البنيان المرصوص: داعش لا يزال يتواجد وبقوة في سرت
نفى العميد الناطق الرسمي باسم "عملية
البنيان المرصوص" الموالية لحكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة من بعثة الأمم
المتحدة محمد الغصري، أن تكون القوات التي تحارب تنظيم داعش في مدينة سرت الساحلية
نجحت في فرض سيطرتها بالكامل على المدينة والقضاء على المتطرفين بداخلها.
وقال الغصري بحسب صحيفة الشرق الأوسط اليوم
الثلاثاء، "ما زالت قواتنا تخوض معارك، لدينا بعض المشكلات، حيث نحاصر 18 منزلاً
يتحصن فيهم مقاتلو داعش".
وأضاف: "لم نفرض سيطرتنا بشكل كامل،
لكننا نقترب من هذا، ما زال هناك عمل عسكري في حي الجيزة آخر معاقل داعش"، رافضاً
تحديد أي موعد رسمي لإعلان تحرير المدينة بالكامل، كما نفى علمه بزيارة محتملة لفائز
السراج رئيس الحكومة المدعومة من بعثة الأمم المتحدة إلى المدينة فور تحريرها.
وتابع الغصري: "لم تقم الطائرات الأمريكية
بأي طلعات جوية أمس، لكننا فقدنا أحد عناصرنا، الذي قتل في المعارك، بينما تسلمنا نحو
30 جثة تعود لدواعش".
وزعمت غرفة عملية البنيان المرصوص في وقت
سابق أمس أن قواتها فرضت ما وصفته بـ"سيطرتها الكاملة" على مدينة سرت على
الساحل الليبي بعد أشهر من معارك متواصلة مع تنظيم داعش، بعدما نجحت في استعادة السيطرة
على آخر مجموعة من المباني التي كان يتحصن فيها مقاتلو تنظيم داعش في مدينة سرت معقلهم
السابق.
وقالت الغرفة في بيان عبر صفحتها الرسمية
على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: "انهيار تام في صفوف داعش، والعشرات منهم
يسلّمون أنفسهم لقواتنا، مشيرة إلى أن قواتها تتعامل مع أفراد من داعش في آخر معاقلهم
في منطقة الجيزة البحرية بالمدينة.
وتم تحديث صورة الغلاف على صفحة "عملية
البنيان المرصوص"، وهو اسم العملية العسكرية في سرت، على فيس بوك، ونشرت صورة
لجنود يرفعون شارة النصر، مع عبارة "انتصر البنيان وعادت سرت".
لكن العميد محمد الغصري المتحدث الرسمي
باسم هذه القوات قال في المقابل إن "هناك بعض الجيوب الصغيرة التي ما زالت تتحرك
داخل الحي، وإن قواتنا تتعامل معها".
ورغم ذلك سارع رضا عيسى وهو متحدث آخر باسم
هذه القوات إلى الادعاء بأن القوات التي تقودها كتائب من مصراتة مدعومة بضربات جوية
أمريكية سيطرت على حي الجيزة البحرية بالكامل ولا تزال تؤمّن المنطقة، مضيفاً
"قواتنا تفرض سيطرتها بالكامل على سرت، شهدت قواتنا عملية انهيار تام لداعش".
وقالت وكالة الأنباء الليبية إن قوات البنيان
المرصوص شرعت منذ مساء أمس في تمشيط كامل لمنطقة الجيزة البحرية داخل سرت.
ولم يرد إعلان رسمي بالسيطرة على سرت، علماً
بأنه في وقت سابق قال مسؤولون إن أكثر من عشرة من مقاتلي داعش كانوا يرابطون في حي
الجزيرة البحرية في سرت استسلموا للقوات الليبية، وأن ثلاث نساء على الأقل غادرن المنطقة
التي يسيطر عليها المتشددون.
وأكدت غرفة البنيان المرصوص صحة هذه المعلومات،
وقالت إن قواتها نجحت في تأمين خروج 4 نساء، مشيرة إلى أن 12 من مقاتلي داعش سلّموا
أنفسهم.
وفي الأيام القليلة الماضية قالت القوات
الليبية إن عشرات النساء والأطفال غادروا آخر مجموعة مبانٍ يسيطر عليها التنظيم.
وانطلقت العملية العسكرية في مايو الماضي،
وحققت القوات الحكومية تقدماً سريعاً في بدايتها مع سيطرتها على المرافق الرئيسية في
سرت المطلة على البحر المتوسط والتي تبعد 450 كيلومتراً شرق العاصمة طرابلس، لكن هذا
التقدم سرعان ما بدأ بالتباطؤ مع وصول القوات إلى مشارف المناطق السكنية في المدينة،
لتتحول المعركة إلى حرب شوارع وقتال من منزل إلى منزل.
وبدأ التنظيم يتغلغل في سرت في 2014 وسيطر
عليها بشكل كامل منذ منتصف العام الماضي، وأقام أهم قاعدة له خارج الشرق الأوسط، وبسط
سيطرته على مسافة نحو 250 كيلومتراً على ساحل البحر المتوسط.
وشنت قوات تقودها كتائب من مدينة مصراتة
الواقعة في غرب ليبيا هجوماً مضاداً على المتشددين في مايو (أيار) الماضي، فيما شنت
الولايات المتحدة اعتباراً من الأول من أغسطس الماضي 470 ضربة جوية على الأقل
لدعمها.
وكان وجود أسر مدنية عاملاً أساسياً في
تعقيد محاولات التقدم داخل آخر قطعة أرض يسيطر عليها التنظيم المتشدد، ونفذت عدة نساء
هجمات انتحارية أثناء توفير ممر آمن لخروجهن.