علامات استفهام وراء زيارة الملك.. السعودية تستعين بقطر لزيادة الضغط على مصر
علامات استفهام أثارتها الزيارة الأولى لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى العاصمة القطرية الدوحة، خاصة في ظل العلاقات المتوترة مع جمهورية مصر العربية، حيث يعرف عن النظام القطري أنه أكثر الأنظمة العربية المعارضة للرئيس عبدالفتاح السيسي.
تقرير إعلامية أشارت
إلى أن الملك سلمان بن عبدالعزيز كان من
المقرر له أن يلتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال تواجده بالإمارات، إلا أنه وبدون
سابق إنذار غادر الرئيس السيسي الإمارات قبل وصول ملك السعودية، ولم يتم اللقاء الذي
أشارت إليه التقارير، وبحسب أوساط مقربة من دائرة جهود تنقية الخلافات بين البلدين،
شهدت العاصمة الإماراتية مساء الجمعة الماضية لقاءً غير معلن حضره الرئيس السيسي والأمير
خالد الفيصل مستشار الملك السعودي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبحث هذا اللقاء سبل
تقريب وجهات النظر بين البلدين، بهدف الوصول إلى مرتكزات يجري الاتفاق عليها بين مصر
والسعودية، وذلك بديلًا عن القمة الثلاثية، التي كان من المقرر أن تشهدها أبوظبي.
وكذلك، جرى التشاور بشأن
عقد لقاء بين وزير الخارجية سامح شكري ووزير خارجية السعودية عادل الجبير في غضون
عشرة أيام، على أن يقوم السيسي بزيارة قريبة إلى السعودية، يلتقي خلالها بالعاهل السعودي،
وربما يشمل اللقاء قادة آخرين.
وكانت مجهودات مكثفة عقدت
سعيا وراء الخروج من الأزمة في علاقات البلدين، حيث بذل أحمد أبو الغيط الأمين العام
للجامعة العربية جهودا تلامست مع مجهودات كويتية وإماراتية راحت تدفع بشدة نحو السعي
لاحتواء الأزمة بين القاهرة والرياض.
ورغم أن ملك السعودية
لم يزر قطر منذ توليه الحكم بسبب خلافتها الدائمة مع القاهرة، وخوفًا من أن تثير
الزيارة السعودية إلى الدوحة غضب الجانب المصري في ظل العلاقات الجيدة التي نتج
عنها توقيع عدد من الاتفاقيات منها اتفاقية ترسيم الحدود والاتفاق على عدد من
المشروعات الكبرى، إلا أن الرياض اختارت هذا التوقيت لزيارة الملك إلى الدوحة وهو
ما يشير إلى أن المملكة ربما تريد الضغط على القاهرة لإعادة النظر في عدد من
الملفات منها وقف دعم الرئيس السوري بشار الأسد، بالإضافة إلى الضغط لوقف قرار
مصرية جزيرتي تيران وصنافير.
وأدى خادم الحرمين الشريفين
الملك سلمان بن عبدالعزيز "العرضة" التي أدتها فرقة فنون شعبية قطرية، احتفاءً
بزيارته التاريخية إلى دولة قطر.
وأظهر الفيديو الملك سلمان
ممسكاً بعصاه، ويشارك الفرقة في أداء العرضة، وبجواره أمير قطر الشيخ تميم بن حمد،
وذلك قبيل دخولهما الديوان الأميري بالعاصمة الدوحة، لعقد جلسة مباحثات رسمية.
قطر بدورها سارعت إلى التأكيد على تطابق السياسات والمواقف القطرية السعودية
في كافة قضايا المنطقة العربية من سوريا والعراق واليمن وليبيا بالإضافة إلى قضايا مكافحة الإرهاب
الذي بات يهدد المنطقة في صور وأشكال متعددة، في محاولة منها لإرسال رسالة ضمنية
إلى القاهرة أننا والمملكة في خندق واحد خاصة فيما يتعلق بمصير بشار الأسد.
واعتبر الشيخ عبدالله بن ثامر آل ثاني سفير
دولة قطر لدى المملكة العربية السعودية أن زيارة العاهل السعودي ترسيخ للعلاقات التاريخية
والأخوية المتميزة القوية والمتينة بين البلدين الشقيقين.
وقال
إن "لقاء الشيخ تميم والعاهل السعودي يفتح آفاقا واسعة للعمل المشترك والتعاون
في كافة المجالات، وتؤكد على المزيد من الترابط والتلاحم بين دول مجلس التعاون الخليجي".