الشرف، والتي تضمنت حركات مشاة صامتة، محاطين بمجموعة من الهجانة، وأداء عدد من المقطوعات الموسيقية من تأليف موسيقات القوات المسلحة.

وتأتي مراسم تبديل الحرس، التي سيحتضنها الصرح يوميا، ضمن الجهود الوطنية لتشجيع السياحة الثقافية كفعالية عسكرية جمالية تجذب الزوار والسياح وتثري تجربتهم عند زيارة الصرح، الذي سيكون محطة لكبار زوار المملكة العرب والأجانب.

ونظمت الفعالية في اختتام احتفالات الأردن الرسمية بذكرى مئوية الثورة العربية الكبرى وعيد النهضة العربية، والتي أطلق رصاصتها الأولى الشريف الحسين بن علي في العاشر من يونيو عام 1916.