مانويل فالس
ولد مانويل فالس
في مدينة برشلونة الإسبانية في 13 أغسطس العام 1962، من أم سويسرية وأب رسام إسباني
من كاتالونيا وحصل على الجنسية الفرنسية العام 1982. دخل باكرا عالم السياسة والتحق
بالحزب الاشتراكي الفرنسي في السابعة عشرة من العمر لتأييد ميشيل روكار رئيس الوزراء
الأسبق والذي عمل لحسابه بين عامي 1988 و1991. يعد فالس واحدا من أهم رموز الجناح اليميني
في الحزب الاشتراكي خاصة فيما يتعلق بالمسائل الاقتصادية والأمنية.
عضو في المكتب
الوطني والمجلس الوطني منذ العام 1993 حيث كانت وظيفته الأولى المكلف بالاتصالات. فاز
بمنصب عمدة إيفري من العام 2001 وحتى العام 2012، وكان ذلك المنصب فرصة ذهبية لوضع
أفكاره المتعلقة بالأمن موضع التنفيذ فقام بتسليح الشرطة المحلية وتعزيز صفوفها، كما
كان وراء تعميم استخدام كاميرات المراقبة في الأماكن العامة.
فالس أو ساركوزي
الاشتراكي
يقارنه كثير من
الاشتراكيين بالرئيس اليميني السابق نيكولا ساركوزي لسلطويته وتشدده وعلاقاته القوية
بنقابات رجال الشرطة. وفي العام 2012 تحالف مع هولاند الذي كان مرشحا للرئاسة وكشف
عن دينامية أثناء الحملة، ما أهله لتولي منصب وزير الداخلية. وعزز في هذا المنصب صورة
رجل القبضة الحديدية، ما أكسبه شعبية أحيانا لدى اليمين أكثر من اليسار.
كما يثير فالس
امتعاض كثير من المنظمات المناهضة للعنصرية في البلاد، ويفتقر كثيرا لثقتها نظرا لتصريحاته
المتعلقة بالملونين في فرنسا، فقد صرح أثناء تجواله في سوق إيفري عام 2009 أنه غير
راض عن هذا الحضور الكثيف للملونين في السوق.
وفالس لا يتردد
عادة في كسر المحرمات لدى اليسار، كما أن أسلوبه السلطوي ودفاعه عن علمانية متشددة،
من العوامل التي تنفر قسما من معسكره منه؛ ففي العام 2007 اقترح تغيير اسم الحزب
"الاشتراكي" معتبرا أنه تجاوزه الزمن وفي العام 2014 قال إنه "يجب الانتهاء
من اليسار المتمسك بالحنين الى ماض ولى".
فالس رئيسا للحكومة
- "أنا القائد"
عين رئيسا للحكومة
نهاية مارس 2014 رغم الهزيمة الكبيرة التي مني بها الحزب الاشتراكي في الانتخابات البلدية
وهزيمته الشخصية في الانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي العام 2011، فلم ينجح في
إقناع الكثيرين بتموضعه على يمين الحزب، واقترابه من أصحاب العمل، فخرج من السباق منذ
الجولة الأولى بعد أن حصل على 5,63 بالمئة من الأصوات. ثم قال بعد تعيينه رئيسا للحكومة
خلفا لإيرولت في نفس العام "إن القائد يجب أن يعرف كيف يقود، لهذا أنا القائد".
بيد أنه عاد وعدل خطابه في الآونة الأخيرة لتوسيع قاعدته الانتخابية.
ومع توليه هذا
المنصب غادر أنصار البيئة الحكومة منددين، من بين أمور أخرى، بتصريحاته حول الغجر.
لكن فالس لم يهتم بكونه لا يعجبهم، وبدأ تطبيق الخط الجديد الاشتراكي الليبرالي للرئيس
هولاند (خفض الضرائب على الشركات، إصلاح قانون العمل ... إلخ). وغادرت شخصيات أخرى
مهمة الفريق الحكومي.
حصيلة عامين ونصف
في السلطة
وفي خلال عهدته
ضرب الإرهاب باريس مرتين في عام واحد؛ العام 2015. المرة الأولى في يناير/كانون الثاني
حيث هوجم مقر صحيفة شارلي إيبدو الساخرة وسقط فيه 12 صحفيا قتيلا، كما هوجم محل أطعمة
يهودي في الوقت ذاته. وفي 13 نوفمبر شنت سلسلة هجمات في باريس وسان دوني أدت إلى سقوط
130 قتيلا. كما أن فالس أحد القلائل في المعسكر الاشتراكي الذين صوتوا لحظر البرقع
في الشارع. وهو ينتقد بانتظام غطاء الرأس لدى المسلمات ويصفه بأنه "أمر ديني طائفي
شمولي".
كما عرف فالس بموقفه
المتشدد تجاه المعارضة المنظمة للتغييرات التي أدخلتها وزيرة العمل مريم الخمري على
قانون العمل، وهو ما أثار موجة ضخمة من الإضرابات والمظاهرات في الشارع الفرنسي، تشدده
ذهب به إلى الضرب عرض الحائط بديمقراطية الحوار وتمرير القانون بالقوة في الجمعية الوطنية
ودون نقاش ثلاث مرات عبر استخدام المادة الاستثنائية 49-3، وهو ما كلفه عداوات قوية
داخل حزبه الاشتراكي. وبعد أن كان مدعوما من وزير اقتصاده إيمانويل ماكرون (38 عاما)
الذي يتبنى أيضا الخط الإصلاحي الليبرالي في مجال الاقتصاد، قام الأخير بالاستقالة
من الحكومة ليبدأ منفردا مغامرة الانتخابات الرئاسية، وحاول أكثر من مرة تسخيف مواقف
فالس في القضايا الاجتماعية، آخذا عليه نزعته "العلمانية الانتقامية".