خبراء يكشفون الأسباب الخفية وراء تلويح أمريكا بوقف المساعدات عن مصر
عقب مقترح الكونجرس الأمريكي بوقف المساعدات عن مصر، أكد المختصون في هذا الشأن أن هذه الخطوة ما هي إلا ورقة ضغط على مصر للتراجع عن تشريع قانون الجمعيات الأهلية، وذلك من أجل مصالح أمريكا وليس دفاعًا عن حقوق الحريات في مصر كما تدعي.
وأكد السيناتور الأمريكي الجمهوري" ليندسي جراهام"، على أنه ينوي الضغط بشدة خلال شهر يناير المقبل داخل مجلس الشيوخ، من أجل تمرير مشروعين لقانونين يستهدفان تعليق المساعدات عن السلطة الفلسطينية ومصر، بسبب في دفع رواتب للسجناء الفلسطينيين الإرهابيين، ولمصر بسبب قمعها التشريعي الحديث لمنظمات المجتمع المدني"،- على حد قوله.
وتستعرض"الفجر"، في السطور التالية، أراء بعض المختصين في هذا الشأن حول تابعيات قرار وقف المساعدات عن مصر.
ورقة ضغط
قالت الدكتورة نهى بكر، أستاذ علوم سياسية بالجامعة الأمريكية، وخبيرة علاقات خارجية، أن التهديد بوقف المساعدات لمصر من قبل الكونجرس الأمريكي، ما هي إلا ورقة ضغط، لعدم التصديق على قانون الجمعيات الأهلية.
وأضافت" بكر"، في تصريح لـ"الفجر"، أن هذا التهديد ليس دفاعًا عن حقوق الحريات في مصر، ولكن دفاعًا عن المصالح الأمريكية فقط، والوقوف مع اليمين الأمريكي المتطرف.
وأشارت وخبيرة العلاقات الخارجية، إلى أن من الصعب وقف المساعدات الأمريكية لمصر، نظرًا لأن هذه المساعدات مرتبطة باستيراتيجية أمريكا في منطقة الشرق الأوسط-جزء من معاهدة السلام مع إسرائيل-، وبالتالي لايمكن لمجموعة من أعضاء الكونجرس أن يغيروا بها.
تابعيات
وفي سياق متصل قال جورج اسحاق، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن وقف المساعدات الأمريكية لمصر بسبب موافقة مجلس النواب على تشريع ضد منظمات المجتمع المدني بمصر، كان متوقعًا، نظرًا لأن القانون الجديد يقيد ممارسة جوهر الحريات لهذه الجمعيات.
وأضاف"اسحاق"، في تصريح لـ"الفجر"، أنه على الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدم التصديق على قانون الجمعيات الأهلية، وعودته مرة أخرى لمجلس النواب لإعادة مناقشته، نظرًا لاحتوائه على عددة أزمات أسسها ينبغى أن تتمتع الجمعيات بالحق في الخصوصية، والحرية في تحديد نظامھا وھيكل تنظيمھا وأنشطتھا وإتخاذ القرارات دون تدخل الدولة، وفقًا للأحكام والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان.
وأشار عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن تصديق رئيس الجمهورية واعتماد التشريع الجديد سوف يكون له تابعيات جثيمة كانت أولها وقف المساعدات الأمريكية عن مصر، مؤكدًا أن مصر في الوقت الراهن لاتتحمل مثل هذه القرارات خاصة وأن الاقتصاد المصري متدهور.
بداية لتوتر العلاقات بين الجانبين
ومن جانبه أكد الدكتور عمرو هاشم، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن وقف المساعدات الأمريكية لمصر بداية لتوتر العلاقات بين الجانبين.
وأضاف"هاشم"، في تصريح لـ"الفجر"، أن مجلس النواب لم يعي أن قانون الجمعيات الأهلية له بعد دولي وليس محلي كما أنه متصور، معلقًا: " على مجلس النواب تحمل القرارت الدولية طالما أنه متمسك بالتشريع الجديد للمنظمات المدنية، وتقديم حلول للخروج من مأزق امداد مصر بالمساعدات، وإلا سيكون فشل في تشريع القوانين، وبالتالي حل المجلس يكون أفضل له، بدلاً من إغراق مصر ودخولها في أزمات أكثر من ذلك".
