غضب مصري جديد من تصرف سعودي.. ورسالة غير مباشرة وتكليفات عاجلة للسيسي
لم يكن الإعلان عن التوجه لإنشاء قاعدة عسكرية سعودية في جيبوتي مفاجئًا للأجهزة السيادية المصرية التي كانت على علم بتفاصيل لقاءات دارت في الغرف المغلقة بين مسؤولين سعوديين ومسؤولين من دول أفريقية عدة، حيث جرت استضافة عدد من مسؤولي دول أفريقية منها أريتريا، اثيوبيا، الصومال، وأوغندا في رحلات مكوكية إلى الرياض للتفاوض على قضايا من بينها التنسيق عسكريًا وسياسيًا.
ذلك التغلغل في قلب أفريقيا أغضب مصر، بحسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية، رافضة التدخل العربي في مناطق نفوذها السابق من دون تنسيق، مضيفة أن مسؤولي تلك الدول الإفريقية حصلوا على تعهدات بمنح وعطايا سعودية بالتزامن مع التنسيق العسكري والمرتبط بمحاور عدة أبرزها التنسيق.
ونقلت الصحيفة عن تقارير لجهات مصرية، تفيد بوعود سعودية بتقديم ملايين الدولارات مقابل تسهيلات في الوجود العسكري للتحرك في اليمن، إضافة إلى إنشاء القاعدة العسكرية في جيبوتي التي ستكون نقطة ارتكاز للمملكة من أجل مراقبة حركة الملاحة البحرية والتصدي للنفوذ الإيراني، الذي تراه تهديدًا لها، مع وعود باستثمارات في قطاع الزراعة والأراضي بشكل كبير خلال الشهور المقبلة.
وأضافت الصحيفة، أن "المليارات السعودية التي جرى رصدها ربما تؤثر بشكل واضح على الاتصالات المصرية، كما أنّ القاهرة تستغرب التحرك السعودي من دون التنسيق معها، إذ جرى جمع المعلومات من السفارات المصرية وبالتنسيق الأمني مع بعض هذه البلاد، علمًا بأن لقاء استقبال الرئيس المصري لنظيره الأريتري الأسبوع الماضي جاء في هذا السياق، إذ كانت رسالة واضحة للنظام السعودي بأن التحركات يجب أن تجري بعلم القاهرة التي تتواجد بقوة في الصومال وأريتريا".
وتابعت الصحيفة، أن القاهرة ترى أن تزامن التحرك السعودي مع توتر الأجواء بين المسؤولين في البلدين يزيد من حالة العناد بين الطرفين، فيما كلّف الرئيس عبدالفتاح السيسي وزير الخارجية سامح شكري القيام بجولة أفريقية قريبًا، وسيشارك السيسي في القمة الأفريقية المقررة في يناير المقبل مع مواصلة عودة التنسيق بين القاهرة والعواصم الأفريقية وتبني مواقف مشتركة إقليمية ودولية.