أسباب وخفايا جولة الملك سلمان الخليجية
أبرزت الصحف السعودية الصادرة صباح اليوم،
جولة خادم الحرمين الشريفين الخليجية والقمة الخليجية في المنامة، إذ قالت صحيفة اليوم
تحت عنوان "من الإمارات إلى قطر.. الملك يشدّ عضده بإخوته": الجولة الخليجية
التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيزـ أيده الله- إلى الأشقاء
في دول الخليج العربي، واستهلها بدولة الإمارات العربية المتحدة، وانعكستْ أصداؤها
على حفاوة الاستقبال هناك شعبيا ورسميا، اتساقا مع العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين،
هذه الجولة، والتي كانت دولة قطر الشقيقة هي محطتها الثانية، وستشمل البحرين ثم الكويت،
جاءتْ في هذا التوقيت الدقيق لتجدد حرص خادم الحرمين الشريفين على دعم وتعزيز تلاحم
الشعوب والقيادات الخليجية في مواجهة الأخطار، والمضي قدما في ترتيب المواقف الخليجية
وتنسيق المواقف، وتوحيد الرؤى لتقوية الصف الخليجي، وتمتين سياجاته بتفاهمات الأخوة،
وإدراك الحاجة دوما للحمة بين أبناء الخليج في كل الأحوال والمناسبات، فضلا عن مثل
هذا الظرف الذي تحيط به المخاطر والأطماع من كل حدب وصوب.
وأضافت: إذا كانت القمة الخليجية، والتي
تنعقد اليوم في المنامة العاصمة البحرينية ستتخلل هذه الجولة، فإن هذه الزيارات المتتالية
التي يقوم بها الملك سلمان- حفظه الله- بما له من رصيد ثقة لدى أشقائه زعماء الخليج،
ستكون بالتأكيد إحدى دعائم نجاح هذه القمة، والخروج منها بالمواقف التي ترفع أرصدة
الخليجيين في أمنهم واستقرارهم، وفي اقتصادهم، وفي اندماج مواقفهم، وبما يحقق لهم الانحياز
إلى تنمية بلدانهم، والنأي بها عن الحرائق المستعرة، ومن ثم مد الأيدي للمساهمة في
إطفاء الحرائق التي أشعلتها بعض القوى الاقليمية في ظل انكسار المظلة العربية وانكفائها
إلى همومها الداخلية.
ورأت الصحيفة، أن الزيارات جددت المشاعر
والأحاسيس بأن هذه الدول وإن تعددت أسماؤها السيادية، إلا أنها بالنتيجة بلد واحد،
وقيادة واحدة، وشعب واحد.
وترى صحيفة "الرياض" أن القمم
الخليجية هي خلاصة العمل الخليجي المشترك وذروة سنامه، فيها تتخذ القرارات ذات البعد
الاستراتيجي الهادفة إلى ترسيخ عمل المنظومة الخليجية وتكريس الجهود من أجل رقيها ورفاه
شعوب المنطقة وأمنها واستقرارها واستمرار مسيرة تنميتها بما يحقق الطموحات الكبرى التي
نتطلع إليها جميعاً.
وقالت، إن قمة المنامة جاءت في وقت مهم
جداً لبحث ملفات غاية في الأهمية إقليمية وعربية ودولية، قد يكون أهمها مكافحة الإرهاب
والتدخلات الإيرانية في المنطقة التي تم التصدي لها بكل حزم من قبل دول التعاون، وبالتأكيد
سيتم بحث العمل الخليجي المشترك السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي؛ هذا عدا عن
الملفات التي لا تقل أهمية في اليمن وسورية والعراق وليبيا، كلها ستكون على طاولة القمة،
كون دول التعاون ليست منغلقة على نفسها وتبحث عن مصالح خاصة، وإن كان ذلك حق مشروع
لها كمنظمة إقليمية، بل هي منفتحة على محيطها العربي داعمة له على جميع الأصعدة، تشاركه
قضاياه وتمد له العون كلما اقتضت الظروف؛ وهذا أمر يعرفه القاصي والداني ولا يمكن مواربته
أو إجحافه.
وأضافت، أن قادتنا في دول التعاون يبذلون
كل جهودهم من أجل أن تبقى دولنا سائرة على دروب التنمية والرخاء، معززة بالأمن المشترك
الذي لا بديل عنه للحفاظ على استقرارنا ومكتسباتنا وتعزيز أواصرنا، فالجولة الملكية
تعبر وبكل معاني الأخوة عن اتحاد دول التعاون، قيادات وشعوبا في نهجها الذي رسمته لنفسها
أن تكون قوة إقليمية ودولية مع امتلاكها للقرار السياسي النافذ والقدرة الاقتصادية
التي تمتلك جعلت منها سادس أكبر اقتصاد عالمي.
وخلصت إلى القول إن دولنا الخليجية تسير
على دروب المحبة والإخلاص والعمل الجاد المثمر الذي نقطف نتائجه كشعب خليجي واحد وجب
علينا أن نعطي ونقدم جهودا مخلصة من أجل استمراره وديمومته.
وفي افتتاحيتها قالت صحيفة "عكاظ"
تحت عنوان "حلم الاتحاد على الأبواب": تنطلق اليوم القمة الخليجية الـ
37 في العاصمة البحرينية المنامة وسط أجواء حفاوة استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك
سلمان بن عبدالعزيز خلال جولته الخليجية التاريخية والإستراتيجية التي تعكس قوة وترابط
أواصر العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تعد نموذجاً عالمياً في العلاقات
الدولية على جميع الأصعدة، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.
وأضافت: لا شك أن قمة اليوم تكتسب أهمية
غير مسبوقة، ويتوقع الكثير من المحللين الإستراتيجيين بأنها سوف تتمخض عن نتائج وقرارات
تاريخية تعزز قوة وتلاحم دول المجلس في التعامل مع التحديات الراهنة والأجواء المضطربة
المحيطة بالمنطقة، والتي تتمحور حول التصدي للتدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة
العربية وسعيها لإثارة الفتن والقلاقل ومحاولاتها المستمرة في خلخلة أمن واستقرار دول
المنطقة عبر إشعال الفتن الطائفية وتقديم كل وسائل الدعم اللوجستي والمادي والعسكري
للميليشيات والعصابات الطائفية في المنطقة، إضافة إلى الملف الاقتصادي الذي بحاجة إلى
حزمة من التعزيزات التي تكفل مواجهة انخفاض وتذبذب أسعار النفط، وأهمية الاستمرار في
خطط التحول الاقتصادي لتقليص الاعتماد على مخزونات الموارد الطبيعية، وتحقيق التنمية
المستدامة.
ورأت أن زيارة الملك سلمان للإمارات وقطر
والبحرين والكويت تزامنا مع القمة الخليجية تكتسب أهمية بالغة لتحقيق حلم تعزيز مرحلة
التعاون والتلاحم بين دول المجلس، والتأسيس لمتطلبات المرحلة من خلال تحقيق حلم الاتحاد
الخليجي.
أما صحيفة "الشرق" فقالت في افتتاحيتها
إنه بعد مضي 37 عاماً على تأسيس قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي تنعقد اليوم في
عاصمة مملكة البحرين المنامة، يقف قادة دول مجلس التعاون بشموخ أمام كافة التحديات
التي مرت عليهم خلال 37 عاماً والحروب التي مرت بالمنطقة ودول الخليج مستمرة على «قلب
رجل واحد».
وقالت: لقد استطاعت دول الخليج العربي منذ
بداية تكوين المجلس عام 1981م تعزيز دعائم العمل المشترك الذي حمل رؤية واحدة أمام
العالم تجاه القضايا المصيرية والعالمية، حيث استطاع المجلس تكوين رؤية شعبية تتطلع
لمزيد من الاندماج الاقتصادي الموحد بين دول المجلس، وقد تمكن المجلس خلال الـ 37 عاماً
الماضية أن يقدم رؤية مشتركة عبر التكامل الوحدوي المملوء بنسيج الأسرة الواحدة.
وخلصت إلى أن دول الخليج العربي تمكنت طيلة
السنوات الماضية من سن قوانين مشتركة ما جعل الاقتصاد الخليجي في حالة ثبات واستقرار
من خلال الروح الواحدة التي استطاع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز
في السنتين الماضيتين وضع استراتيجيات اقتصادية ودفاعية وتوحيد وجهة النظر تجاه كافة
القضايا التي تعصف بالمنطقة العربية بروح قيادية شجاعة متمثلة في الملك الحازم سلمان
بن عبدالعزيز نقلًا عن موقع قناة الإخبارية نت.