دراسة.. كثير من "اللاجنسيين" يتخيلون الجنس بناءً على أنماط الاستمناء
الباحثون ليسوا متأكدين تماماً من تعريف ما هي "اللاجنسية" على الورق، إنه مفهوم واضح، "اللاجنسيون" ببساطة لا يشعرون بالانجذاب الجنسي، ولكن بما أن العلماء في مرحلة مبكرة جداً من محاولات فهم هذه الظاهرة، فإنهم غير متأكدين من كثير من التفاصيل.
هناك عدة أسئلة واضحة ومثيرة للاهتمام، تمس جوانب من الحياة الجنسية والتي لا يترتب عليها مشاركة شخص آخر في التجربة: كم مرة يمارس "اللاجنسيون" الاستمناء (امتاع النفس جنسياً)؟ هل لديهم تخيلات جنسية؟
من أجل فهم هذه المجموعة من الناس بشكل أفضل، أجرى ثلاثة باحثين، موراغ يول، ولوري بروتو، وبوريس غورزالكا، من جامعة كولومبيا البريطانية، بحثاً سألوا فيه 739 شخصاً، 351 منهم من "اللاجنسيين" عن خبراتهم وتخيلاتهم الجنسية.
والنتائج التي نُشرت حديثاً في أرشيف السلوك الجنسي، تشير بقوة إلى أن تسمية "اللاجنسية" تصف مجموعة واسعة جداً من الناس، ويمكن أن يكون قد آن الأوان للتدقيق بشكل أكثر في هذا التعريف.
نعرض عليكم بعض الاستنتاجات الرئيسية في البحث:
"في حين هناك عدد من الاختلافات بين مجموعات الناس اللاجنسيين والجنسيين من حيث أنماط الاستمناء والخيال الجنسي، وكذلك في محتويات الخيال الجنسي، إلا أن التشابه بين هاتين الفئتين لافت للنظر. على سبيل المثال، أفاد ما يقرب من نصف النساء اللاجنسيين وثلاثة أرباع الرجال اللاجنسيين أنهم يتخيلون الجنس ويمارسون الاستمناء، رغم قولهم إنهم لا ينجذبون جنسياً لأشخاص آخرين.
وعلاوة على ذلك، هناك تداخل كبير في التخيلات الجنسية التي يعيشها المشاركون، بصرف النظر عن وضعهم اللاجنسي أو الجنسي. ويُعتقد منذ فترة طويلة أن التخيلات الجنسية تكشف عن رغبات الشخص الدفينة. ومع ذلك، تشير البيانات الحالية إلى أنه في حال كان هذا صحيحاّ، فإن الأفراد لا يقومون بالضرورة بأفعال لإرضاء هذه الرغبات. إذ قد لا يشعر شخص لاجنسي بالانجذاب جنسياً لشخص آخر، ولكنه ينخرط رغم ذلك في تخيلات جنسية، ربما لتسهيل الشهوة الجنسية الفيزيولوجية وممارسة الاستمناء. وقد لا تكون التخيلات الجنسية انعكاسات لرغبات جنسية فطرية.
وعلاوة على ذلك، تشير هذه النتائج إلى أن التخيلات الجنسية ليست، في الواقع، منشرة على نطاق واسع، كما اقترحت أبحاث سابقة. ما الذي يجعل شخصاً يحلم بتخيلات جنسية، وما إذا كانت تحدث تلقائياً أو بشكل متعمد، مقابل شخص آخر لا يحلم بتخيلات جنسية، هي مجال مثير للبحث، قد يساعد في تحديد ما إذا كان عدم وجود التخيلات الجنسية يجب أن يكون دلالة على اضطراب الرغبة الجنسية."
أحد أبرز نتائج البحث، كانت، أنه عندما يتعلق الأمر بالتخيلات الجنسية والاستمناء، كان هناك فرق ضئيل بين "اللاجنسيين" و"الجنسيين،" على خلاف التوقعات.
ونتيجة أخرى مثيرة للاهتمام هي أن الرجال والنساء "اللاجنسيين" يمرون بتخيلات جنسية حيث يكونون فيها بـ"صيغة الغائب،" أو دون مشاركة فعلية في السيناريوهات التي يتخيلونها.