"الحنة السودانية".. تراث عائلي في شوارع المعز
وجه أسود بملامح أنثوية جذابة وعينان جريئتان، كلما نظرت إليها ارتاح قلبك ولم تتردد لحظة في الذهاب إليها والنظر بشغف إلى ماتفعله هذه السيدة؛ بقرطاس في داخله بودرة مسكوب عليها بعض من قطرات المياه ترسم بها على الأيدي الناعمة أشكال مختلفة، وبمجرد الانتهاء منها تجد نفسك أمام زخرفة رائعة تسعد برؤيتها.
أتت من وسط السودان إلى القاهرة منذ عام مضى تحمل معها تراث عائلتها لتنشر ثقافة بلادها داخل الحدود المصرية؛ ألا وهي "الحنة السودانية".
تجلس السيدة "آمال محمد سليمان" طوال اليوم بيدها كتاب به أشكال مختلفة كلما أقبلت الفتيات عليها أعطته لهم يختاروا ما يشاءون وتبدأ بتجهيز معدات الرسم وحين الانتهاء تطلب منهن تركها لمدة نصف ساعة لتجف قليلًا وللحفاظ على ملابسهن من الاتساخ.
روت هذه السيدة قصتها منذ نزولها مصر وحتى الآن ومدى الإقبال عليها فأغلب تعاملها مع العرائس وتعمل على تزينهن بالحناء وبأشكال مختلفة، إلى جانب جلوسها بشارع المعز تلتقي الفتيات المارات أمامها وتجذبهن نحوها بابتسامتها البريئة مقابل 10 جنيهات للأيدي الواحدة.
لا تقتصر على الرسم للمصريات فقط بل امتدت بنشر ثقافة حناء بلادها للإيطاليين ومن بعدهم دول الخليج العربي فتقول:"ورثنا المهنة أب عن جد وكانت بدائية بس باختلاف العصور والزمن تطورت وأصبح الإقبال عليها بشكل كبير".
وتستكمل حديثها:" الشباب بيجوا يرسموا الحنة عندي وبيزودوا الطلب على رسمة العقرب والتعابين ومفتاح الحياة"، وعن أضرار المواد الموجودة بها على البشرة ردت قائلة: "المواد اللي في الحناء تركيبة بنستخدمها على الشعر وبتقويه وبتفيده يبقى عمرها ماتضر البشرة نهائيًا".