قوات ليبية بدعم أمريكي تطهر آخر معقل لـ"داعش" في سرت
انتهت قوات ليبية تدعمها غارات جوية أمريكية من تطهير آخر منطقة كانت تحت سيطرة تنظيم "داعش" في معقلها السابق مدينة سرت يوم الثلاثاء بعد معركة استمرت نحو سبعة أشهر لاستعادة السيطرة على المدينة.
وسيطرت القوات بشكل كامل على رقعة أخيرة من الأرض في منطقة الجيزة البحرية في سرت بعد اشتباكات ضارية. وتمكن بضع عشرات من النساء والأطفال كانوا مع المتشددين من مغادرة المباني المدمرة.
ومع تفجر الاحتفالات بين القوات الليبية التي تهيمن عليها كتائب من مدينة مصراتة قال متحدث إن الحملة العسكرية ستتواصل لحين تأمين المنطقة الأوسع. وأطلق مقاتلون النار في الهواء مرددين "ليبيا حرة" و "دم الشهداء .. ما يمشيش (لا يضيع) هباء".
وتمثل خسارة سرت ضربة كبيرة لـ"داعش"، إذ ستتركها من دون أي أرض تحت سيطرتها في ليبيا لكنها تحتفظ بوجود نشط في أجزاء من البلاد.
وسيطرت "داعش" على سرت في مطلع 2015 وحولتها إلى أهم قاعدة لها خارج العراق وسوريا واجتذبت إليها عددا كبيرا من المقاتلين الأجانب.
وفرض التنظيم المتطرف حكمه المتشددة على سكان سرت باسطا سيطرته على قطاع يمتد لنحو 250 كيلومترا من ساحل ليبيا على البحر المتوسط.
وقال رضا عيسى المتحدث باسم القوات التي تقودها كتائب من مصراتة، "عمليات البنيان المرصوص سيطرت على كامل حي الجيزة البحرية ..القوات أمنت كل المباني والشوارع داخل حي الجيزة البحرية لكن ذلك لا يعني انتهاء عملية البنيان المرصوص حيث أننا لازلنا في حاجة لتأمين محيط مدينة سرت".
وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان، "هذه أنباء طيبة للغاية. هزيمة داعش إنجاز قوي للغاية لكن لا يمكن اعتباره سوى خطوة واحدة... الميليشيات التي حررت سرت تستحق التهنئة".
ويقول مسؤولون ليبيون وغربيون، إن بعض مقاتلي "داعش" فروا من سرت قبل المعركة أو في مراحلها الأولى. ويخشون من شن المتشددين حملة من خارج المدينة بعد وقوع هجمات في مناطق نائية.
وتحتل سرت موقعا استراتيجيا عند منتصف الطريق تقريبا على امتداد الساحل الليبي قرب بعض من أكبر حقول ومرافئ النفط في البلاد. والمدينة التي تقع قرب مسقط رأس القذافي هي المكان الذي قتل فيه بالرصاص بعد أن حكم ليبيا لقرابة 40 عاما.