دبلوماسي : المتحدث باسم الحكومة السورية يفر من البلاد

عربي ودولي


قال مصدر دبلوماسي في المنطقة يوم الاثنين إن جهاد مقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية انشق عن حكومة الرئيس بشار الأسد وغادر البلاد.

وعمل مقدسي وهو في الاربعينات من عمره في السابق بالسفارة السورية في لندن وعاد إلى دمشق قبل نحو عام للعمل كمتحدث باسم الوزارة والدفاع عن حملة الحكومة ضد الانتفاضة على حكم الاسد.

لكنه لم يكن يتمتع بنفوذ يذكر في نظام يدعمه الجهاز الأمني الذي لا تأثير لوزارة الخارجية عليه. لكن معارضي الاسد سيرون ان خسارة مثل هذه الشخصية البارزة إذا تأكدت دليل آخر على ان النظام يتداعى من الداخل.

وحققت قوات المعارضة تقدما في الاسابيع الماضية واستولت على عدة قواعد عسكرية بينها بعض القواعد خارج العاصمة دمشق.

وأضاف المصدر الدبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه لرويترز لقد انشق. كل ما بوسعي قوله هو أنه خارج سوريا.

وقال تلفزيون المنار اللبناني في وقت سابق إن مقدسي أعفي من مهامه الرسمية لارتجاله مواقف خارج النص الرسمي السوري .

وينتمي مقدسي إلى الأقلية المسيحية التي وقفت إلى حد كبير إلى جانب الاسد. وعمل في وزارة الخارجية لمدة عشر سنوات ويتحدث الانجليزية بطلاقة وهو أمر نادر في الجهاز الحكومي الذي شكلته أيديولوجية حزب البعث.

ونادرا ما شوهد في وسائل الإعلام في الاسابيع الأخيرة مما أثار تكهنات باحتمال انشقاقه عن النظام السوري. وكان هاتف مقدسي المحمول مغلقا ولم يرد تعليق في وسائل الاعلام الحكومية السورية بشأنه. وقالت قناة العربية التلفزيونية إن مقدسي غادر بيروت وإنه في طريقه الى لندن حيث من المتوقع أن يبقى.

وبدأ المعارضون يتقدمون بسرعة في الاسابيع الماضية بعد عدة أشهر من الحصار البطيء لقطع طرق وامدادات الجيش.

وسيطروا في الاسابيع القليلة الماضية على العديد من قواعد الجيش في انحاء البلاد وعلى حقل نفط وسد لتوليد الكهرباء في شمال شرق البلاد. ويستخدم المعارضون اسلحة مضادة للطائرات لمهاجمة الطائرات الهليكوبتر العسكرية والطائرات المقاتلة.

ونقلت تقارير إعلامية عن مسؤولين أوروبيين وأمريكيين قولهم إنه تم نقل الاسلحة الكيماوية السورية وإنه ربما يتم إعدادها للاستخدام ردا على المكاسب الكبيرة التي حققها المعارضون المسلحون في القتال للاطاحة بالأسد.

وقالت سوريا في وقت سابق يوم الاثنين انها لن تستخدم أسلحة كيماوية ضد شعبها بعد أن حذرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون من ان الولايات المتحدة ستتحرك ضد أي تصعيد من هذ النوع.

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض يوم إن مخاوف الولايات المتحدة بشأن نوايا سوريا بخصوص استخدام الاسلحة الكيماوية تتزايد الأمر الذي دفع واشنطن لإعداد خطط للتصدي لأي طاريء.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية في بيان تعليقا على تصريحات كلينتون سوريا أكدت مرارا وتكرارا بأنها لن تستخدم مثل هذه الاسلحة ان وجدت ضد شعبها تحت اي ظرف كان.

وكانت دمشق محور التركيز الرئيسي للجيش في الايام الخمسة الماضية فيما يبدو حيث تتصدى قوات الامن بقوة للمعارضين وتحاول عزل العاصمة عن الضواحي التي تهيمن عليها المعارضة.

ويحاول الجيش السوري اغلاق المدينة باستخدام القصف العنيف والغارات الجوية في اطار جهوده لصد قوات المعارضة. وقتل أكثر من 56 شخصا في منطقة دمشق. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض إن أكثر من 200 شخص قتلوا في أنحاء سوريا يوم الاحد.

ولم تكن دمشق نفسها بمنأى عن الاضطرابات. ويقول ناشطون ان المناطق الجنوبية التي تسيطر عليها المعارضة تعرضت لقصف شديد. وتحدث المرصد السوري عن اشتباكات عنيفة حول مستشفى تشرين العسكري في حي برزة بشمال دمشق وانفجار سيارة ملغومة في حي التضامن الجنوبي.

ولا يميل القتال حول دمشق لصالح أي من الجانبين. وسحقت محاولة سابقة من جانب المعارضين في يوليو تموز الماضي للتمسك بأراض كانوا قد سيطروا عليها في المدينة لكن المقاتلين عادوا الى الضواحي والمناطق الريفية القريبة.

ومازالت الاشتباكات والتوترات محتدمة حول مطار دمشق الدولي وعلى الطريق السريع المؤدي الى المطار الذي أصبح ساحة للمعارك من وقت لاخر مما أجبر شركات طيران أجنبية على تعليق رحلاتها الى دمشق منذ مساء الخميس.

وحاولت شركة مصر للطيران استئناف رحلاتها يوم الاثنين لكن مسؤولا بالشركة قال إن رحلة للشركة من القاهرة إلى دمشق عادت أدراجها يوم الاثنين بسبب سوء الأوضاع الأمنية عند مطار العاصمة السورية.

وقتل أكثر من 40 الف شخص في الصراع ويلقى المئات حتفهم كل أسبوع.

وقالت الأمم المتحدة يوم إنها ستسحب كل الموظفين الدوليين غير الأساسيين من سوريا بسبب تدهور الوضع الأمني وتقصر وجود الباقين على العاصمة مضيفة أن ثمة ضرورة لمزيد من العربات المدرعة بعد هجمات على قوافل مساعدات إنسانية في الأسابيع الماضية والاستيلاء على بضائع أو عربات.

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي اليوم إن مكتب الاتحاد في دمشق بصدد تقليص أنشطته هناك إلى الحد الأدنى بسبب الظروف الأمنية.