خبراء يكشفون: 5 أسباب وراء تخلي روسيا عن مصر في مجلس الأمن

تقارير وحوارات

مجلس الامن
مجلس الامن


بكر: رفض روسيا للمشروع  المصري خوفا من استعادة "المعارضة" قوتها
اللاوندي: رفض موسكو لعبة سياسية ستدمر سوريا
تشوركين: مشروع القانون غير بناء

أثار رفض روسيا المشروع التي قدمته مصر وإسبانيا ونيوزيلندا، لتطبيق هدنة إنسانية في سوريا، غضب الشارع المصري، حيث أكد بعض المختصين في الشأن الخارجي، أن هذا الرفض ليس إنساني، ولصالح روسيا لبقاء قواتها العسكرية داخل سوريا.

واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن قدمته مصر وإسبانيا ونيوزيلندا يطالب بهدنة 7 أيام في حلب وإنهاء القتال في أنحاء سوريا.

كما صوتت فنزويلا ضد مشروع القرار في حين امتنعت أنجولا عن التصويت، بينما صوتت الدول الإحدى عشرة المتبقية من أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر لصالح مشروع القرار، وهذه هي المرة السادسة التي تستخدم فيها روسيا الفيتو ضد مشروع قرار حول سوريا في مجلس الأمن منذ عام 2011.

رد الخارجية المصرية

من جانبها أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا، مساء الإثنين، تؤكد فيه أهمية مواصلة مجلس الأمن جهوده للتعامل مع التحديات الإنسانية في حلب بسوريا.

وتضمن البيان تعليقا على عدم تبني مجلس الأمن مشروع قرار تقدمت به مصر وإسبانيا ونيوزيلندا للتعامل مع الأوضاع الإنسانية المتردية في حلب وإنفاذ وقف لإطلاق النار يضمن دخول المساعدات الإنسانية إلى أبناء الشعب السوري.

وفي ضوء ما سبق رصدت"الفجر"، تباين أراء المختصين في الشئون الخارجية حول هذه القضية الشائكة في السطور التالية.

الخوف من استعادة "المعارضة" قوتها

قالت الدكتورة نهى بكر، أستاذ علوم سياسية بالجامعة الأمريكية، وخبيرة علاقات خارجية، إن مطالبة مصر بوقف القتال والهدنة في حلب جاء نتيجة الحاق الضرر بالمدنين في سوريا، ولكن روسيا رأت أن هذه الهدنة قد تؤدي لاستعادة "المعارضة" قوتها خلال السبعة أيام؛ لذلك اعترضت على القرار.

وأضافت"بكر"، في تصريح لـ"الفجر"، أن من المتوقع رفض روسيا لهذا القرار لأنها أحد الأطراف الداعمة في سوريا، وكان من الصعب موافقتها على إعطاء هدنة في حلب لأن من وجهة نظرها أن هذا ضرر يقع على سوريا، ورفضها للمشروع المقدم من مصر يخدم حلب، ولكن في الحقيقة يخدم مصالحها في التواجد من أجل وجودها في اللاذقية، وامتدادتها بقاعدة عسكرية داخلها.

لعبة سياسية

في سياق متصل قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن استخدام روسيا حق "الفيتو" في رفض مشروع مصر للهدنة في سوريا، يرجع لدعمها السوري بالطرق السياسية، فهي ترى أن الحل الأمثل للسيطرة على الوضع في سوريا سياسيًا مهما كانت تابعياته، إنما مصر تدخلت بشكل إنساني وهذا لا تعترف به روسيا.

وأضاف"اللاوندي"، في تصريح لـ"الفجر"، أن هذا الرفض ليس له تابعيات سلبيه على مصر، فمصر حاولت تقدم المساعدة ومجلس الأمن رفض، مشيرًا إلى أن المشروع حاليا بيد الجمعية العمومية بالولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار خبير العلاقات الدولية، إلى أن هذا الرفض لعبة سياسية لاستمرار الحرب داخل سوريا، والسيطرة عليها، وعدم تعزيز جيش سوريا الحر، لاستمرار روسيا عسكريًا داخل سوريا.

مشروع القانون غير بناء

على صعيد أخر قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، إن بلاده لا يمكن أن توافق على مشروع القرار المطروح بشأن سوريا بصيغته الحالية، خاصةً وأنه لا يتضمن تحديد شروط لتنفيذ الهدنة المقترحة في سوريا.

ورأى "تشوركين"، في كلمة ألقاها أمام اجتماع مجلس الأمن الدولي لمناقشة مسودة القرار، مساء الإثنين، أنه "يجب أن نتوصل لتوافق أولاً قبل التصويت على قرار مثل هذا". 

وأضاف "تشوكين"، أن "طرح مسودة القرار بهذا الشكل للتصويت في مجلس الأمن يضر بالموقف في حلب"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة هي من دفعت إسبانيا ومصر ونيوزيلندا للتقدم بمشروع القرار بشأن سوريا وهو تصرف سيء".